الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومانهيار الواجهة الخارجية للنظام الإيراني

انهيار الواجهة الخارجية للنظام الإيراني

0Shares

بعد فرض العقوبات على ظريف في وسائل الإعلام الحكومية نلاحظ ردود أفعال واسعة وعديدة من جانب كبار المسؤولين في النظام دعمًا لظريف. وما سبب ذلك؟

يكان أن يكون جميع العناصر والمؤسسات ووسائل الإعلام التابعة للنظام من كلتا الزمرتين ظهرت إلى الساحة لتدافع عن ظريف. وفضلًا عن جهانغيري وواعظي ووزارة الخارجية للنظام، أبدت الأجهزة الحكومية الأخرى دعمها لظريف.

واجهة مكسورة!

وكانت حالات القلق وهواجس الخوف المبدية تركز على خدمات ظريف للنظام وإغلاق نافذة التفاوض مع النظام. ويكمن سبب هذه الردود في أن إدراج اسم ظريف في القائمة يعد بمثابة ضربة قاضية على جسد النظام وأكثر من ذلك يعد ضربة مهلكة على واجهة عرضها هذا النظام القروسطي الهمجي من خلال ظريف ممررًا به سياسة المساومة والمهادنة ومغذيًا إياها، فانهارت هذه الواجهة.

 

والنقطة الهامة الأخرى هي أنه ومن خلال دعم جميع الزمر الحاكمة لظريف يمكن أن نفهم أنه لا شيء يحمل عنوان إصلاحي أو أصولي في هذه الدكتاتورية الفاشية الدينية. ولكن هذا الإدراك مرهون بثمن دفعته مقاومة الشعب الإيراني  بصمودها منذ 40عامًا وحالات الكشف المتتالية والدؤوبة وأدرك العالم الآن أن ما وراء صناعة هكذا واجهات واللعبة معها ليس إلا الطبيعة القذرة لنظام ولاية الفقيه.

وزعم أخيرًا روحاني في تصريحات أدلى بها أنه في حالة استمرار الاتفاق النووي حتى السنة القادمة، سوف تلغى العقوبات التسليحية وسوف تتغير الظروف لصالح النظام.

ومن الواضح أن روحاني وعد بذلك لمجرد المعالجة بالأمل وتعزيز معنويات قوات النظام المنهارة كما أكد أنه إذا ما فرضت العقوبات على ظريف فلا يبقى تأثير من الاتفاق النووي. والاتفاق النووي الآن كمرض يسبب في نزيف الدماء من بضع نقاط. وكمريض مصاب بالسرطان وفي الورم في الدماغ وتصلب الشرايين. ورغم ذلك يضطر النظام وخامنئي نفسه إلي مماطلة التفاوض حتى العام القادم حيث يحين موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية والاحتفاظ بالظروف كما تكون عليه الآن، لعل الإدارة الأمريكية تتغير ويلي ذلك تغيير الظروف لصالح النظام ويبدأ عهد المساومة والتفاوض وجلب الامتيازات تارة أخرى.

 

أحلام الملالي والحقائق!

ولكن هذه هي كلها أحلام للملالي لأنه هناك حقيقتان واضحتان لا تسمحان تأويل حلم النظام لصالحه:

ـ الظروف التفجيرية في المجتمع وذلك في الوقت الذي تجاوز التضخم 40بالمائة ويجب تقييم نسبة السيولة بمعايير فلكية، وفي الوقت الذي تتم إضافة ألف مليار تومان إلى ذلك من جراء طبع النقود من دون إسناد. والأزمة والاستياء بلغا ذورتهما في جميع أنحاء المجتمع ولا يمر يوم إلا يحذرون فيه بعضهم بعضا في مجلس شورى النظام من السخط التفجيري بين المواطنين، كما لا يمر يوم إلا يواجه فيه النظام الحركات الاحتجاجية من قبل الشرائح الضائقة ذرعًا. وهذه الظروف التفجيرية عندما تضاف إلى أزمة الإفلاس والطرق المسدودة داخل النظام، فتتضح نوعية الأجواء التفجيرية داخل النظام أكثر فأكثر، هناك نظام نهاب مع إنتاج موقف ومعطل وجيش العاطلين عن العمل من جهة وتضييق خناق العقوبات عليه من جهة أخرى، فهذه هي الحقيقة الأولى.

ـ أما الحقيقة الثانية هي وجود مقاومة الشعب الإيراني المنظمة في جميع المجالات والتي توجه وتسيطر على هذه الأزمات والتي أحبطت ما حاكه النظام من أجل تقويضها وذلك بعد ما لم يقصر النظام في بذل جهوده ضدها من خلال المؤامرة والقصف وإطلاق الصواريخ. وفي حين أن سياسة المساومة المبنية على إدراج اسم المقاومة في القائمة كانت بمثابة عكازة اتكأ عليها النظام وكانت تعترف في هذا الشأن بأية مساعدة للنظام في وجه مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية في حملة الشيطنة والتشهير والتسقيط ضد مجاهدي خلق، من حسن الحظ باءت هذه المساعدات كلها بفشل ذريع من جراء مؤتمرات المقاومة الإيرانية هذا العالم في أشرف الثالث وذلك بحضور ممثلين وشخصيات ومعتمدين لأكثر من 50بلدًا. والآن تورط هذا النظام الخاسر على الصعيد الدولي في المأزق ويستلم ضربات فادحة واحدة تلو الأخرى: إدراج اسم قوات الحرس وخامنئي في القائمة المحظورة والآن جاء دور ظريف الذي كان يعمل بمثابة الواجهة الخارجية للنظام، وبينما تحظى الواجهة الخارجية للنظام بأهمية بالغة، لقد انهارت هذه الواجهة وانكسرت وبحسب وسائل الإعلام الحكومية أغلقت النافذة الدبلوماسية أو المساومة أمام النظام.

وبالنتيجة ينبغي ملاحظة تأويل حلم روحاني القاضي باستمرار الاتفاق النووي حتى العام المقبل ووقوع هذا وذاك، في الحقيقتين التاليتين:

ـ جيش الجياع والعاطلين عن العمل

ـ مقاومة منظمة في غاية التماسك الداخلي وتحظى بالشعبية الاجتماعية داخل البلاد، والمصداقية والسمعة والاعتراف علي الصعيد الدولي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة