الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةمقالاتليس السؤال لماذا وإنما يجب ذلك!

ليس السؤال لماذا وإنما يجب ذلك!

0Shares

بقلم:غيداء العالم

 

عندما تم إعدام ملك فرنسا لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت بالمقصلة، لم يکن هناك أبدا من يسأل لمذا يحدث ذلك، وانما کان هناك رأي وموقف يطغي على شئ يٶکد من إنه يجب ذلك، فقد طفح الکيل بالشعب الفرنسي ولم يعد يحتمل الظلم والجور ولذلك فقد هب بثورته الکاسحة غير العادية، وفي مثل هذه الاحداث والتطورات فإنه يختلط الحابل بالنابل وحتى يحرق الاخضر بسعر اليابس، لکن وبحکم التقدم الحضاري والعلمي الحاصل فإن الشعوب عندما تثور فإنها باتت تضع مقاييس وإعتبارات لثوراتها وإنتفاضاتها بوجه الانظمة الاستبدادية، ولذلك فإن إستمرار الاحتجاجات الشعبية الايرانية المندلعة بوجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، وحتى يومنا هذا وأخذها سياقات وإتجاهات أکثر إصرارا وجدية، تدل على إن الامور والاوضاع في إيران تسير بإتجاه مفترق غير مألوف طوال العقود الاربعة الماضية.

عندما يصبح أکثر من 50% من الشعب الايراني کما جاء في إعتراف مٶلم لعضو في اللجنة الاجتماعية في البرلمان الايراني ويصبح 19 مليون نسمة أو بتعبير آخر ربع سکان إيران يسکنون في العشوائيات، وإن هناك الملايين من العائلات الايرانية المدمنة على المواد المخدرة، وحين نعلم بأن 800 مليار دولار من ثروات الشعب الايراني قد ذهبت هباءا ولم يتم إستخدامها لصالح الشعب الايراني، فعندئذ ليس من حق أحد أن يتساءل لماذا تستمر التحرکات الاحتجاجية ضد النظام ويسعى الشعب من أجل إسقاطه، بل يجب على الجميع بأن يقروا ويذعنوا بأنه لامناص من ذلك بل وإنما يجب ذلك!

الشعب الايراني الذي صبر أربعة عقود على ظلم هذا النظام وإستبداده وطغيانه، صار واثقا بأن الشعار المرکزي الذي رفعته منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام والذي تصر إصرارا لامثيل له من إنه الطريق والسبيل الوحيد لإصلاح ومعالجة کافة الاوضاع السيئة والوخيمة في إيران، هو الحل الامثل من أجل التصدي للأوضاع الحالية في إيران والتي هي عبارة عن عملية تراکم لأوضاع سيئة منذ تأسيس هذا النظام ولحد يومنا هذا، ولاريب من إن الشعب الايراني لم يتوصل الى هکذا قناعة إعتباطا وانما بعد أن رأى وتأکد بأن منظمة مجاهدي خلق لوحدها ظلت مقارعة ومواجهة للنظام ولم تخلي ساحة النضال ولو في أسوأ الاحوال والاوضاع، کما إن هذه المنظمة هي التي کانت على تواصل وإحتکاك دائم بمختلف أنواع معاناة الشعب الايراني وهي التي کانت السباقة دوما لنقل معاناة الشعب الايراني للعالم کله وفي نفس الوقت فضح النظام ومخططاته وجرائمه ومجازره بحق مختلف شرائح وأطياف وأعراق الشعب الايراني، ولذلك فإنه قد صمم على أن يقف خلف القيادة التأريخية لهذه المنظمة ويعمل معها من أجل غد أفضل لإيران.

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة