الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوم"هواجس" انهيار النظام تسيطر على تفكير خامنئي

“هواجس” انهيار النظام تسيطر على تفكير خامنئي

0Shares

كشف خطاب خامنئي بمناسبة موت الدجال خميني مرة أخرى بوضوح أكبر أمام أعين الجميع عن التشتت والاضطراب الناجم عن أزمة السقوط.

وكرس الولي الفقيه الكثير من حديثه للتعبير عن سعادته بأن النظام المعيب الذي أسسه خميني لم يتم الإطاحة به رغم كل التوقعات، قائلاً: "لا أعرف أي نظام في العالم مثل نظام الجمهورية الإسلامية يُتوقع منه الاضمحلال والدمار والانهيار".

وبهذه الطريقة أراد خامنئي طمأنة قواته التي عانت كثيراً من رؤية العديد من علامات وأعراض تشتت النظام وإسقاطه، وزعم بشكل مضحك: "اليوم، أصبح النظام أكثر تطورًا، وأكثر تقدمًا، وأكثر توسعًا من جميع النواحي!".

 

رعب ودجل وخداع

كانت تصريحات الولي الفقيه الكهنوتي مزيجًا من الكلام المقلوب والخداع، لكنه في الوقت نفسه لم يستطع إخفاء خوفه من الكراهية الاجتماعية للنظام والأزمات التي أحاطت به من جميع الجهات، قائلاً: "اليوم يتربص الأعداء بغية إيجاد الشرخ بين الامة والنظام، وتآمروا أمنيًا وسياسيًا بالاضافة إلى العداوات الاقتصادية الواضحة".

كما عبر خامنئي عن رعبه من ركود برنامجه الانتخابي الفاضح ومقاطعته من قبل جمهور الشعب، قائلا: "البعض يتردد في المشارکة في الانتخابات بسبب الضغوط المعيشية الموجودة وكلنا نعلم.. لا ينبغي لهذه الأشياء أن تثنينا عن المشاركة في الانتخابات".

ثم علق خامنئي نفسه من فرط البؤس على شماعة الجثة النتنة لخميني الملعون ووصيته، قائلاً: "الغياب عن الانتخابات قد يكون ذنبًا على رأس الكبائر، وعدم المشاركة، تترتب عليها عواقب دنيوية وربما تمتد لأجيال قادمة، ويتطلب المساءلة الإلهية! "، لكن هذه المخادعات الشعبوية السخيفة قد فقدت بريقها، حتى بالنسبة لقوى النظام الأكثر تخلفًا.

واسترسل خامنئي في حديثه، حيث قال رداً على الأزمة المميتة التي أحدثتها مقصلة مجلس صيانة الدستور في إبعاد  التيار المسمى الإصلاحي، ولا سيما إقصاء لاريجاني، الذي خدم النظام 30 عاماً: " تعرّض بعض الأشخاص الذين لم تُحرَز أهليتهم للظلم والجفاء، إذ نُسبت أشياء مخالفة للواقع لهم أو لعائلاتهم، ثم ثبت أن تلك التقارير مخالفة وغير صحيحة "، ثم طالب الجهات المسؤولة بالتعويض.

وقد أحدث تصريح خامنئي هذا ضجة في النظام، فعلى وجه الخصوص، كتب كدخدايي، المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، في تغريدة أثناء قراءة حكم الولي الفقيه للثورة: "مجلس صيانة الدستور سيعلن رأيه قريبًا، معترفًا بأنه ليس معصومًا عن الخطأ".

 

سقوط لاريجاني نتيجة لجشع السلطة

وجراء كلمات خامنئي، إلى جانب هذه التغريدة، سال اللعاب على شفاه أعضاء الزمرة المحذوفة ومؤيديهم المهادنين في الفضاء الإلكتروني، وهرع لاريجاني مذعورا وسارع في خطاب متخاذل إلى الخنوع والخضوع لـ "القائد الحكيم" معرباً عن سعادته بأن "التصريحات الحكيمة" لخامنئي كشفت مجدداً الأسس المتينة والعقلانية للجمهورية الإسلامية، وامتدح قائلا "أظهر أکثر من أي وقت مضی مدی سؤددکم وأریحيتکم والروح المطالبة بالحق فيکم".

لكن بعد ساعات قليلة أصدر مجلس صيانة الدستور بيانا خيب أماله وجفف كل الأفواه التي سالت لعابها دفعة واحدة، حيث أشار مجلس صيانة الدستور في بيانه بشكل غير مباشر إلى لاريجاني، وقال "تم تقييم مجموعة من القضايا والوثائق، ولم تكن بعض التقارير غير الصحيحة ذات أثر فعال في إصدار الحکم النهائي من قبل مجلس صيانة الدستور!".

وبهذه الطريقة صار إبعاد لاريجاني قطعيا ومؤكدا، بحيث كتب عباس عبدي، أحد أعضاء الزمرة المهزومة، ساخرًا على حسابه على تويتر: "يبدو أن القصة كلها جاءت لإزالة الغموض عن استبعاد لاريجاني".

ولقراءة متأنية لما وراء صراعات الزمر المبتذلة، فإن ما ظهر مرة أخرى في تلك التطورات يبرز شدة أزمة السقوط التي هزت أركان النظام بأكمله.

تلك الأزمة نفسها التي خلطت الأوراق أمام خامنئي، تعبر بلغة معكوسة عن القلق من خطر الانتفاضة والإطاحة والتهديد الذي يمثله "العدو صاحب الفكر المركب"، وأنه مسرور للغاية بأن النظام لم يتم إسقاطه بعد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة