الجمعة, مايو 17, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالأدمغة تفرّ من كهف الملالي

الأدمغة تفرّ من كهف الملالي

0Shares

اجرت صحيفة الرياض حوارا مطولا مع الدكتور سنابرق زاهدي من المقاومة الإيرانية . وفيما يلي الحلقة الثانية من نص الحوار:

حوار- حسين بدوي

 

أكد د. سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن استراتيجية النظام الإيراني تعتمد على القمع في الداخل وتصدير الإرهاب إلى الخارج للحفاظ على كيانه، ولهذا سوف يواصل تدخلاته في المنطقة والقمع في الداخل حتى آخر يوم من حياته.

نظام الولي الفقيه فاق أي قوة احتلال في نهب ثروات إيران وتدميرها

وتحدث زاهدي في الجزء الثاني من حواره مع "الرياض" عن تأثير سياسات النظام الإيراني على التوازن السياسي في المنطقة، وكذلك التصريحات المثيرة للجدل التي يطلقها قادة النظام، والثروة المهولة التي يسيطر عليها خامنئي، والبدائل للنظام الحالي.. وإلى الجزء الثاني من الحوار:

 

*هل غيرت سياسات نظام الملالي المعادلات في المنطقة؟

 

-نظام الملالي يمسك برأس الخيوط لكل الحروب والأزمات التي تشتعل بالمنطقة. التطرف والفتنة الطائفية لم تكن موجودة قبل عام 1979، أو لم تكن بارزة، لكنها توسعت بفعل السياسات المثيرة للتفرقة والإرهابية للنظام الإيراني في البلدان العربية. فالوضع الحالي في سورية وقتل أكثر من نصف مليون سوري، أو الوضع الحالي في اليمن والعراق وليبيا وفلسطين و… كلها حصيلة تدخلات نظام الملالي المباشرة. نعم، نظام الملالي كان وراء تغيير التوازن السياسي على حساب شعوب المنطقة، والنظام على الرغم من إطلاق شعاراته للدفاع عن فلسطين، قد طعن الشعب الفلسطيني من خلفه ومزّق صفوف الفلسطينيين.

 

*أعلن اللواء حسين سلامي، القائد العام الجديد للحرس الثوري الإيراني، نية إيران توسيع نطاق نفوذها من المنطقة إلى العالم برمته.. كيف تقرأ هذه التصريحات؟

 

-يُعرف حسين سلامي أيضًا باسم رجل العنتريات. الواقع أن هذه التبجّحات وإثارة الزوبعة في فنجان تهدف إلى تغطية إحباط وخيبة أمل عناصر الحرس بعد إدراج قوات الحرس في قائمة وزارة الخارجية الأميركية على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وبهذه الهراء يريدون التستر على الخوف الذي دبّ في قلوب عناصر الحرس من إسقاط النظام.

 

*رغم أن إيران لا تشهد حرباً، إلا أنه وفقا لآخر إحصائيات اللجوء والهجرة، منحت أوروبا حق اللجوء لأكثر من 10 آلاف إيراني خلال 2018 فقط.. في رأيك ما السبب الرئيس وراء ذلك؟

 

-وفقًا لصندوق النقد الدوليIMF فإن ما بين 150 إلى 180 ألف إيراني من أصحاب الدراسات العليا يغادرون البلاد كل عام، وتحتل إيران المرتبة الأولى من حيث هجرة الأدمغة بين 91 دولة من بين الدول النامية وغير المتطورة في العالم. الخروج السنوي لهذا العدد من المتعلمين من البلاد يعادل مغادرة 150 مليار دولار سنوياً من البلاد. كما أعلن مدير الشؤون الدولية في مؤسسة التمريض الإيرانية عن زيادة بنسبة 300 % في هجرة الممرضات الإيرانيات إلى الخارج في أبريل 2016. ووفقًا للمسؤول، فإن السبب يعود إلى التمييز في مدفوعات النظام الصحي والدفع غير المناسب مقابل العمل الكثير هو من أهم العوامل في هجرة الممرضات من إيران.

مستقبل إيران تحت حكم الملالي كارثة كبرى. وقال عيسى كلانتري، نائب رئيس جمهورية النظام ورئيس منظمة البيئة، إن «نقص المياه إذا لم يتم إدارته فسيدفع 50 مليوناً من الإيرانيين لمغادرة البلاد». ووفقًا لصندوق النقد الدولي، «اليوم، يعيش في الولايات المتحدة أكثر من 250000 مهندس وطبيب إيراني وأكثر من 170000 إيراني من أصحاب الشهادات العليا، وفقًا للإحصاءات الرسمية لمكتب الجوازات، في عام 2009، غادر يوميا 15 خبيراً في الدراسات العليا و 32 دكتوراه وسنوياً خرج 5475 من أصحاب شهادة الليسانس من البلاد».

بالتأكيد، إن هجرة الأدمغة من ديكتاتورية الولي الفقيه متجذرة في تاريخ هذا النظام القمعي. إن انعدام الحريات الأساسية وحقوق المواطنة، والانتهاكات الشديدة لحقوق الإنسان، والأزمات الاقتصادية، وغياب آفاق مستقبل أفضل قد دفع العديد من المتخصصين والمتعلمين إلى مغادرة البلاد للبحث عن مستقبلهم ومستقبل عائلتهم في بلدان أخرى. واعترف عضو حكومي في مجلس إدارة جمعية الطيارين الإيرانيين، بحجم هروب الطيارين من نظام الملالي و«في إشارة إلى أنشطة 100 طيار إيراني في الخطوط الجوية الأجنبية، قال: هناك خطر لمغادرة الطيارين البلاد يوميًا». واعترف محمد حسين كفشراني من مسؤولي وزارة التعليم والتربية للنظام بأن 150 ألف شخص من النخبة يغادرون البلاد سنويًا.

 

*هناك علاقات من نوع خاص بين النظامين الإيراني والسوري كان من ركائزها اتفاقية الدفاع المشترك الاستراتيجية في ثمانينات القرن الماضي في عهد الرئيس حافظ الأسد.. كيف ترى التشبث الإيراني بنظام الأسد؟

 

-قال خامنئي إنه إذا لم نقاتل في سورية، فعلينا أن نقاتل في شوارع طهران وأصفهان للحفاظ على النظام. هذه هي إستراتيجية نظام الملالي الذي يرى أن بقاء نظامه مرهونًا بالإرهاب والحرب في الخارج، لأن آلته القمعية داخل البلاد، أي قوات الحرس، لا يمكنه البقاء إلا من خلال الإرهاب والحروب في الخارج، وهذا هو مغزى تدخل النظام في سوريا .

 

*كشفت السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد أن ممتلكات خامنئي تقدر بمئتي مليار دولار.. في رأيك كيف يسيطر خامنئي على هذه الثروة في حين يعاني الشعب الفقر؟

 

-وفقًا لاعتراف وكلاء نظام الملالي، فإن أكثر من 80 في المائة من سكان إيران يعيشون تحت خط الفقر، في حين أن عائدات النفط في العديد من سنوات حكم الملالي كانت أكثر من 100 مليار دولار في السنة. إن سرقة ونهب ممتلكات الناس بالإضافة إلى تصدير الإرهاب ونشر الحروب لبلدان المنطقة هي سبب الفقر والفاقة الذي أصاب الشعب الإيراني. 51 % من الناتج القومي الإجمالي للبلد تحت تصرف المؤسسات التابعة للولي الفقيه. وقوات الحرس هي واحدة من هذه الأجهزة. إن الثروة الشخصية التي يتمتع بها علي خامنئي الولي الفقيه للنظام الإيراني، هي مثال جيد على سرقة ونهب قادة النظام، وهو عامل بؤس وفقر الشعب الإيراني. ولكن الحقيقة هي أن معظم الاقتصاد الإيراني يسيطر عليه خامنئي وقوات الحرس، والمؤسسات الاقتصادية الضخمة في إيران تخضع مباشرة لسيطرة خامنئي. أهم هذه المؤسسات هي:

  • لجنة تنفيذ أوامر الإمام: هذه اللجنة هي أغنى مجموعات خامنئي وأكثرها ربحية. كما صادر خامنئي ممتلكات منظمة مجاهدي خلق، وكذلك ممتلكات أتباع الأقليات الدينية وحوّلها إلى «لجنة تنفيذ أوامر الإمام». في تقرير شامل، إلى جانب التفاصيل التي قدمتها وكالة رويترز للأنباء قبل ثلاث سنوات، كانت ثروة هذه الإمبراطورية الشاسعة تبلغ 95 مليار دولار. مما لا شك فيه، أن هذه الثروة قد زادت خلال هذه المدة. وقد تم الحصول على جزء كبير من ثروة هذه اللجنة من مصادرة ممتلكات شهداء وعائلات مجاهدي خلق الإيرانية.
  • مؤسسة المستضعفين: تمتلك هذه المؤسسة حوالي 400 شركة تجارية، و28 في المائة من المنسوجات في البلاد، و22 في المائة من صناعة الأسمنت، وحوالي 45 في المائة من المشروبات غير الكحولية، و28 في المائة من صناعة المطاط، و25 في المائة من السكر الإيراني.
  • أستان قدس رضوي (الروضة الرضوية): وُصفت هذه المؤسسة بأنها عملاق لا يمكن السيطرة عليه في الاقتصاد والسياسة الإيرانيين، وهي أكبر صاحب عمل في محافظة خراسان. هي صاحبة ما لا يقل عن أكثر من خمسين بالمائة من أسهم 58 شركة كما تمتلك أسهما في 31 شركة أخرى.
  • مؤسسة الشهيد: على الرغم من امتلاكها الأصول والدخل الطائل، تحصل هذه المؤسسة أيضًا على مخصصات من الميزانية السنوية للحكومة. رئيس المؤسسة هو ممثل الولي الفقيه.
  • لجنة إغاثة الإمام: بينما تتمتع اللجنة بنصيب كبير من الميزانية السنوية للحكومة، فهي أيضًا ناشطة في أعمال تجارية ومالية منفصلة، وعن طريق ذلك تحقق أرباحًا كبيرة.

وهناك العشرات من المؤسسات الأخرى على اتصال مباشر مع مكتب خامنئي، والحقيقة هي أن نظام ولاية الفقيه، أكثر من أي محتلّ أجنبي قد نهب أو بدد ثروات الشعب في حروب مختلفة. هذا النظام هو مثال واضح على إهلاك الحرث والنسل وانتشار الفساد في أرض الله.

 

*ما البدائل للنظام الإيراني القائم؟

 

-يمثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي تم تشكيله في عام 1981 بمبادرة من السيد مسعود رجوي، جميع القوى الجادّة الداعية إلى إسقاط النظام الإيراني. وللمجلس برنامج لإدارة البلاد بعد السقوط، ولديه مشروعات شاملة لجميع القضايا السياسية والاجتماعية الداخلية والدولية سواء فيما يتعلق بحقوق الأقليات العرقية والدينية، وتشكيل المجلس التأسيسي، والتعايش السلمي مع الجيران، وغيرها من الملفات. وتتلخص كلها في البرنامج المكوّن من 10 بنود الذي قدمته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية لفترة الانتقال.

خامنئي، زعيم النظام وروحاني وغيرهما من قادة النظام قد حدّدوا في تصريحاتهم عنوان بديل نظامهم. وبعد بدء الانتفاضة في ديسمبر 2017 قال خامنئي صراحة إن العامل الرئيسي للانتفاضات داخل البلاد هو مجاهدو خلق الإيرانية. كما كرّر خامنئي كلامه بعد عام واحد. روحاني هو الآخر أكد ذلك عندما اتصل بالرئيس الفرنسي وقال إن مجاهدي خلق هي سبب الأزمات داخل إيران.

في مراجعة التطورات في إيران، نجد بوضوح أن العنصر الوحيد الذي نجح في إيصال النظام إلى هذه النقطة من العزلة الداخلية والدولية هو حركة مجاهدي خلق، من خلال الكشف المستمر عن المشروعات النووية والصاروخية وإلى الكشف عن الإرهاب وسياسة النظام لإشعال الحروب في المنطقة وحتى ملف مجزرة السجناء السياسيين عام 1988، وملف انتهاكات حقوق الإنسان وفرض وقف إطلاق النار على النظام في حرب الثماني سنوات، والآن نرى في المشهد أن القوة المعارضة الوطنية الوحيدة التي تدافع تمامًا عن تصنيف قوات الحرس (IRGC) وفرض عقوبات صارمة وكاملة على النظام نفطيًا وتسليحيًا هي منظمة مجاهدي خلق دون غيرها.

 

*ما فعاليات ونشاطات معاقل الانتفاضة في إيران؟

 

– معاقل الانتفاضة هي أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ، والتي يمتد نطاق عملها إلى جميع المدن الإيرانية من العاصمة طهران وإلى أقصى نقطة من جميع أنحاء إيران. في المرحلة الحالية، وضعت معاقل الانتفاضة في جدول أعمالها كسر حاجز الكبت الذي فرضه النظام الحاكم على المجتمع الإيراني. وكانت المعاقل ناجحة للغاية في هذا المجال. ففي الوقت الحالي، يضرم أعضاء معاقل الانتفاضة النار في معالم سلطة النظام، مثل مراكز التعبئة (البسيج)، أو قوات الحرس (IRGC)، وقواعد مخابرات النظام، أو الحوزات الدينية التابعة للنظام، أو لافتات كبيرة لخامنئي وخميني، التي تمثل رموز سلطة النظام. كما أنهم يعملون على كتابة شعارات ضد النظام ولمصلحة المقاومة الإيرانية في مدن مختلفة، ولصق لافتات ومنشورات وصور لقيادة المقاومة السيدة مريم رجوي والسيد مسعود رجوي. كما أن المشاركة الفعالة في جميع الاحتجاجات والتظاهرات ضد النظام داخل البلاد هي جزء من عمل معاقل الانتفاضة.

أدت هذه الإجراءات إلى رفع روح المقاومة والعصيان ضد النظام لدى الشباب والمواطنين الإيرانيين، وهذا هو سبب خوف النظام الشديد، ولهذا السبب يسعى من خلال نصب كاميرات المراقبة ودوريات آلية وراجلة حول القواعد وغيرها من أنواع التمهيدات الأمنية اعتقال أعضاء معاقل الانتفاضة، لمنع هذه التحركات المضادة للنظام. كما أن الاعتقالات تؤدي على الفور إلى التعذيب وغيره من أعمال التعذيب القاسية والسجن لمدد طويلة وحتى عمليات الإعدام، لكن على الرغم من كل ذلك، فإن أعضاء معاقل الانتفاضة، مستمرون في العمل بشجاعة فائقة وقبول الخطر لتنفيذ مهامهم.

 

*كيف رأيت الدور الذي حققته عاصفة الحزم في مواجهة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن ؟

 

-لا شك أن عاصفة الحزم لعبت دوراً كبيراً وحازماً في كبح جماح النظام الإيراني وتطاوله على دول المنطقة. ولا ننسى أن جنرال الحرس رحيم صفوي القائد العام السابق لقوات الحرس والمستشار العسكري لخامنئي كان يتبجح بوصول نظام الملالي من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط. كما أن مهدي طائب القريب من خامنئي ور‌ئيس شبيحة خامنئي قال في كلمة له مخاطبا أفراده: "عليكم أن تعرفوا جميعكم أن كل هذه الأمور سواء في سورية واليمن والبحرين تعتمد عليكم أنتم عناصر الحرس الثوري".

إنهم كانوا يزعمون أن السيطرة على بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء انتهت وجاء دور البحرين وبعدها سيأتي دور السعودية. ولا شك أنه لو لم تكن عاصفة الحزم كان الملالي يواصلون حروبهم للتعبير عن هذا الحلم.

لكن يجب أن نعرف أن مواجهة نظام ولاية الفقيه الرئيسية هي مواجهة الشعب الإيراني ومقاومة الشعب الإيراني مع هذا النظام. ولا يمكن تحقيق الهدف الاستراتيجي في إيران إلا من خلال التركيز على الشعب الإيراني ومقاومته. لأن الشعب الإيراني أول الخاسرين من هذا النظام، ولذلك جاهز لإسقاطه. والمقاومة الإيرانية المتمثل في حركة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هي التي تعمل ليل نهار من أجل تحقيق هذا الهدف.

ولا يمكن حدوث تغيير جذري في اليمن أو في سورية أو في العراق ولبنان إلا بعد حدوث تغيير جذري في إيران وسقوط نظام ولاية الفقيه. فعلى الجميع أن يهبّوا لدعم وتأييد الشعب الإيراني ومقاومته من أجل تحقيق هذا الهدف.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة