الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةمقالاتلن يکون هناك أرنب إيراني 3-3

لن يکون هناك أرنب إيراني 3-3

0Shares

بقلم:  نزار جاف

 

سٶال أوجهه بشکل خاص ومقصود لتلك الاوساط السياسية"الغربية والعربية الخليجية"التي تعتقد بأن بقاء الجمهورية الاسلامية الايرانية خير من سقوطها، لماذا لم يعلن المرشد الاعلى الايراني طرفا سياسيا غير منظمة مجاهدي خلق کمسٶولة ومدبرة ومنفذة لإنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، بل وحتى إننا نشدد لماذا قام السلطات الايرانية بإتهام منظمة مجاهدي خلق بالوقوف خلف إنتفاضة عام 2009؟ ماهو السر وراء تهافت السلطات الايرانية في إتهام المنظمة بأي نشاط معادي ضدها، في وقت تزعم فيه بأن المنظمة لم يعد لها من وجود وتأثير في إيران وهو زعم رددته العديد من الاوساط السياسية والاعلامية العربية دونما تمحيص أو تدقيق!

هناك سٶال آخر مهم وملح في نفس الوقت، هل إن في بقاء الجمهورية الاسلامية الايرانية في مصلحة المنطقة والعالم حقا؟ هل يمکن تأهيلها وتحديد شرورها وسياساتها المثيرة للشبهات والجدل؟ هل يمکن أن تتخلى عن نهجها وتغير من سلوکها وتترك خلفها کل مانادت به وعملت من أجله طوال العقود الاربعة المنصرمة؟ هذا يعني بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية ستتخلى کل کل مبادئها وأفکارها وتصبح کأي نظام عادي من النظم السياسية في المنطقة، فهل هذا ممکن؟ وکيف يمکن ضمان ذلك؟ برأينا إنه المستحيل بعينه، فهذا النوع من النظم السياسية الدينية لاتتغير إلا بالثورة أو الاسقاط ولاشئ غير ذلك.

على أثر الاحتلال الامريکي للعراق، وسقوط نظام حکم صدام حسين، کانت هناك قناعة کاملة بأن المعارضة الکردية المسلحة لذلك النظام کانت لوحدها المتواجدة على الساحة ولم يکن هناك من أي معارضة سياسة أخرى متواجدة على أرض الواقع سواها، ونسأل مرة أخرى أية معارضة سياسية إيرانية غير المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق تواجدت في الساحة الايرانية وفي خارج إيران وتحرکت بصورة فعالة ومٶثرة؟ الحديث عن البدائل السياسية للجمهورية الاسلامية الايرانية والذي صار"مرغوبا"بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، ويتم الخوض فيه بطريقة واسلوب فيه تعمد واضح جدا لإقصاء دور ومکانة وتأثير منظمة مجاهدي خلق، وکأن ثمة أطراف کانت تتسکع هنا وهناك(ولانريد أن نوضح أکثر من هذا)، هي من کانت تناضل طوال 4 عقود ضد النظام القائم وساهمت بفضح سياساته وممارساته القمعية ضد الشعب الايراني، ونتساءل مرة أخرى؛ هل سمع الشارع العربي طرفا غير المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق من حيث مواقفهما السياسة والاعلامية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية؟

ماهو السر الکامن وراء تهويل دور أطراف سياسية إيرانيةمعارضة للنظام الحالي ولکنها"نافذة الصلاحية"، لکونها تمثل حقبة ذهبت الى غير رجعة؟ لماذا هذا الترکيز على أطراف سياسية هامشية وجعلها تتصدر الواجهة وهي التي کانت غائبة عن الساحة السياسية الايرانية طوال الاربعين عاما الماضية؟ لماذا الترکيز اللافت للنظر على کون منظمة مجاهدي خلق لم تعد لاعبا رئيسيا في الملعب الايراني؟ وماهو سر الترکيز على التحذير من إعادة السيناريو السوري في إيران وإن الشعب الايراني سيخرج زرافات بإتجاه بلدان الخليج؟ هل من المعقول أن يهرع 80 مليون إيراني بإتجاه بلدان الخليج، ويترکوا وطنهم وتراثهم وتأريخهم وراء ظهورهم؟ وهل إن معارضة مشهورة بقوة تنظيمها وإنضباطها وبراعتها في تنظيم المٶتمرات السياسية الضخمة، لاتتمکن حقا من أم تمسك بزمام الامور في إيران بعد سقوط هذا النظام الذي يتوق کل الشعب لليوم الذي لايرونه فيه على دست الحکم؟

هذا الکلام بل هذا الطرح"السفسطائي" الفارغ من أي معنى، هو صناعة خاصة يتم تصنيعه والترويج له من طهران، ويقوم بترديده والترويج له أقلام وعقول تنبهر بظاهر الامور، من دون أن تکلف نفسها عناء الخوض في التفاصيل ودقائق الامور، خصوصا بعد أن صار الشارع الايراني يردد علنا"الموت لخامنئي"و"الموت لروحاني"، أي الموت للنظام برمته، وهذه القناعة هي ذات القناعة المبدأية التي تنادي بها منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية منذ أعوام طويلة، وهذا مايعني للنظام بأنه قد صار في فوهة البرکان أو المدفع، ومن الواضح جدا بأن الاوساط السياسية الحاکمة في طهران صارت تدرك هذه الحقيقة"المرعبة"، ولذلك فإن السعي للإلتفاف على هذا التحرك المضاد الجدي والسعي لإحتوائه وتمييعه، يشکل الهدف الاهم لطهران، ومن هنا، فإن الدعوة لإبقاء النظام بإعتباره"الخيار"الاقل ضررا للمنطقة والعالم، إنما هي دعوة تثير الکثير من علامات الاستفهام، ذلك إن الذي يصدق بأن هذا النظام من الممکن أن يتخلى عن نهجه في تصديرالتطرف والارهاب والتدخل في شٶون البلدان الاخرى، فهو أشبه بمن يخدع نفسه بصورة مکشوفة، ويمکن سحب مقولة للعالم الفيزيائي اينشتاين على المحاولات الدولية والاقليمية الخائبة التي تنتظر تغييرا من النظام في إيران عندما يقول:" الجنون هو أن تفعل الشئ مرة بعد مرة وتتوقع نتيجة مختلفة"!

هذا النظام الذي يتسلح بسلاحي"التقية"و قاعدة"التزاحم الفقهي"، يبذل کل مافي وسعه من أجل العبور من هذه المرحلة الصعبة، وهو يعول کثيرا على أصوات"عربية"و"إسلامية" بل وحتى"دولية"تعينه في مسعاه هذا کي تصبح مبررا ومسوغا يمکن طرحه أمام"الشيطان الاکبر" والبلدان الغربية الاخرى، بل وإن الجمهورية الاسلامية الايرانية عندما تتنازل وبشکل علني فيبحر الخزر لبوتين، فإنها بذلك ترسل إشارة ذات مغزى لترامب، تٶکد فيها بأنها مستعدة للتنازل عن أکثر من ذلك فيما لو تسنى السماح لهذه الجمهورية أن تبقى وتستمر!

کما إن کل المحاولات التيتم بذلها من أجل تلافي سقوط نظام الشاه قد باءت بالفشل، فإن کل مايتم السعي إليه من أجل الابقاء على هذا النظام المتآکل والمنخور من داخله، هو مجرد سعي لاأمل أو رجاء من ورائه أبدا، فقد إنتهى رصيده وإنتهى وولى عهده وليس أمامه سوى الرحيل، وإن قوة التغيير التي سترسم إيران الغد هي تلك التي سعى النظام الملکي لإنهائها وهي نفس تلك التي حاول النظام الاسلامي تفجير قاعة تجمعها السنوي!

 

إيلاف

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة