الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتمسرحية الانتخابات تجسد صراع المصير بين الشعب والحكومة

مسرحية الانتخابات تجسد صراع المصير بين الشعب والحكومة

0Shares

تطوق أزمة مسرحية الانتخابات عنق نظام الملالي كحبل المشنقة، فعلى الرغم من أن عملية تسجيل المرشحين لا تزال في مهدها، بيد أن الصراعات بين الزمر وصلت إلى ذروتها.

وقال شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان"، في مقابلة صحفية خاصة مع التلفزيون الرسمي في 3 مايو 2021: "أعتذر لمن أعلنوا عن ترشحهم، حيث أن إعلان بعضهم عن ترشيح أنفسهم يعتبر إهانة لأبناء الوطن".

وخامنئي من ناحية أخرى، قلق من ركود الانتخابات، ويمد بشتى الطرق سلطانية تسول المشاركة في الانتخابات للمنتيمن لولاية الفقيه، قائلًا: " لا شیء یحل محل الانتخابات من أجل البلاد وترسيخ أسس السلطة فيها، ولا ينبغي إحباط المواطنين من الانتخابات". (قناة "شبكه خبر" المتلفزة، 2 مايو 2021). 

 هل يتوقع خامنئي ووكلاؤه حقًا مشاركة المواطنين في الانتخابات؟

اعترف المعمم مرتضى آقا تهراني، أحد أعضاء مجلس شوري الملالي وأحد قادة زمرة خامنئي؛ صراحةً بأن المواطنين لن يشاركوا في الانتخابات وحدهم، بل إن هناك عدة مئات من العناصر المنتمية لولاية الفقيه ليس لديهم رغبة في المشاركة أيضًا".

ويُلاحظ أن رعب خامنئي وعناصر زمرته يكمن في مقاطعة المنتمين لنظام ولاية الفقيه لمسرحية الانتخابات ممن كانوا يشاركون فيها من قبل، ولا يوجد اليوم أي ضمان لمشاركتهم.

وعبَّرت صحيفة "جوان"، المحسوبة على قوات حرس نظام الملالي في 3 مايو 2021 عن هذه الأزمة بعبارات أخرى، حيث كتبت: "إن الثنائية القطبية الرئيسية التي أثارها العدو على الشعب الإيراني في انتخابات 2021، هما الثنائيتان القطبيتان "التصويت وعدم التصويت" و "إيران ومعاداة إيران".

 والحقيقة هي أن هذا البيان هو اعتراف بنفس الثنائية القطبية الرئيسية في المشهد الإيراني التي اختلقوها ضد التحزب، ألا وهي قطب الشعب وقطب سلطة ولاية الفقيه.

وعلى الرغم من المناشدات والمطالبات وتسول خامنئي ووكلائه تصويت أبناء الوطن، بيد أن مختلف وسائل الإعلام لكلا الزمرتين الحاكمتين تعرب عن قلقها من ركود الانتخابات وعدم رغبة المواطنين في المشاركة في هذه المسرحية.

وكتبت صحيفة "آرمان" في 5 مايو 2021: " إن تحفيز المواطنين وتشجيعهم على المشاركة للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع يتطلب ما يشبه المعجزة. ففي الحقيقة، تعتبر هذه الدورة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية من منظور ما بمثابة استفتاء أكثر منه انتخابات.  ولا شك في أن الجمهورية الإسلامية تواجه أزمة بوصفها نظام سياسي، نظرًا لمشاكلها المحلية والخارجية العديدة وأدائها على مدى 40 عامًا. ومن شأن هذه الأزمة أن تسبب أزمة محلية وخارجية نتيجة للتراجع الملحوظ في مشاركة أبناء الوطن في الانتخابات إلى جانب التحديات العديدة لمشاكل إيران. فلنستيقظ ونؤمن بأن الانحدار الحاد وانعدام ثقة الجمهور فی الحکومة الیوم يدق ناقوس الخطر أکثر من الفقر الاقتصادی.

"ويبدو أن الأمر يتطلب حدوث ما يشبه المعجزة لمشاركة المواطنين الجادة في الانتخابات حتى على الرغم من مشاركة الإصلاحيين".

واعترف محمود صادقي، العضو السابق في مجلس شوري الملالي صراحةً بأن انعدام ثقة الشعب في نظام الحكم وكراهيته لهذا النظام هو التحدي الرئيسي لمسرحية الانتخابات، قائلًا: " إن التحدي الرئيسي فی الانتخابات الرئاسیة المقبلة هو تقلیص ثقة الجمهور فی التأثیر في مصیر البلاد، وهناك أسباب مختلفة وراء ذلك، ومن المؤكد أن هذا الأمر ليس بالظاهرة الجديدة، وأن انعدام الثقة موجود فی الماضی وتصاعد في الوقت الراهن". (صحيفة "شرق"، 21 أبريل 2021).

والحقيقة هي أن معنى كل هذه الاعترافات في جملة واحدة هو أن كراهية الجمهور لخامنئي ونظام الملالي ومسرحية انتخاباته واضحة كالشمس لدرجة أنه من رابع المستحيلات التستر عليها على الإطلاق. 

واستنادًا إلى ما ورد في صحيفة "شرق" في عددها الصادر في 3 مايو 2021، فإننا نواجه وضعًا لم نشهده من قبل على الإطلاق، ولأول مرة يحدث في تاريخ ما بعد الثورة. مسرحيةٌ شهدنا مشهدًا منها في انتخابات مجلس شوري الملالي العام الماضي، حيث تراجعت المشاركة بنسبة 42 في المائة.

نعم، لقد أدرك الإيرانيون أنه لا يمكن الوثوق في نظام ولاية الفقيه المفترس القاتل للحريات فحسب، بل يجب علينا أن نتصدى لمناشدات خامنئي وأعوانه وأنصاره وتسولهم أصوات المواطنين ونقول بصوت عالٍ "نصوِّت للإطاحة"، وهذا هو الطريق الوحيد لإنقاذ الشعب الإيراني من نحس نظام ولاية الفقيه. 

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة