السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانخامنئي ينتقم من الانتفاضة الإيرانية بقتل المعتقلين

خامنئي ينتقم من الانتفاضة الإيرانية بقتل المعتقلين

0Shares


بقلم: المحامي عبد المجيد محمد


 
انتفاضة جيش الجياع والمحرومين في إيران التي بدأت في مدينة مشهد في 28 ديسمبر 2017 لأنهم اختنقوا من ضيق العيش وبسرعة غير متوقعة اتسعت رقة التظاهرات في اليومين الثاني والثالث لتشمل الکثير من المدن الإيرانية ومنها نيشابور وشاهرود، وکرمانشاه، وقم، ورشت، ويزد، وقزوين، وزاهدان، والأهواز ودورود، و… وفي الأيام اللاحقة اتسعت لتشمل 141 مدينة.
مطالب المشارکين بالمظاهرات في البداية کانت اقتصادية ومعيشية و«لا للغلاء» لکن منذ اليوم الثاني وبعده، أصبح مطلب المتظاهرين الرئيسي هو إسقاط شامل لنظام ولاية الفقيه وکانت ممثلة بشعارات «الموت لخامنئي والموت للديکتاتور والموت لروحاني».
خامنئي بسبب صدمته وعدم تصديقه ما يحدث من إعلان کره الشعب له وحرق صوره وتمزيقها اختار الصمت لمدة 13 يوما وأخيرا في اليوم الثالث عشر أشار الی أن التظاهرات قد انتهت وأنه استطاع عن طريق قواته القمعية العسکرية والأمنية أن يسيطر علی الأوضاع ويجعلها تحت السيطرة.
إنه وصف المتظاهرين بأنهم حفنة من المغرر بهم وألقی کلمته التي لم يخدع بها أحد، لکن بالمقابل وفي خطابه نفسه قال کلاما صدقه الجميع أن المظاهرات الواسعة لم تکن فقط مرتبطة بحفنة من المغرر بهم بل کانت مظاهرات سياسية وموجهة أيضا ومنظمة وذات قيادة واستغرق العمل عليها عدة أشهر.
خامنئي قال غاضبا ومغتاظا أن هذه المظاهرات جاء تنظيمها وقيادتها وتنفيذها من قبل مثلث من ثلاثة أضلاع.
کلام خامنئي حول التدخل الأجنبي في موضوع المظاهرات والانتفاضة الواسعة للشعب الإيراني لا يخدع کل ذي عقل، لأن خامنئي وجميع أرکان نظامه اعترفوا بأن التنسيق وتنظيم الشعب الإيراني کان بدور أساسي وتوجيه من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. والآن هو يعبر عن غضبه ووحشيته الحيوانية بقتل المعتقلين وهدفه من هذا العمل الشرير والمعادي للاإنسانية هو خلق جو من الرعب والخوف حتی يرتعب الناس من خروجهم مرة ثانية إلی الشوارع ويرفعوا شعارات الموت لخامنئي والموت للديکتاتور.
أجهزة خامنئي القمعية في السجون والمعتقلات تقتل المعتقلين تحت التعذيب وبعد ذلک تدعي أنهم انتحروا.
في المظاهرات الأخيرة تم اعتقال 8000 شخص علی الأقل وأکثر من 50 شخص قتلو بنيران قوات النظام القمعية.
في الأيام الأولی للانتفاضة اعلنت المؤسسات التي تدافع عن حقوق الانسان ان 3 من المعتقلين في المظاهرات قتلوا في السجن أحدهم من أيفين اسمه سينا قنبري وشخص آخر من آراک قتل تحت التعذيب.
السيدة عاصمة جهانغير المقررة الخاصة للأمم المتحدة والمعنية بحالة حقوق الانسان في إيران وکذلک منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش طالبت النظام الإيراني بإجراء تحقيقات حول القتلی وبيان وضع المعتقلين خلال الاحتجاجات الأخيرة في إيران.
في الخامس من يناير عقدت جلسة استثنائية لمجلس الأمن في الأمم المتحدة للنظر في ما وصلت اليه أوضاع حقوق الانسان في إيران، خلال الجلسة قالت السيدة نيکي هيلي سفيرة الولايات المتحدة الأمريکية في الأمم المتحدة خلال کلمتها: حقوق الانسان ليست هبة تمنحها الحکومات للشعب بل هي حق لکل انسان، الشعب الإيراني قال کلمته يکفي الی هذا الحد، النظام الإيراني ينفق 6 مليار دولار سنويا علی الأسد لإراقة دماء الشعب السوري، ما يقوله الشعب الإيراني هو بدل ان تنفقوا ثروات إيران في دعم الارهاب فکروا بوضع الشعب الإيراني، لأن الشعب الإيراني سينجح أخيرا.
ممثل بريطانيا في الجلسة ذاتها قال: يجب أن يوفي النظام الإيراني بتعهداته بما يتعلق بحقوق الانسان وأن يلتزم بها بما يتعلق بالمظاهرات الأخيرة، ونحن ندعو دولة إيران الی احترام حقوق الانسان والمواطنين واحترام قرارات مجلس الأمن.
الملا غلام حسين ايجيئي المتحدث باسم قضاء النظام ادعی في 14 يناير أن 25 شخصا قتلوا في الشوارع خلال الاحتجاجات في يناير 2018 وبخصوص موت سجينين داخل سجني أيفين وآراک قال انهما انتحرا.
أحد الأمثلة عن قتل المعتقلين مقتل سارو قهرماني من سکان سنندج في کردستان إيران، هذا الشاب عمره 24 عاما و اختفی بعد مشارکته في احتجاجات شهر ديسمبر وفي يوم 13 يناير بعد 11 يوما من غياب أخباره تم تسليم جثته لعائلته وأعلن مقربون منه أن عليه آثار تعذيب.
 

و قبل ذلک شخص آخر فقد حياته في سجن دزفول.
و مثال آخر غلام رضا محمدي من سکان کرمانشاه، في اليوم الثاني من يناير اعتقل في مظاهرات کرمانشاه ويوم السبت 20 يناير تم تسليم جثته لعائلته وأشاع النظام أنه مات بسبب عدم حصوله علی المواد المخدرة، هذا علی الرغم أنه کان رياضيا وشارک في انتفاضة الشعب المطالبة بالحقوق وبسبب مقاومته للحاقدين، فهم قتلوه بعد اعتقاله.
 
ومثال آخر السيد ابراهيم رسولي من سکان مدينة اقليد في اقليم فارس. في 18 يناير قتل بإطلاق النار عليه من قبل عناصر حکومية ولکن علی وسائل الاعلام الحکومية قالوا إنه قد انتحر. سکان مدينة اقليد شارکوا في مراسم دفنه وخلال شعاراتهم المناهضة للحکومة أطلقوا عليه اسم شهيد الانتفاضة و«السيد المظلوم».
 

الحقيقة هي أن الشعب الإيراني بعد 39 عاما تعب من تجاربه الدموية والثقيلة مع نظام ولاية الفقيه ويريدون إسقاطه بشکل کامل. الشعب صرخ بصوت واحد لا يريد الاصلاحيين ولا المحافظين.
خامنئي أيضا في ردة فعله علی إرادة الشعب الإيراني ودعم العالم له وفي کلمته في 9 يناير اعترف أن الشعب يريد إسقاط النظام بشکل کامل.
و ستتحقق إرادة الشعب الإيراني بمساعدة المقاومة المنظمة الممثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة