الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةمقالاتلست معي، إذن أنت ضدي!

لست معي، إذن أنت ضدي!

0Shares

بقلم:حسيب الصالحي

 

أمر متعارف عليه في الانظمة الديکتاتورية إعتبار کل من لايقف الى جانب النظام القائم فإنه ضده و يجب إعتباره عدوا و عميلا للأجنبي و بالتالي جعله مشروعا للقتل و التصفية و الاغتيال، وهذا الامر نجده ينسحب بالضرورة وبصورة کاملة على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، خصوصا وإنه يقوم بتوظيف العامل الديني من أجل خدمة أهدافه و غاياته السياسية، والانکى من ذلك إن النظام الايراني لايکتفي بإعتبار من لايقف الى جانبه عدوا له فقط وانما يعتبره أيضا محاربا ضد الله!

"ليعلم الأخوة سائقو الشاحنات، أن الجبهة مقامة حاليا. جبهة الحرب ضد أمريكا… العدو استهدف الآن اقتصاد هذا البلد ويريدون جعلنا عاجزين وأنتم في هذه الحالة تقومون بالإضراب! هذا الإضراب يعني ترك الجبهة والجلوس في الجبهة المقابلة وهذا ما فعله جيش الإمام الحسن. ليعلم سائقو الشاحنات في هذا البلد أنهم عملوا عمل مساعد أمريكا وجعلونا في خطر بإضرابهم."، بهکذا کلام أبعد مايکون عن الواقعية و المنطق، خاطب رجل الدين علم الهدى المقرب من المرشد الاعلى و المحسوب عليه، سائقي الشاحنات الايرانيين المضربين، حالهم حال مختلف الشرائح و الاطياف الايرانية الاخرى التي تعاني من أسوء الاوضاع بسبب من السياسات الخاطئة للنظام و التي أوصلت البلاد الى هذا المفترق الصعب.

الشعب الايراني الذي وصل الحال بأغلبيته بسبب من النهج الخاطئ للنظام و مخططاته المشبوهة أن يعيش تحت خط الفقر و أن يعاني الملايين من المجاعة بعينها بل وإن الذي فضح هذا النظام أکثر من أي شئ آخر هو ماقد نقلته التقارير الخبرية من أن الناس ومن فقرهم في منطقة زاهدان بدأوا يأکلون القطط السائبة، لکن النظام وعندما ينتفض الشعب ضده و يطالب بحقوقه فإنه يشکك به و يعتبره يقود مٶامرة خارجية ضده کما کان الحال مع إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017 التي يقودها منظمة مجاهدي خلق.

خلال الاسبوع الاخير من شهر مايو/أيار المنصرم، شهد الشارع الايراني إضرابات ونحو 489 حركة احتجاج، بمعدل 69 إضرابا في اليوم، طاولت 242 مدينة و31 محافظة. لکن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وعوضا أن يعترف بفشله و بمسٶوليته المباشرة عن کل ماقد آلت إليه الاوضاع، فإنه يزعم و بکل صلافة بأن هٶلاء المحتجين عملاء لأمريکا و ينفذون مخططا معاديا من أجل إسقاط النظام، لکن من الواضح إن الحقيقة صارت معروفة للقاصي قبل الداني، وتتجلى بأن الشعب يناضل بکل مافي وسعه من أجل إسقاط النظام جنبا الى جنب خلف قيادة منظمة مجاهدي خلق التي أثبتت إخلاصها المتفاني للشعب الايراني ولاريب من إن التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية الذي ستعقده المقاومة الايرانية في الثلاثين من حزيران الجاري، سيتناول قضية حتمية إسقاط النظام و الذي صار مطلبا شعبيا لامناص منه أبدا خصوصا بعد أن صار واضحا إن إستمرار هذا النظام يعني إستمرار البٶس و الشقاء و الفقر و الظلم بکل أنواعه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة