ابرزت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية دور المليشيات العراقية المدعومة من نظام الملالي في توتير الاوضاع الامنية في مدينة كربلاء ودفعها نحو انفجار محتمل .
وجاء في الصحيفة ان كربلاء، المدينة العراقية الجنوبية التي تستقطب مزاراتها ذات القبة الذهبية الزوار الشيعة من جميع أنحاء العالم اصبحت نقطة اشتعال في الصراع الداخلي العراقي.
واشارت الى وجود عشرات الميليشيات القوية المدعومة من نظام الملالي الذين حولوا المدينة الى "مرجل" للجماعات المسلحة المتنافسة والمصالح السياسية وحرموها من معالمها المتمثلة بمكان الصلاة والدراسة الهادئة.
وذكرت انه على الورق الشرطة المحلية هي المسؤولة عن الأمن خارج العتبات المقدسة لكن معظم سكان كربلاء يقرون بأنها العنصر الأضعف في السلسلة الأمنية.
واوضحت ان القوات الأمنية تضم مجموعة من الجماعات شبه العسكرية، بما في ذلك كتائب حزب الله، وهي مليشيا مدعومة من إيران اتُهمت بقتل مقاول عسكري أمريكي ومجموعة شبه عسكرية موالية لمقتدى الصدر .
ونقلت الصحيفة عن سجاد جياد من مؤسسة القرن ـ وهي مؤسسة فكرية مقرها الولايات المتحدة ـ ان الفكرة الكاملة لكربلاء هي أنه من المفترض أن تكون "المكان الذي وقف فيه حفيد النبي محمد(ص) الام الحسین (ع) الذي عارض الدولة في ذلك الوقت ، لأنه أراد أن يختار الناس قادتهم ، لأنه أراد الحرية" مشيرة الى ان هذا التاريخ يعطي الاحتجاجات في كربلاء صدى خاصا.
و اضاف جياد قائلا انه إذا هُزم الوضع الراهن في كربلاء "سيحدث ذلك في مكان آخر". مثل النجف و البصرة، و مدن أخرى في الدولة "حيث المخاطر كبيرة بنفس القدر".
وشدد على ان كربلاء يمكن أن تكون شرارة لشيء ما لكن في الوقت الحالي الشرر الوحيد يأتي من فوهات بنادق القتلة.
و عبر عن اعتقاده بان هناك توازنا غير مستقر للقوى لذلك تستمر عمليات القتل، مشيرا الى وعد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بإنهاء الفساد، الامر الذي يبدو وكأنه حلم بعيد المنال.
وتطرقت الصحيفة في تقريرها الى دعوات المتظاهرين العراقيين لانهاء النفوذ الايراني في البلاد الى جانب مطالباتهم بفرص العمل ووضع حد للفساد.
وجاء فيها ان المتظاهرين يلقون باللوم على النفوذ الايراني في كثير من المشاكل والازمات التي يمر لها العراق.
واسهبت في تناولها لعدد من الحوادث التي تدلل على وحشية الجرائم التي ترتكبها المليشيات المدعومة من الملالي بحق العراقيين كما تظهر خروج المدينة عن سيطرة الدولة العراقية.
وتعيد الصحيفة الاعتبارات التي يعطيها ملالي إيران لكربلاء الى خشيتهم من فقدان نفوذهم هناك، مشيرة الى ان فقدان النفوذ في المدينة يعني فقدانه في بقية مدن أخرى قلب العراق الشيعي .
