اضطرت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية إلى الكشف عن جانب من مأساة السيول في إيران اثر شدة الخسائر الواردة على المواطنين و بتني التحتية في المدن والقري المنكوبة حيث بدأت هذه الصحف، تتداول أخبارًا عن أحوال المناطق التي ضربتها الفيضانات، وهو ما يمكن أن يجده القارئ في الصحف الورقية التي تتميز بأنها تنشر أخبارًا لا تنشرها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الحكومية.
وفي هذا السياق، أجرت صحيفة "آفتاب"، اليوم السبت 6 أبريل (نيسان)، حوارًا مع اثنين من رجال الإنقاذ في جمعية "الإمام علي" الذين يقدمون تقارير من لُرستان. ووفقًا لهذين المنقذين، فإن الوضع أسوأ بكثير مما رأيناه وسمعناه، وفي فيضان لُرستان، أصبحت لجنة إدارة الأزمات في أزمة کبيرة.
وقد صرح المنقذان بأنه لا يزال هناك كثير من القرى والمناطق لم يزرها أحد، ولم يذهب رجل إنقاذ واحد إليها.
ووفقًا لهذين المنقذين، فإن الحفارات الميكانيكية، وغيرها من المعدات اللازمة لإنقاذ المنكوبين، قليلة جدًا، والأجهزة الموجودة أحيانًا تکون غير فعالة أو ليس بها وقود.
ومن ناحية أخرى، لم يتم حتى الآن تحديد أولويات المواطنين، فكثير منهم ليس لديهم مکان للنوم، كما أن هذه الحالة التي يحتاج فيها المتضررون إلى مواد غذائية جافة، ترسل السلطات إليهم المعكرونة والأرز.
وعن طبيعة وجود المسؤولين وفعاليتهم، يقول المنقذان لصحيفة "آفتاب" الحكومية: "إن عدد المصورين يزيد عن عدد المنقذين، وإن وجود المسؤولين لا يداوي جرحًا، وكثير من هؤلاء المسؤولين لا يبقون ساعة واحدة بين المنكوبين، وحضورهم تمثيلي".
وختم المنقذان: "المتضررون من الفيضانات فقدوا ثقتهم بالحكومة، لذا فعندما تأتي المعونات يأخذون أکثر من احتياجهم، لأنهم غير واثقين من أن السلع الضرورية يمكن أن تأتي ثانية".
يشار إلى أن الفيضانات ضربت أجزاء واسعة من المحافظات الغربية والجنوبية الغربية وبعض مناطق الوسط الإيراني، في أمطار خلفت خسائر غير مسبوقة في الطرق والسكك الحديدية وقطاع الزراعة والماشية والثروة الداجنة، قدرت في بعض المحافظات، وفي قطاع الزراعة وحده، بألف مليار تومان، إلى الدرجة التي صرح معها رئيس النظام حسن روحاني، في وقت سابق، بأن تعويض المتضررين وإصلاح البنية التحتية التي تضررت يحتاج إلى ميزانية خاصة غير ميزانية الدولة.
