الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممضمون الإضرابات العامة في إيران ورسالتها

مضمون الإضرابات العامة في إيران ورسالتها

0Shares

ترتفع نبرة الوتيرة المتصاعدة للإضرابات والحركات الاحتجاجية في إيران ويتسع نطاقها في كل لحظة. وخلال فترة زمنية تبلغ شهرين منذ اليوم الثاني من عيد النوروز (آذار/ مارس 2018) حتى الأسبوع الأخير لشهر أيار/ مايو 2018 نشاهد وفضلا عن ما حدث في المدن وحتى القرى الإيرانية ظاهرة أخرى يمكن تسميتها بالحركات الاجتماعية العامة أو الحركات العامة المؤثرة.

 

حركات اجتماعية منذ عيد النوروز (آذار/ مارس) حتى أيار/ مايو 2018

بدأت الحركة الاجتماعية للمواطنين العرب في الأهواز منذ 28آذار/ مارس حتى 8 و9إبريل/ نيسان حيث انتشرت الحركات الاجتماعية المؤثرة بين المزارعين في أصفهان حيث كانوا في مقدمة الاحتجاجات حتى 15نيسان/ إبريل وبعدهم لعب الأهالي الأبطال في مدينة كازرون دورا رائدا في مقدمة صفوف الاحتجاجات حتى يوم 20أيار/ مايو حيث حل محلهم سائقو الشاحنات وهذه الوتيرة المتألقة والحمراء كالجمر لا تزال تتواصل.

وفي هذه الفترة يمكن اعتبار الحالات التالية في هذا الإطار وهي:

إضراب المعلمين العام في 34مدينة وتظاهرات يكاد أن يكون لجميع العمال في يوم 1أيار/ مايو وإضراب أصحاب المحلات وتجار السوق في كردستان حيث انتشر ذلك فيما بعد إلى يكاد أن يكون أهم الأسواق في البلد لأيام أثناء هبوط قيمة العملة الوطنية، مما أرسل نيران الانتفاضة من يد إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى مشعلا كل مكان بضيائه ودفئه.

وفي دراسة حالة واحدة أي إضراب سائقي الشاحنات يمكن مشاهدة طاقة محررة تلعب دورا أساسيا في مواجة الدكتاتورية الحاكمة: القوة الموحدة لجميع الشرائح والمهن.

 

نظرة على إضراب سائقي الشاحنات

بدأ سائقو الشاحنات إضرابهم منذ الثلاثاء 22أيار/ مايو 2018. وأدهش هذا المدى من الترحيب بالإضراب حتى منظميه من جوانب. كما كانت سرعة اتساع نطاق الإضراب لافتة للنظر:

وخاض سائقو الشاحنات في 50مدينة الإضراب وبعده بيوم واحد انتشر الإضراب إلى 70مدينة وفي اليوم الثالث بلغ عدد المدن أكثر من 100مدينة حتى نهاية الأسبوع بحيث أنه وطبقا لأحدث الأنباء تفوق عدد المدن التي انضم فيها سائقو الشاحنات إلى الإضراب على 250مدينة.

والتحق خلال هذه الفترة بعض سائقي سيارات الأجرة بإضراب سائقي الشاحنات.

كما أعلنت مجموعة من سائقي الحافلات عن تضامنهم وانضمامهم لسائقي الشاحنات لمسامع الجميع.

وعلاوة على السائقين، خاض بعض تجار السوق وأصحاب المحلات الإضراب تزامنا مع إضراب السائقين، أصحاب المحلات في شارع ناصرخسرو وحي إكباتان وبعض الأسواق في طهران وبعض المدن …

وتثير نسبة تبلغ نحو نصف مليون من السائقين ممن يعتبرون معيلين لجماهير تشكل مليوني شخص على الأقل من نسمة البلاد، مخاوف لدى الحكومة وهي مروعة بالنسبة لها.

مطالب السائقين

المطلب الرئيسي للسائقين هو إصلاح وتحسين ظروف أجورهم ورواتبهم مما لا ينسجم مع التضخم والغلاء الرهيبين والمتزايدين.ومن بقية المطالب لسائقي الشاحنات هو الإضراب بسبب ارتفاع أسعار قطع الغيار بشكل غير منتظم وبلا هوادة حيث تشرف عليها عصابات حكومية سلابة.وإمكانية تشكيل نقابة مستقلة وجمعية خاصة لهم مطلب آخر لسائقي الشاحنات.

ميزة إضراب سائقي الشاحنات

وفي أخلص العبارة يمكن تصنيف الميزات لإضراب سائقي الشاحنات كالتالي:

ـ اتساع النطاق

ـ سرعة التوسع

ـ تعاطف قريب وفعال لبقية الشرائح نظير إعلان عمال شركة النفط عن تضامنهم

ـ سخط ونسبة تفجيرية في هذا الاحتجاج

 

نظرة على جذر المشكلة بين الحكم والحركات المهنية البسيطة

وتكمن مشكلة النظام في أنه لا يوجد في إيران تحت حكم الملالي حد بين الاحتجاج أو الإضراب المهني مع الاحتجاجات السياسية والإنتفاضات الجارية، لأنه سرعان ما يتحول أبسط مطلب وحركة مطلبية إلى حركة سياسية مما يؤدي إلى المطالبة بتغيير أساسي في النظام السياسي لأن النظام اللاشعبي لم يحرك ساكنا خلال حكمه 39سنة سوى السلب والقمع بحق المواطنين متورطا في مستنقع الأزمات بحيث أنه عاجز عن معالجة الأزمات التي خلفها نفسه.

ولذلك وصلت النسبة التفجيرية في المجتمع إلى حد يمكن أن يتحول فيه أي تجمع يعقد لأية مناسبة إلى مشهد لاحتجاج سياسي بهدف الإطاحة بالنظام برمته.

وهي حركة حتى ولو لم ينو منظموها في الوهلة الأولى طرح مطالب أكثر من المطالب المهنية أى المطالب السياسية في الحقيقة، غير أنها وفي وتيرة تطورها تتحول إلى مطالبات سياسية. ونموذج لذلك هو جنازة الفنان الشعبي ناصر ملك‌مطيعي حيث تحولت إلى مشهد يطلق فيه شعار الموت للدكتاتور!

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة