الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومصراعات الملالي ضد بعضهم بعضا بشأن العلاقة مع أوروبا

صراعات الملالي ضد بعضهم بعضا بشأن العلاقة مع أوروبا

0Shares

انسحبت الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، غير أن الصراع بين الزمرتين في النظام حول الاتفاق النووي لا يزال يتواصل مركزا على قضية العلاقة مع أوروبا.

وترى زمرة روحاني العلاقة مع أوروبا الحل الوحيد لـ«قضية الوجود واللاوجود» للنظام كما توصي العناصر التابعة لهذه العصابة على أن قضايا نظير البرنامج الصاروخي والتدخلات الإقليمية للنظام وحتى مسألة حقوق الإنسان يمكن «إدارتها» عبر العلاقة مع أوروبا. ولكن في المقابل تصف عصابة خامنئي العلاقة مع أوروبا بأنها تضييع الوقت وتجريب المجرب وفاشلة.

والمثير هو أن أوروبا هي التي كان لديها التعامل مع النظام يحظى بالأولوية مهما كانت الظروف كما وفي عهد خاتمي كانت هذه الدول الثلاث الأوروبية أو دول الترويكا تتفاوض مع النظام بشكل تفصيلي تحت عنوان الحوار النقدي أو الحوار الإيجابي وكانت عصابتا النظام موجودتين كلتيهما آنذاك ولكن لم يكن هناك مثل هذه الصراعات بل كان موقفهما مشتركا، ولكن لماذا يتكالبون الآن على البعض بشكل مسعور؟

وفي الحقيقة منذ ذلك الحين حتى الوقت الحاضر وقع تغيير عظيم للغاية تحت عنوان تغيير المرحلة ونهاية سياسة المساومة وفرض ذلك على الأوروبيين أيضا. وتم تحقيق ذلك بثمن باهظ دفعته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية بعد تآمر النظام مع فرنسا في قضية 17حزيران/ يونيو 2003  في فرنسا ضد المقاومة وحصار جائر وشامل على أشرف وليبرتي طوال 14عاما فضلا عن المزيد من الهجمات وهؤلاء الشهداء. كما لعبت منظمة مجاهدي خلق الإيرانيه دورا كبيرا في الكشف عن البرامج النووية والصاروخيه للنظام.

وبالتأكيد يتذكر المعنيون بالسياسة، فضيحة فترة المساومة حيث كان روحاني يتفاوض بصفته رئيسا لفريق التفاوض مع دول الترويكا وكتب في مذكراته فيما بعد بصراحة: أجل، خادعناهم! وكم من الدماء سفكت في هذه الفترة وكم من الثمن دفعته المقاومة الإيرانية للحد من تلك المرحلة.

والآن لقد وصل النظام بكل عصاباته إلى نهاية المطاف وهم ليسوا إلا أمام طريقين إما تجرع السم وإما السحق والدمار تحت وطأة الضغوط. ويشكل ذلك أساسا للتغيير غير أن العنصر الاقتصادي له تأثير في هذا الإطار. ولن تضحي أوروبا بعلاقتها مع الولايات المتحدة الأميركية أبدا إزاء التعامل مع النظام رغم الأرباح الاقتصادية.

وبما يعود الأمر إلى الإعلان الرسمي فإن خامنئي جعل طريق المفاوضة مع أوروبا مفتوحا. ولكن مماطلة النظام في اتخاذ قراره النهائي تعود إلى صعوبة القرار بحيث أن الأمر يقتصر على الاختيار بين الموت والانتحار. وقال الحرسي غلامي قائد تعبئة (بسيج) البناء، لنفترض التنازل عن القضية الصاروخية وكيف نعالج النفوذ في المنطقة وسوريا؟!

وكتبت صحيفة جوان المحسوبة على قوه الباسيج التابعة للحرس الثوري تقول: لقد أثبتت القضية النووية بوضوح أن عداء الغرب ضدنا سوف يعتمد على إستراتيجية «فتح الخنادق واحدا تلو الآخر» وأي تواضع من جانبنا سوف يجعلهم يقتربون خطوة من إزالة هويتنا … ولا يعني الترحيب بالعجز إلا الانتحار خوفا من الموت أو الفرار إلى تحت السقف خوفا من المطر.

وكما أن التذرع بأوروبا لا يمكن أن يعتبر مناصا للنظام لاجتياز المأزق الراهن، لا تقدر أوروبا والولايات المتحدة والمجتمع الدولي من خلال خوض الحوار مع هذا النظام بشأن قضايا نظير القضية الصاروخية وإثارة الأزمات الإقليمية وحتى أخذ امتيازات من النظام في هذه المجالات على إحباط الخطر النووي وخطر الإرهاب. وأكدت السيدة مريم رجوي نيابة عن المقاومة الإيرانية:
«الخلاص من الخطر النووي والإرهاب الناجمين عن النظام الإيراني مرهون بالخلاص من النظام برمته. نظام ولاية الفقيه لا وجود له دون الإرهاب والقمع وأسلحة الدمار الشامل.
أي رهان على هذا النظام في المستقبل سيكون عقيما ومحكوما عليه بالفشل كما كان سابقا، ومثلما قالت المقاومة الإيرانية دوما، فإنه بمثابة الوقوف بجانب الملالي مصاصي الدماء وتعزيز الآمرين والمنفذين لقتل خيرة أبناء الشعب الإيراني وتشجيع نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين على إثارة الحروب وتصدير التطرف والإرهاب».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة