السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالقوة المركزية لإسقاط النظام الحاكم في إيران

القوة المركزية لإسقاط النظام الحاكم في إيران

0Shares

 

 

قبل خمسة وخميس عاما تأسست منظمة مجاهدي خلق على يد ثلاثة شبان خريجي جامعة طهران وأسمائهم محمد حنيف نجاد وسعيد محسن وعلي أصغر بديع زادغان. وقد قام المؤسسون بجمع وتلخيص تجارب النضال الوطني والتحرري للشعب الإيراني في العقود الماضية من خلال إجراء دراسات معمقة وشاملة ولأول مرة أسسوا منظمة قائمة على فكرة الإيدلوجية الإسلامية الراقية.
وكادت منظمة مجاهدي خلق الفتية أن تباد في سبتمبر ١٩٧١ نتيجة ضربة مفاجئة وجهت لها من قبل جهاز السافاك التابع للشاه. بحيث أم جميع مؤسسيها وأكثر من ٩٠% من قادتها والكادر الأساسي للمجاهدين قد تم اعتقالهم.
وقد حكم الشاه في محاكمه العسكرية على مؤسسيها وجميع الأعضاء في اللجنة المركزية في المنظمة بالإعدام. و تبدل فقط حكم إعدام , مسعود رجوي لحكم السجن المؤبد كدرجة تخفيفية بسبب الحملة الدولية السياسية والحقوقية الواسعة التي قادها الدكتور كاظم رجوي شقيق مسعود.
وزادت دفاعات المجاهدين القيادية في المحاكم العسكرية للشاه بأعجوبة من اهتمام الشعب الإيراني بالمجاهدين.
ومع وصول ثورة الشعب الإيراني في عام ١٩٧٨ لذروتها، أجبر الشاه على ترك إيران في 16 يناير 1979 وبعد أربعة أيام تم تحرير مجموعة من السجناء السياسيين بينهم مسعود رجوي من السجن وبهذا الشكل بدأت مرحلة أخرى من نضالات مجاهدي خلق في ظل الظروف الجديدة.
وبتوجيه من السيد مسعود رجوي تم تأسيس الحركة الوطنية للمجاهدين وانجذبت جماهير عريضة من أنصار المجاهدين في جميع أنحاء إيران لهذه المنظمة.
وأكملت المنظمة أخيرًا مهمتها التاريخية إلى خميني في 20 يونيو 1981، بعد عامين من النضال التوعوي مصطحبًا بالانضباط وضبط النفس وتحمل قرابة  70 شهيد وآلاف السجناء المعرضين للتعذيب، وبذلك أكملت حجتها التاريخية على خميني.
في هذا اليوم، خرج أكثر من نصف مليون شخص في طهران إلى الشوارع لدعم مجاهدي خلق في مظاهرة سلمية، لكن بناءً على أوامر خميني، فتح عناصر الحرس المسلحون النار على الناس وأدموا المظاهرات السلمية، ومن مساء نفس اليوم بدأت مرحلة الإعدامات الجماعية لإبادة مجاهدي خلق.
في 21 يوليو 1981، أعلن مسعود رجوي عن إنشاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل لنظام خميني في طهران، وفي 29 يوليو 1981، سافر من طهران إلى باريس في رحلة جوية خطيرة جدًا من قاعدة سلاح الجو الأولى التابعة للنظام.
حاولت الديكتاتورية الدينية الحاكمة طوال الأربعين سنة الماضية قمع وكبت مجاهدي خلق من خلال التظاهر بأن المجاهدين ليس لهم دور في المشهد السياسي الإيراني. لكن على الرغم من كل المؤامرات والدسائس، فإن منظمة مجاهدي خلق، من خلال تقديمها ١٢٠ ألف شهيد على درب الحرية، عبرت بنجاح داخل العواصف السياسية والعسكرية والإيديولوجية والتنظيمية وأصبحت أملاً قوياً واعدًا لمستقبل الشعب الإيراني.
فيما يتعلق بقوة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وقاعدتها الشعبية داخل إيران، كان على خامنئي في عام 2018 كسر صمته والإقرار بدورهم الجاد في الانتفاضة الكبرى للشعب الإيراني، والتي بدأت في أواخر ديسمبر 2017، بما في قال: المثلث الذي يشكل رأسه المجاهدون مشاركون في الإطاحة بالنظام.
كما كتبت صحيفة كيهان المرتبطة بخامنئي، في 8 أغسطس 2019، "منظمة مجاهدي خلق تخترق منازلنا وتؤثر فيها". وأضاف المصدر "إنهم يروجون لأفكارهم ويؤثرون على أدمغة شبابنا ومراهقينا".
المجرم مصطفى بور محمدي، ممثل وزارة المخابرات في فرقة الموت لمذبحة الـ 30 ألف سجين سياسي في صيف عام 1988، ووزير الداخلية في أول حكومة لمحمود أحمدي نجاد، ووزير العدل في أول حكومة للملا حسن روحاني، والمستشار الحالي للسلطة القضائية اعترف في مقابلة تلفزيونية بتاريخ 24 يوليو من هذا العام، بالدور والقاعدة الشعبية العريضة لمنظمة مجاهدي خلق في إيران، قائلاً: "على مدار الأربعين عامًا الماضية، كل ضربة تلقيناها أو مشكلة وقضية واجهناها لعبت منظمة مجاهدي خلق دورًا رئيسيًا فيها".

دور مجاهدي خلق في حركة السلام بين إيران والعراق:
 

في 10 سبتمبر 1982، أي بعد سنة من الانسحاب الكامل للقوات العراقية إلى الحدود الدولية، وبحيث لم تعد هناك أي شرعية لحرب خميني المعادية للوطن، وقع مسعود رجوي، في مقر إقامته في أوفير-سور افاز بباريس، أول اتفاق سلام مع طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي.
بعد هذا الاتفاق، نظم مجاهدو خلق والمجلس الوطني للمقاومة حركة سلام عالمية ضخمة لإنهاء الحرب المدمرة التي كان خميني فقط يصر على متابعتها، مما أدى إلى إصدار بيان وقعه أكثر من ٥ آلاف شخصية سياسية وممثلين برلمانيين من دول مختلفة في جميع أنحاء العالم، وفي عدة مناسبات تم من جانب واحد وقف الهجمات والقصف الصاروخي وحرب المدن من قبل الحكومة العراقية، بناءً على طلب مسعود رجوي، رئيس المجلس الوطني للمقاومة.

 

دور مجاهدي خلق في فضح المشروع النووي السري للنظام:
 

في آب / أغسطس 2002، كشف مجاهدو خلق والمجلس الوطني للمقاومة، في عمل وطني، للمجتمع الدولي عن برنامج الملالي النووي المناهض لإيران من خلال الكشف عن موقعين سريين للغاية في نطنز وأراك.
إن مشروع صنع قنبلة نووية الذي سعى الملالي لتحقيقه بذلوا فيه قصارى جهدهم بهدف ضمان بقاء حكومتهم المهزوزة وتمكنوا من إخفائه عن العالم الخارجي لمدة ١٨ عاما.
وفي الوقت الذي شكل فيه هذا الكشف مانعا وسدا في وجه تقدم المشروع النووي المناهض للسلم والاستقرار، ترك الملالي في أزمة ساحقة لا تزال تعصف بالنظام حتى الآن.

١٤ عاما من صمود مجاهدي خلق في العراق
 

في أبريل ٢٠٠٣، احتلت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة العراق. وقبل الهجوم، أعلن مجاهدو خلق لكل من الحكومة العراقية والولايات المتحدة والتحالف والأمم المتحدة أنهم محايدون تمامًا في الحرب ولن يتدخلوا فيها أبدا.
ولهذا السبب، أُرسلت منظمة مجاهدي خلق الإحداثيات الجغرافية لجميع مقارها في العراق إلى بعثة الأمم المتحدة في العراق (أنموفيك).
لكن في مؤامرة واتفاق ضمني مشين مع الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، قصفت القوات المهاجمة معسكرات مجاهدي خلق وقوات جيش التحرير بشدة. وخلال الهجمات، استشهد أكثر من خمسين مجاهدا وأصيب العشرات بجروح وإعاقات.
ولكن أعضاء مجاهدي خلق وقوات جيش التحرير الوطني وبأمر من القيادة العامة وبانضباط منقطع النظير لم يطلقوا ولا حتى طلقة واحدة وبهذا الشكل أفشلوا مؤامرة نظام الملالي لإبادتهم.
وبعد ذلك، في اتفاق بين القادة العسكريين الأمريكيين ونائبة قيادة مجاهدي خلق في معسكر أشرف، وافقت منظمة مجاهدي خلق على تسليم أسلحتها وذخائرها إلى الجيش الأمريكي في مقابل قبول المسؤولية عن حمايتهم.
في أعقاب هذه الجهود، وبعد عدة أشهر من التحقيق الدقيق الذي أجرته مختلف وكالات الأمن والاستخبارات الأمريكية فيما يتعلق بسجلات وتاريخ كل عضو من مناضلي مجاهدي خلق وجيش التحرير، والذي استمر لمدة ستة أشهر، أصدرت الولايات المتحدة بطاقة "شخص محمي" لكل شخص من سكان أشرف،
وتعهدت حكومة الولايات المتحدة بالالتزام باتفاقيات جنيف ومبدأ (حظر النزوح القسري) لجميع سكان أشرف.
ومن الواضح أن هذا الالتزام انتهك في عام 2009 من خلال وضع مسؤولية حماية سكان أشرف بعهدة الحكومة العراقية، التي كانت تابعة للنظام الإيراني ونفذت أوامر النظام ضد مجاهدي خلق.
كشف المجاهدون المتمركزون في العراق مرارًا وتكرارًا عن تدخل الملالي في الشؤون الداخلية العراقية وبلدان المنطقة، بما في ذلك قائمة تضم 32000 من المرتزقة المرتبطين بالنظام الإيراني الذين كانوا يتقاضون أجورًا، وتشمل أيضا كبار المسؤولين الحكوميين العراقيين، وذلك مع الوثائق غير قابلة للإنكار.
في 19 سبتمبر 2016، غادرت آخر مجموعة من مجاهدي خلق العراق نحو ألبانيا بعد 14 عامًا من الثبات الراسخ وتحمل مختلف أنواع الضربات والصدمات والخسائر.
أنشأ مجاهدو خلق مكان إقامتهم الجديد، أشرف 3، على مدار عامين من الجهود الحثيثة ليل نهار في ألبانيا، وفي يوليو من هذا العام، استضافت تجمعا امتد لخمسة أيام نال استحسانا كبيرا من مئات الشخصيات السياسية والبرلمانية والقانونية والثقافية من 50 دولة وخمس قارات، وذلك بمشاركة عشرات المراسلين من مختلف وسائل الإعلام الغربية والعربية.

رمز البقاء
 

وفيما يتعلق برمز الثبات والبقاء ل ٥٥ عاما بالنسبة للمجاهدين قالت السيدة مريم رجوي في مراسم إحياء ذكرى تأسيس المنظمة في ٤ سبتمبر من هذا العام خلال خطاب لها في أشرف ٣ في ألبانيا: المنظمة التي أسسها حنيف نجاد وقادها مسعود، هي التي رفعت راية الإسلام التحرري وفتحت طريقه في إيران.
وعملت المنظمة على مدى نصف قرن، بمثابة حاجز منيع أمام غزو العقلية الاستبدادية العائدة للقرون الوسطى والقامعة للنساء تحت لواء الإسلام.
في البداية، رفض محمد حنيف نجاد، القراءات الخاطئة عن الإسلام للدفاع عن الاستغلال. إنه أثبت أن الإسلام لا يدافع عن الطبقات المستغِلة؛ وإنما يقف بجانب المحرومين والمضطهدين.

رفضت مجاهدي خلق منذ البداية ما فعله الملالي بالاتجار بالدين وأعلنته عملًا مرفوضًا. المجاهدون أثبتوا أن الإدراك الحقيقي لدينامية الإسلام والقرآن يتم فقط من خلال الخوض في النضال السياسي والاجتماعي.
وبعد عقد من الزمان، وضع مسعود قائد المقاومة يده على خطر التطرف الديني باسم الإسلام، ورسم حدودًا قاطعة بين ما يعتقد به مجاهدو خلق عن الإسلام وبين القراءة المتخلفة للذين مسكوا بالسلطة فيما بعد في إيران.
الوقوف بوجه خميني الذي اختزل في وجوده، لأول مرة في تاريخ إيران، المرجعية الدينية والسلطة السياسية والمشروعية الناجمة عن ثورة شعبية، وبات أكبر قوة في تاريخ إيران، كان أكبر رسالة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. رسالة ناجمة عن العقيدة والإيمان والسياسة مستمرة حتى الإطاحة بنظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران.

وكذلك قالت السيدة زهراء مريخي الأمين العام لمنظمة مجاهدي خلق في هذا الحفل:
إن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية منظمة مناضلة ومحط الأمل للشعب الإيراني والقوة المركزية لجبهة الشعب والحرية؛ وهي منظمة تحظى بالدعم والمشاركة الفعالة والشاملة من من ألوان الاطياف للأمة الإيرانية، من الشيعة والسنة وأهل الحق حتى المواطنين المسيحيين والزرادشتيين واليهود، ومن الفرس والأذريين حتى أبناء تركمن صحراء، والمواطنين العرب والأكراد واللور والبلوش والبختياري، ومن ممثلي العمال الواعين والكادحين حتى المستنيرين الثوريين.

بفضل هذا الدعم، تمكنت منظمتنا، على مدار السنوات الـ54 الماضية، من التغلب على القمع والإعدام والمجازر والإرهاب والمؤامرات والصفقات الدنيئة التي يبرمها الملالي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأن تكون رائدة النضال ضد ديكتاتورية الشاه وديكتاتورية الملالي.
مما لا شك فيه أن نظام الملالي على وشك الإطاحة به هو نتيجة للجهود المضنية المستمرة التي بذلها مجاهدو خلق.
إن التاريخ الذهبي لمنظمة مجاهدي خلق يؤكد كلام السيد مسعود رجوي هذا في تعريف موجز عن مجاهدي خلق حيث قال "الوفاء بالعهد وتضحية بلا حدود في تأريخ إيران ".

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة