الجمعة, مايو 10, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانشهادة محمد زند الصادمة حول جرائم النظام الإيراني في مجزرة عام 1988

شهادة محمد زند الصادمة حول جرائم النظام الإيراني في مجزرة عام 1988

0Shares

 بدأت يوم الأربعاء 10 نوفمبر الجلسة الأولى لمحاكمة حميد نوري في مدينة دورس بألبانيا بحضور مدعين وشهود مجاهدي خلق من أشرف الثالث.

 محمد زند أحد المدعين من منظمة مجاهدي خلق في هذه القضية الذي بدأ حديثه في المحكمة، لقد أُعدم شقيقه رضا زند في مجزرة عام 1988 في سجن جوهر دشت

قال محمد زند: في 28 يوليو 1988 كنت في الطابق الثالث من السجن، وفي الصباح انقطعت الصحف.

دخل داود لشكري إلى السجن ليلا بعد عملية الإحصاء اليومي للسجناء وقرأ أسماء ثلاثة أشخاص هم غلام حسين اسكندري وسيد حسين سبحاني ومهران هويدا.

أنا ورامين قاسمي وأصغر مسجدي، واصغر محمدي خبازان، ومسعود كباري، ومنصور قهرماني وشخص آخر لا أريد أن أذكر اسمه لأنه داخل إيران، اعترضنا على قطع الصحف.

أخرجنا داود لشكري وأدخلنا بالممر ثم عصب أعيننا وسألنا عن تهمنا وقلنا إننا من مؤيدي منظمة مجاهدي خلق بدأ بضربنا، وكان هناك حارس يدعى داوود كان يمارس رياضة الكاراتيه وضربني بحذائه على قدمي فأصابني بعدة كسور، وانهالوا علينا ضربا لمدة ساعة.

سأل داود لشكري عن هويتنا مرة أخرى وأصررنا أيضا على أننا من مؤيدي المنظمة قال أي منظمة فقلنا منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، قال ثلاثة أشخاص مجاهدي خلق فقال داود لشكري: ادخلوا العنبر سنأتيكم يوم الخميس.

ويتابع محمد زند: عندما عدنا إلى العنبر كنت بحالة متدهورة، ولما رآني شقيقي رضا قال ماذا بك يا أخي لماذا أنت بهذه الحالة وكدت أسقط وكان غلام حسين اسكندري ورامين قاسمي بجانبي فحملوني إلى الحمام وهناك تقيأت، وحاولت جاهدا النوم تلك الليلة مع كل ما أعانيه من آلام.

يوم الجمعة 29 يوليو حرمونا من التلفاز ومن الخروج للتهوية، وكان أخي رضا زند قد رأى في عالم الرؤية أنه يتمشى مع محمود، وقال رضا أن هذا الوضع الذي نحن فيه يتجاوز المضايقات المعتادة وعلينا الاحتجاج.

كان أخي يبلغ من العمر 21 عاما وطالب تكنولوجيا اُعتقل في أغسطس 1981 مع صديقه برويز شريفي، وحُكم على برويز بالسجن المؤبد وعلى رضا بالسجن لمدة 10 سنوات، وقد أُعدم برويز في مجزرة سنة 1988.

كان شقيقي رضا لطيفا طيب القلب يحاول مساعدة الإخوة الذين لم يكونوا بوضع مالي جيد ويطلب من والدي إعطائه المزيد من المال لمساعدتهم.

سألت رضا لماذا تقول إن الوضع غير عادي فقال: ألا تتذكر ما حدث لمسعود مقبلي؟ تم نقل مسعود مقبلي إلى اللجنة المشتركة في مارس 1988 لإطلاق سراحه وطلبوا منه اجراء مقابلة تبرئة من انتماءاته فرفض، وأعطوه رسالة مفادها اذهب إلى أصدقائك وقل لهم سألتحق بكم قريبا.

كنا قد إلتقينا أنا ورضا مع والدتي قبل إعدام رضا، حيث أخبر رضا والدتي أنها لن ترانا مرة أخرى وأن هذا النظام لن يسمح بإطلاق سراحنا.

وقال محمد زند أيضا: وصلنا الى يوم 30 يوليو، ودخل الحرس العنبر وقرأوا أسماء ثمانية أشخاص، وكنا أنا ورضا ومحمود رويايي ونصر الله مرندي جالسين سويا في مكان واحد، التفت إلي رضا وأعطاني خاتمه ومسبحته، وقال إنه يجب أن احتفظ بها كتذكار منه، ولم آخذها منه، بل أعطيتها لأحد اخوتنا الآخرين، ثم ودعنا وقال أننا ذاهبون أترككم في حفظ الله.

ويتابع محمد زند في إدلائه بشهادته على النحو التالي:

كانت الساعة الحادية عشر قرب الظهر تقريبا عندما كان حسن أشرفيان

عندما رأى حسن أشرفيان من مصراع نافذة الحسينية أن داود لشكري قادما إلى الحسينية مع عدد قليل من الناس بملابس مدنية بشاحنة مليئة بالحبال، وقد رأيت ذلك أنا أيضا

بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من الصمت سُمِعَ صوت الموت للمنافقين، وفي المساء جاء الحارس إلى الباب فطلب مني نصر الله مرندي أن أذهب وأخبره أنني أريد أن أرسل ملابس لأخي رضا.

قال الحارس إنه لا داعي لذلك، وفي المساء جاء داود كاراتيه إلى الباب مرة أخرى وقال ما هو اسم والد منصور قهرماني، وبما أنه استخدم صيغة الماضي تأكدنا من أنه قد تم إعدامه فقلنا له إذهب واسأله.

في يوليو 1988، تم إعدام السجناء بعد هجمة ومواجهة هاشمي ودكتور محسن فغفور مغربي الذين جيء بهم من مشهد عندما وقفوا وقالوا مجاهدي خلق  باصواتهم وثابتين على مواقفهم معلنين إياها "نحن جنود مسعود ومريم" فأعدموهم في 30 يوليو سنة 1988.

تم إعدام من رفضوا إجراء المقابلات (في هذه المقابلات يطلبون من السجناء إعلان البراءة من منظمة مجاهدي خلق) في 30 يوليو، وكان من بينهم حلال لايقي، ومهشيد رزاقي لاعب فريق ”هما“ ولاعب المنتخب الإيراني لكرة القدم.

كما تم إعدام السجناء الذين جيء بهم من كرمانشاه في نفس اليوم

في يوم الخميس 31 يوليو جاء الحرس وأخذ كوكبة من السجناء من بينهم مهرداد صمد زاده ومهرداد أردبيلي وحسين بهري وزين العابدين أفشون ومحمد فرماني، وعلي أوسطي وقد كان صديقا مقربا لي.

لكن زين العابدين أفشان عاد بعد ساعة أو ساعتين وتحدث عن الورقتين اللتين كتبوا فيهما مواقفهما أو وصاياهما، وتم إعدام هؤلاء المجاهدين في نفس الوقت.

في اليوم الرابع عشر من الشهر أحضروا إلينا غلام حسين فيض ابادي، فقال غلام حسين هل تعلمون أن عمليات الإعدام قد بدأت وقد لاحظت ذلك وأنا في الحبس الانفرادي.

وقال غلام حسين أنه إذا أخذوني إلى الهيأة سأدافع عن هويتي وانتمائي للمنظمة وسأقول أنا من منظمة مجاهدي خلق، وفي يوم مساء 6 أغسطس أعدموا غلام حسين فض ابادي.

قال نيري هل تريد أن يعفو عنك الإمام.

قلت: لا سأكمل عقوبتي لكن لماذا أعدمت أخي؟ كان سيفرج عنه بعد ثلاث سنوات.

قال ناصريان: اجلس مكانك.

محمد زند: تم نقلي إلى مكان آخر حيث سمعت أصوات داود لشكري وحميد عباسي وناصريين.

جاء داود لشكري وقرأ سلسلة من الأسماء وذهب إلى المنصة والحسينية، وكانت الساعة حوالي الساعة 11 أو 12 ظهرا عندما رأيت حميد نوري وداود لشكري قادمين نحونا من الحسينية، كانت المسافة من 10 إلى 15 مترا بيننا عندما رأيتهم، كانت هناك مجموعة من العصابات في يد حميد عباسي "العَصابات التي يعصبون بها أعين السجناء"، وكان داود لشكري لا يزال برفقته، وعندما اقتربوا مني قال داود لشكري سأذهب وأعود، ثم رأيتهم ذلك.

وقد جاؤوا بناصر منصوري موضوعا على نقالة وتركوه بالقرب مني، لقد كان مسؤول عنبرنا، وكان حميد عباسي وناصريان قد ضغطوا عليه للتجسس على سجناء العنبر لكنه رفض الخيانة وألقى بنفسه من الطابق الثالث إلى أسفل واصيب بالشلل.

سأله حميد عباسي عن اسمه ووالده واسم علي حق وردي وأسماء آخرين ، ثم أخذوهم باتجاه الحسينية وقاعة الموت.

بعد نصف ساعة أو ثلاثة أرباع الساعة رأيت محمود زكي، نظرت في البداية حولي وتيقنت أنه لا يوجد حرس فسألت محمود ماذا قلت عن تهمتك فقال قلت مجاهدا من منظمة مجاهدي خلق.

في 3 أغسطس محمود زكي وعدد من الشباب من بينهم مجتبى اخكر وعلي حق وردي وآخرين قالوا له أن يذهبوا لتناول العشاء وأخبار الشباب أن عمليات الإعدام قد بدأت، وأن من واجبي الدفاع عن هوية المجاهدين، فقال لي: إنني قلت بأنني مجاهدا من مجاهدي خلق.

وتابع محمد زند حديثه: "تم نقلي إلى الحبس الانفرادي يوم 13 أغسطس، وفي مثل ذلك اليوم أمام فرقة الموت،  لم أتمكن للأسف من الدفاع عن هويتي كأولئك الشباب وأقول إنني مجاهدا من مجاهدي خلق.

عندما انضممت إلى المجاهدين، أخبرتهم بما رأيته وقررت مواصلة النضال.

في 27 أغسطس رأيت رجلا يدعى مورس وسألته من يكون وأدركت أنه من رفاق الماركسية، وسألته عما إذا كان على علم بعمليات الإعدام فقال نعم.

سألته لماذا أخذوك إلى الممر، فقال إنهم سألوني إذا كنت تصلي فقلت لا.

بعد ساعة، تواصل المورس (الشفرة) معي المورس وقال لي "تعال بسرعة" قال لي جملة وكررها عدة مرات قائلا اليوم انتاجي فلم أفهمها كثيرا فقلت له انزل إلى الأسفل، وهناك لما تبين لي أنه لا يوجد حراس قلت له ما الذي تقوله فقال اليوم يوم مولدي فاختني نوبة من الضحك وأعجبت به بسبب ثباته، وبعد ساعتين أخريين اخذوهم جميعا، وربما أعدموهم.

مكثت في الحبس الانفرادي لمدة ثلاثة أشهر، وفي أواخر سبتمبر أو أوائل أكتوبر تم نقلي إلى العنبر 300 وكان محمود رويائي أول شخص رأيته في العنبر، سألت محمود عن عدد الأشخاص الآخرين الذين بقوا، فقال إنه على حد علمي أنك آخر شخص لأن تعداد من كانوا في العنبر 160 إلى 170 شخصا.

وبقي عدد السجناء في جوهردشت هو نفس العدد المتبقي.

بعد 10 أيام جاء والدي ووالدتي وشقيقتي وسألوني عن مكان رضا فقلت: لا أعرف، اذهبوا واسألوا هؤلاء فأنهارت والدتي وشقيقتي بالبكاء وبكيا بكاءا مريرا.

ذهبوا وبعد عدة أيام أتصلوا تليفونيا بوالدي وطلبوا منه المجيء إلى ايفين واحضار بطاقة هوية رضا معه، وذهب والدي إلى ايفين ولم يأخذ معه بطاقة هوية رضا، وهناك أعطوه كيسا وقميصا وساعة.
    رضا بكسره لعقارب الساعة عند رقم 2 ليحدد بذلك توقيت إعدامه.

 سأل والدي لماذا تريدون بطاقة الجنسية فأجاب نريد وضع شواهد لتعريف القبر، فسأل والدي هل أعدمت ابني لن أعطيكم بطاقة الجنسية.

   عصبوا عين والدي واقتادوه إلى السجن، ولأجل إخافته وإرعابه قاموا بالتمثيل بإعدامه ثلاث مرات بشكل مصطنع وهو معصوب العينين، فقال لهم والدي اعدموني لأذهب إلى جوار إبني.

قالوا لوالدي لا تقيم مراسيم تأبين وعزاء له، فقال والدي سأقيم له مراسيم مهيبة، وقد فعل ذلك والدي وأصيب بمرض الزهايمر وتوفي العام الماضي.

في 18 فبراير تم نقلنا من جوهردشت إلى إيفين، وفي إيفين أتاني أخي في مقابلة شخصية حضورية بمكتب ناصريان وكان حميد نوري هناك.

لم أكن معصوب العينين، كان هناك لزيارتي واللقاء بي أخي وزوجته وطفله، حيث قال ناصريان لأخي أنه سيتم إعدام أخيك إذا لم يخبرنا العلاقات داخل السجن، وكان هذا الاجتماع في مارس 1990 أو 1991 وانفجرت زوجة أخي بالبكاء مطولا.

خرجت عام 1991 من السجن بذكريات مريرة وانضممت إلى المجاهدين وهذا آخر كلامي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة