الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالحالة العامة للنظام الإيراني

الحالة العامة للنظام الإيراني

0Shares

الحالة العامة للنظام الإيراني

خلال اليومين أو الثلاثة الماضية، وقعت أحداث هامة في الأمم المتحدة وطهران. أحداث لها تأثير مباشر على مصير الملالي.
يوم الثلاثاء ، 25 سبتمبر2018، في اليوم الأول في افتتاح أعمال الدورة 73 للجمعية العامة للمنظمة الدولية، شهدت الجمعية أحد أيامها التي لا تُنسى. رئيس الولايات المتحدة شن في خطابه، حملة وبأشد العبارات التي لم يسبق لها مثيل حتى الآن في هذه الهيئة الدولية، على الديكتاتورية الحاكمة في إيران وبعد ذلك عندما جاء دور رئيس نظام الملالي روحاني، وباستثناء بعض العبارات الحادة في الظاهر ولكنها يائسة في العمق، أدلى بدلوه ، وشكا في معظم أجزاء خطابه الرئيسي، من جهة، وقدّم التماسًا وطلبًا لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة من جهة أخرى.  

موقف جون بولتون
في ذلك اليوم نفسه، يوم الثلاثاء ، 25 سبتمبر ، بالإضافة إلى الجمعية العامة، شهدت نيويورك اجتماعًا مهمًا آخر جدًا. الاجتماع السنوي  «اجتماع إيران 2018»  نظمته مؤسسة «متحدون ضد إيران النووية»، تحدث فيه عدد من صانعي السياسة الأمريكيين البارزين وبعض المسؤولين الآخرين من دول أخرى، مثل وزير الخارجية السعودي.
وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض:

«لقد ولت أيام حصانة طهران ومشجعيها. سيواجه نظام الإرهاب الحاكم في إيران وحماته عواقب وخيمة إذا لم يغيروا سلوكهم. دع رسالتي تكون واضحة: نراقبكم وسنأتي إليكم للمحاسبة».
وأضاف بولتون: «حسب قول الملالي في طهران، نحن الشيطان الأكبر … لذا أتصور أنهم سيأخذونني علي محمل الجد عندما أقول: إذا خطوتم خطوة ضدنا، أو ضد حلفائنا أو شركاؤنا، إذا ألحقتم الضرر بمواطنينا و إذا واصلتم الكذب والغش والخداع، فستواجهون رد فعل جهنمي».

كلمة وزير خارجية الولايات المتحدة
وفي نفس الاجتماع، هاجم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، النظام الفاشي الديني الحاكم باسم الدين في إيران بعبارات غير مسبوقة. وعدّد بومبيو قائمة طويلة من عشرات الجرائم الإرهابية في القارات الأربع في العالم على مدى العقود الأربعة الماضية، منذ عام 1983 ، وتفجير السفارة الأمريكية في بيروت حتى انفجار أبراج الخبر، موقع أفراد سلاح الجو الأمريكي في المملكة العربية السعودية حتى عام 1996.

نظرة على حدث متزامن في طهران
وعلى غرار ما كان يحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة، شهد مجلس شورى النظام في طهران، محاولات حيث تبنى الملالي ويكاد يكون بصمت  «قانون باليرمو»، وهي واحدة من الحالات الأربع التي كان يجب الموافقة عليها من قبل مجموعة العمل المالي. وفي الوقت نفسه، أصدر الملالي قرارًا بشأن مكافحة غسل الأموال، وهو واحد من المشاريع الأربعة أعلاه! على الرغم من أن الملالي يتحدثون عن تبني هذه القوانين مع ذكر ملاحظات واستثناء، لكن من الواضح أن الدخول في اتفاقيات دولية ليس أمرًا ينطبق مع مزاج الدول التي تريد الانضمام إلى تلك الاتفاقيات!  وأن إعلام هذه الشروط والأحكام الخاصة بالاستثناء في مشاريع القوانين المعتمدة هي بالأساس يأتي لاستهلاك داخلي ولا علاقة لها بالتزامات الاتفاقية الدولية. وكل هذا يدل على أن الملالي بينما هم محصورون في زاوية يحاولون جاهدين التماشي مع الشروط المعلنة لاتفاقية دولية للبقاء في عالم المال العالمي!  وجاء ذلك في وقت، كما هو الحال دائما، كان بإمكانهم أن يفعلوا ذلك في وقت سابق، في مقايضة متبادلة، لكنهم لم يفعلوا ذلك، إلى أن داهمتهم حالة الطوارئ، في الدقيقة الـ90 بدون كسب أدنى مقايضة!

هناك حالة أخرى نضيفها إلى هذه اللوحة، وهي قفزة سعر الدولار وانهيار سريع لقيمة العملة الوطنية! هذه الكارثة وعواقبها الاجتماعية ليست شيئًا يمكن للملالي أن يمرروه بسهولة في سياق الوضع الموصوف أعلاه.

استنتاج
من بين كل ما حدث خلال اليومين أو الثلاثة في أهم المشاهد السياسية في إيران والعالم، يمكن للمرء أن يستنتج من الناحية المنطقية أن: الفاشية الدينية الحاكمة في إيران محصورة في زاوية الحلبة ودخل الملالي في وضع خلقوه بأيديهم: موقف جهنمي!

رغم أن الوضع جهنمي للملالي، لكنه فرصة لا نظير لها للشعب الإيراني، ليعلن بانتفاضته عن نهاية تاريخ استخدام الملالي ووضع ختم «ملغى» على سجلهم.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة