الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةمقالاتوهل يمکن السيطرة على العاصفة؟

وهل يمکن السيطرة على العاصفة؟

0Shares

بقلم:ليلى محمود رضا

 

مع التقدم العلمي والتقني الحاصل في مختلف المجالات، ولکن وعلى الرغم من ذلك لايمکن أبدا السيطرة على بعض الظواهر الطبيعية والحيلولة دون حدوثها نظير الزلازل والعواصف، صحيح يمکن الحد من الخسائر المتوقعة الى حد ما ولکن منع الظاهرة أمر غير ممکن على وجه الاطلاق، وبطبيعة الحال فإن الثورات والانتفاضات الشعبية العارمة هي أيضا شيئا من هذا القبيل، إذ وعندما تکون الظروف والاجواء والاوضاع الخاصة بإندلاعها متوفرة، فإنه ليس هناك من قوة تحول دون حدوثها أو السيطرة عليها وإن الثورة الفرنسية والثورة الروسية والثورة الايرانية نماذج حية على ذلك.

بعد 40 عاما من حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي أوصل الشعب والبلاد الى حافة الهاوية، تولدت حالة من غضب وتذمر وسخط وإحباط من هذا النظام وقد إنقلب أخيرا الى المطالبة بإسقاطه وتغييره وإن إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي تقودها منظمة مجاهدي خلق، والتي زرعت أکبر حالة رعب في النظام ولازالت الاحتجاجات المرتبطة بها متواصلة، قد أکدت على قضية إسقاط النظام بشکل واضح وصريح لاغبار عليه وعلى الرغم من إن الاجهزة الامنية الايرانية قد إعتقلت أکثر من 8 آلاف متظاهر وقتلت أعدادا منهم تحت التعذيب الوحشي، لکن الانتفاضة لم تخمد وهي بإنتظار اللحظة الحاسمة لإندلاعتها الکبرى الکاسحة التي يترقبها قادة ومسٶولوا النظام بخوف شديد.

ماقد صرح به رئيس مجلس مدينة طهران، محسن هاشمي، أن إيران تمر بأخطر أزمة منذ تأسيس النظام الحالي في عام 1979، وأنها أسوأ من تجرع مؤسس النظام، خميني الدجل، كأس السم، بالإشارة إلى حديث الخميني بعد قبوله وقــــف إطلاق النار خلال الحرب الـ8 سنوات مع العراق، متوقعا أن بلاده ستشهد إحتجاجات أوسع وأشد مما حصل خلال مطلع هذا العام، مطالبا مسؤولي بلديات المدن الإيرانية بأن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة الاحتجاجات المحتملة. هذا التصريح يدل على حالة القلق والتوجس التي يعيشها النظام خصوصا وإنهم لايستطيعون تحسين الاوضاع أو أية خيارات مشابهة، والذي يثير السخرية إن هذا المسٶول يلمح الى التهيأ لقمعها منذ الان وهم الذين لايستطيعون لحد الان من إخماد الاحتجاجات المستمرة هنا وهناك ومنع قيامها، فکيف الحال مع إنتفاضة کبرى ساحقة تجرف معها کل شئ خصوصا وإن الجموع الغاضبة تسير تحت قيادة منظمة مجاهدي خلق التي تعتبر البديل السياسي الجاهز للنظام.

 

دنيا الوطن

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة