السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيراندعاية إنتخابية مشبوهة

دعاية إنتخابية مشبوهة

0Shares


بقلم: مثنی الجادرجي


في الوقت الذي صار العالم کله علی إطلاع و بينة کمالة من الاوضاع المعيشية بالغة السوء للشعب الايراني و حاجته الماسة من أجل تحسين أوضاعه هذه، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ينفق ملايين الدولارات علی دعاية الانتخابات العراقية في شوارع طهران من أجل دعم الميليشيات الإرهابية للوصول إلی سدة الحکم، علما بأن بدايات هذا الشهر قد تظاهر آلاف العمال الإيرانيين للمطالبة برواتبهم المتأخرة، وتوفير الاحتياجات الأساسية لأنفسهم ولعائلاتهم، لکن لايبدو إن السلطات الايرانية تکترث لذلک بل وحتی إنها تتصرف وکأن الامر لايعنيها!
هذه الدعاية الانتخابية المشبوهة و هذا الصرف الخبيث علی أذرع النظام الايراني في العراق وبالاخص الميليشياوية منها، هو تدخل سافر في الشأن الداخلي العراقي ولايخدم الشعب العراقي بجميع مکوناته وخصوصا الشيعة منهم، ولاريب من إن المرجع الاعلی لشيعة العراق، علي السيستاني، صار يدرک هو الآخر خطورة الدور الإيراني الرسمي ولذلک فإنه يحاول بطريقة أو أخری عدم السماح لها بالتحرک کما تريد أو بتعبير أدق لايترک للتدخلات الايرانية وخصوصا في الانتخابات، الحبل علی الغارب.
الاوضاع الصعبة جدا للنظام الايراني و التدهور الکبير جدا لقيمة عملته الی جانب إقتصاده المترنح و أوضاعه الداخلية القلقة جدا، تجعله يمني نفسه بتحقيق ثمة تقدم أو نصر سياسي من خلال صعود عملائه للحکم في العراق في إنتخابات 12 من أيار القادم، لکن الذي يجب أن يدرکه هذا النظام إن الشعب العراقي قد ضاق ذرعا بالدور المشبوه للنظام الايراني و الذي هو أکبر عامل في في دفع الاوضاع في العراق نحو المزيد من التدهور، ولاريب إن التململ و الضيق و التذمر من الدور الايراني في العراق صار يصبح ملموسا و بصورة واضحة من جانب الشيعة في العراق الذين صاروا يعلمون بأن هذا النظام لايفکر إلا بمصالحه ولو إقتضت هذه المصالح بأن يغرق العراق في فتنة طائفية شبيهة بتلک التي أشعلها هذا النظام بنفسه في عام 2006، لما توانی عن ذلک أبدا.
النظام الايراني عندما يصرف علی جماعات تابعة له في العراق و يدعمها فإنه وفي حالة فوزها سيجبرها رغم أنفها علی تنفيذ مخططاته المخبيثة و مشروعه المشبوه في العراق و المنطقة و الذي يتقاطع و بقوة مع مصالح الشعب العراقي بل وإنه أشبه بسکينة خاصرة، ولذلک فإن المطلوب من الشعب العراقي هو أن يفتح عيونه قبل و أثناء و بعد الانتخابات العراقية القادمة و يعمل کل مابوسعه من أجل قطع الطريق علی هذا النظام و علی عملائه في العراق.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة