الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران .. معربدو "الانتقام الشديد" أم التحرك "الحذر"؟

إيران .. معربدو “الانتقام الشديد” أم التحرك “الحذر”؟

0Shares

تشير تصريحات خامنئي في الذكرى السنوية لهلاك الجلاد المجرم قاسم سليماني إلى أن نظام ولاية الفقيه لم يتمكن بعد من إيجاد بديل للنازي أدولف آيشمن (الهالك قاسم سليماني). والجدير بالذكر أن هذا الجرح المفتوح لم يلتأم في الذكرى السنوية لهلاكه فحسب، بل تسبب أيضًا في فقدان المعنويات المنهارة بين صفوف قوات نظام الملالي.

"الانتقام الشديد" بدون أي تكلفة

إن أسخف شيء هو ادعاءات نظام الملالي بالانتقام الشديد وكأنه بطل رواية دون كيشوط التي يذكرها قادة وكبار عناصر هذا النظام الفاشي بين حين  وآخر.

فعلي سبيل المثال، يرى الحرسي محمدرضا نقدي، في تصريحاته الجديدة، من باب التهديدات المفرطة المستحيل تنفيذها أن الانتقام الشديد ليس بإطلاق الصواريخ لإزالة أمريكا وإسرائيل:

"إذ يرى أن الانتقام الشديد القريب التنفيذ هو أمر يجب أن يحقق على أيدي شباب هذه البلاد وشباب الأمة الإسلامية، ألا وهو الإطاحة بأمريكا من المنطقة وإزالة إسرائيل من الوجود، ولا نرضى بشيء أقل من ذلك انتقامًا للشهيد سليماني. إذ يجب إزالة أمريكا من هذه المنطقة لتطهيرها". ( تلفزيون قناة خوزستان، 28 ديسمبر 2020).

السيناريو الأسوأ

التهديد بالانتقام الشديد والدعاية الإرهابية في ظل الوضع الهش الحالي للدكتاتورية الدينية الإرهابية يعتبر أولًا وقبل كل شيء رعب من التطورات المستقبلية. وسلطت وسائل إعلام الزمرة المغلوبة على أمرها الضوء على هذا الوضع الكارثي بلغة صريحة وواضحة كالشمس وطالبت بتجنب القيام بأي نوع من الممارسات الإرهابية.

 "وفي الوضع الحالي، يبدو أن التحركات العسكرية لن تحقق التأثير المنشود فحسب، بل ستغير ميزان القوى في المنطقة كثيرًا منذ أربعين عامًا حتى الآن.

" وعلى الرغم من أن الأيديولوجيات مهمة في صنع السياسة لتحديد كيفية التعامل مع توازن القوى الجديد قيد التشكيل الآن، إلا أنه يجب من الناحية العملية أن نضع الحقائق في الاعتبار، وهلم جرا. إذ يجب على إيران (قل نظام الملالي) أن تعد نفسها لمواجهة أسوأ سيناريو" (صحيفة "اعتماد"، 28 ديسمبر 2020).

الدعوة للتحرك بحذر

كما سلطت صحيفة "آرمان ملي " في 28 ديسمير 2020 الضوء على تحليل علي بيكدلي، الخبير في القضايا الدولية في نظام الملالي، على النحو التالي:

إذا كانت إيران (نظام الملالي) ترغب في حل المشاكل، يجب عليها إجراء تغييرات جوهرية في استراتيجياتها المحلية والإقليمية. وتجدر الإشارة إلى أن الوضع الإقليمي حساس للغاية ومختلف عمَّا كان عليه في عام 2015. بناءً عليه، لا ينبغي أن يتمسكوا كثيرًا بإحياء اتفاق أوباما النووي وحل المشاكل بالحوار، نظرًا لأننا في وضع حرج لا يسمح لنا بحل مشاكلنا، والتحرك بحذر أمر مقبول".

ولذلك بادر مجلس تشخيص مصلحة النظام بإعادة النظر في مشاريع قانون فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية FATF والتصديق عليها.

سياسة الضغط الذكية

كما تسلط إحدى وسائل الإعلام المنتمية للزمرة المهيمنة في نظام الملالي على حجم الكارثة التي سيتعرض لها نظام الملالي في الأيام والأشهر المقبلة معترفةً بـ "الفترة الحرجة في مجال السياسة الخارجية".

وتسنتنج من التطورات الإقليمية المتعلقة بسياسة الضغط الذكية لإخضاع نظام الملالي للقبول بالاتفاقات النووية المتعلقة بالصواريخ والاتفاقات النووية الإقليمية أن:

"الخبراء الأميركيون نصحوا الإدارة الأميركية الجديدة بتنفيذ سياسة الضغط الذكية، وهي استمرار لسياسة الضغط الأقصى على إيران. وتتحدث أمريكا والدول الأوروبية عن اتخاذ موقف موحد ضد إيران يشكل محوره تقارب الدول مباشرة مع أوروبا وأمريكا لتحقيق الأهداف الثلاثة المتمثلة في إلغاء جميع أنشطة إيران النووية، والقضاء على القدرة الصاروخية، ومكانتها الإقليمية". (صحيفة "سياست روز"، 28 ديسمبر 2020).

هبهب الكلب في حالة الانبطاح!

يمكننا إدراك من هذه المجموعة من الاعترافات، التي لا تشير سوى إلى دلالة منذرة أن التهديد والتبجح يهدف إلى التستر على وضع الديكتاتورية الدينية المتفجر والساقط في الحضيض، وينطوي على تحقيق هدفين:

1– تعزيز معنويات قواته المنهارة ، وتحديدًا قوات حرس نظام الملالي والباسيج.

2. الخوف من الحالة المتفجرة في المجتمع واحتمال اندلاع الانتفاضة وهكذا يظهر نفسه في شكل دعاية عكسية.

على أي حال هذا التهديد مثل هبهب الكلب في حالة الانبطاح! وصداه لا يخيف إلا من ينبح.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة