الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتالتغيير في إيران صار مطلبا

التغيير في إيران صار مطلبا

0Shares

بقلم منى سالم الجبوري

 

لو أجرينا مقارنة بين الاوضاع الحالية في إيران وبين الاوضاع نفسها قبل عشرة أعوام، لوجدنا إن الفرق بينهما کبير، ولاسيما من حيث مايتم طرحه في الشارع الايراني الى جانب نوعية وکيفية العلاقة القائمة بين النظام وبين الشعب من جهة وبين النظام وبلدان المنطقة والعالم، وبطبيعة الحال فإننا نشهد حاليا تراجعا في کل الامور التي أشرنا إليها في غير صالح النظام.

الاوضاع التي إستجدت وتستجد بعد إبرام الاتفاق النووي ومانتج عنه من نتائج غير متوقعة من جانب الشعب الايراني خصوصا بعد أن کانت القيادة الايرانية قد جعلت الشعب ينتظر تطورات إيجابية کبيرة بعد الاتفاق ولکن شيئا من ذلك لم يحدث بل إستمر الحال نفسه، وهو الامر الذي ولد ردود فعل نفسية عميقة لدى الشعب وأصابه بالاحباط وخيبة الامل من الوعود الرسمية، وعندما إستلم الرئيس ترامب مهما عمله في البيت الابيض وإتبع سياسة مختلفة تماما الاختلاف عن سياسة سلفه الرئيس اوباما، فإن الشعب لم يأبه ويکترث لما صدر ويصدر عن القادة والمسٶولين الايرانيين من أجل تأليبهم ضد ترامب وسياسته ونهجه الجديد ضد طهران.

الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض العقوبات وتصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب، لم يحرك ساکنا في الشعب الايراني الذي وجد نفسه إن نصيبه في کل الاحوال الارنب وإن الغزال دائما من حصة النظام، ولذلك ومع إحتقان الاجواء بين إيران وأمريکا وبدأ الحديث عن إحتمالات وقوع مواجهة بينهما فإن الشعار الذي تم إطلاقه من جانب المحتجين من أبناء الشعب الايراني(عدونا هنا وليس في أمريکا)، قد عبر عن واقع موقف الشعب الايراني من النظام ولاسيما عند وقوع مواجهة بينه وبين أمريکا.

ذلك الشعار الذي يمکن إعتباره موقفا فاصلا بين الشعب والنظام الايراني، قد جاء بعد أن تم قبل ذلك رفع شعار الموت للنظام وللمرشد الاعلى للنظام والمطالبة بالتغيير، وحتى إن إتهام المرشد الاعلى لمنظمة مجاهدي خلق بالوقوف وراء الإنتفاضة الاخيرة وهي المعروف بکونها صاحبة الشعار المرکزي لها الذي يدعو لإسقاط النظام، فإن الصورة تکون أکثر وضوحا کما إن الجديد في المشهد الايراني إن الادارة الامريکية قد صارت تعلن بصريح العبارة تإييدها لنضال الشعب الايراني ومطالبته بالديمقراطية والتغيير.

مهما يکن من أمر الاوضاع الحالية ومن إحتمالات المواجهة الامريکية ـ الايرانية ومن کل مايجري فيما يتعلق ويرتبط بإيران، فإن الحقيقة التي باتت تفرض نفسها على المشهد الايراني وصارت مطلبا رئيسيا لامناص منه أبدا هي التغيير في إيران، والتغيير الذي يطالب به الشعب ليس کالذي طرحه ويطرحه محمد خاتمي ومن بعده حسن روحاني، بل هو تغيير أول شرط له أن لايبقى لهذا النظام من أثر!

موقع بحزاني نت

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة