الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةمقالاتمايرعب النظام الايراني في الاحتجاجات الشعبية ضده

مايرعب النظام الايراني في الاحتجاجات الشعبية ضده

0Shares

بقلم :  ثابت صالح

 

إعتمد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية طوال أعوام حکمه القمعي المفروض على الشعب على بعثرة وتشتيت وتفريق أي جهد شعبي معارض ضده وقد کانت هذه الجهود التي يبذلها الشعب الايراني في شکل إحتجاجات وإعتراضات وإضرابات وإعتصامات، وفي حالة عدم نجاح إستخدام القوة والعنف يقوم بإختراقها وتشتيتها بطرقه الخبيثة الکثيرة، وقد عمد أيضا ومن خلال جهود واسعة النطاق الى إتباع نهج صارم ضد منظمة مجاهدي خلق ليس في داخل إيران وانما حتى في الخارج بحيث ربط بين علاقاته الاقتصادية والسياسية مع دول العالم وبين علاقاتها مع المنظمة أو إعترافها بها، لأنه کان يعلم جيدا بأن منظمة مجاهدي خلق لو تسنى لها أن تمسك بزمام الامور في أي تحرك شعبي معارض للنظام فإن ذلك بداية النهاية بالنسبة له.

إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، والتي لازالت مستمرة لحد الان في صورة الاحتجاجات الشعبية، کانت بمثابة أکبر ضربة سياسية مٶلمة جدا توجه للنظام من أساسه، ذلك إن المميز فيها هو دخول منظمة مجاهدي خلق على خط الانتفاضة وإمساکها بزمام القيادة ونجاحها الکبير في جعل الانتفاضة تدوم لحد هذا اليوم بفضل معاقل الانتفاضة التي إنشأتها في سائر أرجاء إيران حيث تقوم بتنظيم وتوجيه التحرکات والنشاطات الاحتجاجية وجعلها فعالة ومٶثرة بصورة أکبر وأکثر قوة، والذي أربك حسابات النظام کثيرا إن معاقل الانتفاضة ومن خلال إرشاداتها وتوجيهاتها الثورية تمکنت الى حد بعيد في توعية المحتجين وجعلهم منتبهين لحالات الاختراق والنفوذ لعملاء النظام من أجل التأثير السلبي على الاحتجاجات وإفراغها من مضامينها على أمل إخمادها والقضاء عليها ولاسيما من حيث تثبيط عزيمة المحتجين والتأثير على معنوياتهم لکن معاقل الانتفاضة کانت دائما تقف ندا لهکذا محاولات مشبوهة.

الصيغ المنظمة التي صارت التحرکات الاحتجاجية في إيران تظهر بها، هو مفاجأة قاتلة لم يکن النظام ولا أجهزته القمعية بإنتظارها بعد 40 عاما من القمع والاستبداد والتنکيل بالشعب ومحاربة منظمة مجاهدي خلق بمختلف الطرق والاساليب، وإن تنظيم التحرکات الاحتجاجية وتوجيهها من قبل معاقل الانتفاضة وتحديد أهدافها وغاياتها وعدم الاستسلام أو الانخداع بالحيل والاکاذيب والوعود الکاذبة الواهية، جعل النظام يعلم جيدا بأنه أمام شعب رافض له ولايمکنه أبدا أن يسيطر عليه بالاساليب القديمة، ولذلك فإن المخطط الجديد للنظام والذي أعلنه بصدد إن مشکلة إيران داخلية ومرتبطة بفساد مجموعة من التجار والمسٶولين الذين سيتم محاسبتم وإعدام البعض منهم وسجن الاخرين، إنما هو الخطوة الاولى من مشروع خبيث للنظام يستهدف الانتفاضة الشعبية ولکن هيهات هيهات فقد قضي الامر وتوضح الخيط الابيض من الاسود وعلى النظام أن ينتظر ساعة القصاص الحاسمة منه.

وكالة سولا برس

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة