الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيراناعتياش أکبر ديکتاتورية عرفها القرن علی دم الشعب !

اعتياش أکبر ديکتاتورية عرفها القرن علی دم الشعب !

0Shares
 

نظرة الی الاسلوب الجديد للاعدامات في إيران

 
بقلم: عبدالرحمن مهابادي
 
 
في صباح الأربعاء ١٨ أبريل تم اعدام (بهمن ورمزيار) شنقا في السجن المرکزي لمدينة همدان. بالاضافة الی هذا في نفس اليوم تم اعدام سبعة سجناء آخرين في سجن جوهردشت. وتستمر عمليات الاعدام في إيران في ظل حکومة الملالي ولسنوات في هذا البلد المحتل تحولت مشاهد الاعدامات والتعذيب والرجم بالحجارة و.. الی حقيقة تم فرضها علی الشعب الإيراني المظلوم.
بالنسبة لدولة مثل إيران، التي کانت مهد الحضارة الإنسانية لفترات طويلة هذا الأمر يعتبر غريبا ومثيرا للتساؤلات، أنه لماذا بعد سقوط النظام الديکتاتوري السابق (نظام الشاه) في عام ١٩٧٩ استمر جسد هذا البلد بالنزيف بشکل يومي في الحقيقة سوال في مکانه ويستحق البحث والاجابة ؟؟
وفقا للاحصائات الموجودة ففي ال ٣٩ سنة الماضية تم اعدام أکثر من ١٢٠ الف شخص من الإيرانيين المعارضين للنظام الديني الحاکم في إيران أو تم قتلهم بطرق مختلفة. خلال فترة الحرب اللاوطنية لنظام الملالي مع العراق هذا البلد الجار تم قتل أکثر من مليون إيراني أيضا. هؤلاء يجب أن تتم اضافتهم في هذا الاجماع الدولي لوجهات النظر بأنهم تمت التضحية بهم نتيجة تدخلات النظام الإيراني في الشؤون الداخلية لدول المنطقة مثل العراق وسورية واليمن و… هم ومئات الآلاف الاخرين من شعوب هذه البلدان. هذه هي وثائق لإثبات هذه الحقيقة بأن الديکتاتورية الحاکمة في إيران تعتاش علی الدم وبدون عمليات سفک الدماء الجارية حاليا لن يتمکن هذا النظام من البقاء.
في ثقافة الإيرانيين الاسطورية يذکرنا هذا الأمر ب (ضحاک الأفاعي) الذي کان ملکا ظالما حيث کان يطعم اثنين من أفضل الشباب الإيرانيين يوميا لأفاعيه في سبيل الحفاظ علی بقائه وحکمه. المشهد الإيراني اليوم أکثر إيلاما من تلک القصة الاسطورية. ليس من المبالغة لوقلنا أنه خلال فترة حکم نظام ولاية الفقيه علی إيران، کمعدل يومي ، تم قتل العشرات من الناس في عصرنا علی يد هذا النظام.
(بهمن ورمزيار) کان أحد المدريين الرياضيين اتهم بالقيام بعملية سطو مسلحة علی احد محلات بيع الذهب في تاريخ ٣١ مارس ٢٠١٥. لم يکن هناک أي مدع خاص ضده ومع ذالک قام بتسليم نفسه للشرطة بعد ١٨ يوم من ارتکابه للجريمة معبرا بذلک عن أسفه وندمه علی هذه الافعال وکما قام بارجاع الاموال المسروقة الی صاحبها.
في إيران کل عملية اعدام يتم تنفيذها تعتبر جريمة في قلب جريمة أکبر. ذلک لانه مع کل اعتقال واعدام تنبض قلوب الملايين من الناس ألما ومعاناة ويأتي الکثيرون بدافع ذاتي من أجل انقاذ حياة روح واحدة وتنهار حياة عائلة واحدة أو أکثر بالکامل وتتقد الکثير من العواطف والمشاعر والاحساسات الانسانية. انظروا الی سعي عائلة (بهمن) من أجل انقاذ ابنهم من الاعدام ونظام الملالي کان قد أعطی خبرا کاذبا بأنه أوقف تنفيذ عملية الاعدام (من الطبيعي أن قلوب الکثير وبخاصة عائلته ستسعد بهذا الخبر) ولکن علی فجأة تم اعدامه في اليوم التالي. حسنا فان جميعنا يکن قدرا لهذه القلوب الحزينة ولهذه الدموع التي انهمرت وملأت أبعاد هذه الجريمة.
في إيران في ظل حکم الملالي ليس هناک حياة للإيرانيين ولن تکون هناک حياة لهم. هل بقی هناک طريق اخر غير طريق اسقاط هذا النظام ؟؟ أبدا لا ! بعد کل عملية اعدام تصبح عقولنا فضولية وقلوبنا قلقة بأنه من سيکون الشخص التالي ؟؟ “شراغي “، الذي حکم عليه بالإعدام في القضية مع بهمن، أو السجين السياسي، (رامين حسين بناهني)، أو العديد من الآخرين الذين حکم عليهم بالاعدام في قضاء ضحاک إيران، لا احد يعلم ؟؟ هناک الان الالاف من السجناء السياسيين وغير السياسيين أيضا علی مدی البلاد ينتظرون تنفيذ حکم الاعدام بحقهم.
ووفقا للاخبار الموجودة هناک موجة جديدة قادمة من عمليات اعدام السجناء. وذلک لان هذا النظام علی شفا الانهيار والسقوط. هذا ما تقوله لنا انتفاضة الشعب الإيراني التي بدأت قبل أربعة أشهر مضت والان هي علی وشک أن تخطو خطوات أطول وأبعد من أجل الوصول الی هدفها النهائي أي اسقاط نظام الملالي. نظام الملالي يسعی حاليا لاعدام شباب البلد تحت عناوين السرقة والتهريب في حين أن أکبر سارق في التاريخ الإيراني هو الخامنئي وبقية الملالي الحاکمين من العصابات المختلفة وقوات الحرس وبقية الأجهزة الحکومية التي نهبت وسرقت مئات مليارات الدولارات من أموال الشعب الإيراني. الهدف الذي يکمن وراء عمليات الاعدام الاجرامية هذه هو من أجل نشر جو الرعب والخوف بشدة أکبر ومن أجل مواجهة الشعب الإيراني المنتفض الذي خطی خطوته في الانتفاضة من اجل الحرية.
علی المجتمع الدولي مساعدة ودعم الشعب الإيراني واشتراط استمرار علاقاته مع نظام الملالي بتحسن حالة حقوق الانسان وتوقف التعذيب والقمع والاعدام في إيران. هذه أقل مطلب للشعب الإيراني الذي استعد وأعد نفسه من أجل اسقاط الدکتاتورية الدينية الحاکمة في إيران والاطاحة بها.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
 
 
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة