الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانتهافت علی مکاتب الصرافة في ايران بعد ضبط ارتفاع سعر صرف الريال

تهافت علی مکاتب الصرافة في ايران بعد ضبط ارتفاع سعر صرف الريال

0Shares

هرع الکثير من الايرانيين وهم في حالة احباط إلی مکاتب الصرافة الثلاثاء بحثا عن دولارات بأسعار أقل، غداة قرار الحکومة ضبط ارتفاع سعر صرف الريال في مقابل الدولار، ليجدوها مغلقة أو ليس لديها دولارات.

وهم ارادوا شراء دولارات بسعر أرخص من سعر الاثنين في شارع فردوسي في وسط طهران، الذي يعج بعشرات المصارف ومکاتب الصرافة.

واتخذت إيران مساء الاثنين خطوات جذرية لضبط سعر صرف الريال الإيراني وجعله کحد اقصی 42000 ريال مقابل الدولار، في مسعی لوقف تدهوره بعد أن فقد نحو ثلث قيمته في خلال ستة أشهر.

لکن کافة مکاتب الصرافة في شارع فردوسي ردّت الراغبين بالحصول علی الدولار، أو علّقت لافتات تقول “ليس لدينا دولارات للبيع”، فيما خلت اللوحات التي تعلن عن اسعار العملات الاجنبية امام مکاتب الصرافة من اي سعر مکتوب.

وقال تاهموريس فارافاهار الموظف المتقاعد في قطاع النفط “الليلة الماضية سمعت في التلفزيون أن سعر (الدولار) 42 ألف ريال لذا جئت لاشتری لأبني الذي يدرس خارج البلاد لکنني لم أجد اي دولارات”.

وقبل ذلک بليلة، ذکرت تقارير أن سعر الريال بلغ 60000 مقابل الدولار، مع تزايد الغموض بشأن مستقبل الاتفاق النووي الذي وقعته ايران مع القوی الکبری في 2015 وبسبب الوضع الاقتصادي والسياسي المتأزم في البلاد.

وقال رجل يبيع عملات أجنبية في الشارع طلب عدم ذکر اسمه “الحقيقة أن الناس لا يثقون في حديث الحکومة بأن اموالهم ستبقی آمنة”.

وتابع أن “الناس ليس لديهم ثقة بالوضع السياسي والاقتصادي في البلاد. انهم مرتبکون ويريدون فقط الحفاظ علی قيمة أموالهم عبر تحويلها إلی دولارات”.

وأکد مکتب صرافة أنه ليس من الواضح علی الإطلاق متی سيمدهم المصرف المرکزي بالدولارات لبيعها.

وقال موظف بالمکتب قبيل ظهر الثلاثاء “لا اعرف لماذا لم يأتوا اليوم بعد”.

إلا أنه أکد أن “سعر الصرف الجديد جيد. أسعار (الصرف) لم تکن عادية خلال الايام القليلة الماضية”.

وتسارع هبوط الريال منذ منتصف تشرين الأول/أکتوبر في وقت کان يتم تداول الدولار بسعر 40 ألف ريال، بعد أن هدد الرئيس الأميرکي ترامب بالانسحاب من الاتفاق حول برنامج إيران النووي.

وفي حال انسحبت واشنطن، فمن المتوقع أن تعيد فرض العقوبات الاقتصادية المعلقة حاليا بحق إيران، ما سينعکس علی اقتصاد البلاد وسيبعد المستثمرين الأجانب.

ويقول محللون إن هذا التهديد شجّع الإيرانيين علی شراء الدولار أملا في بيعه لاحقا لتحقيق مکاسب إذا ما انهار الريال.

– “کل شيء لا يعمل” –

وقال صراف آخر في الشارع طالبا عدم ذکر اسمه “إذا نظرت إلی السوق، ستجد کل شيء في تراجع إلا الدولار. سوق العقارات لا تعمل، سوق التجزئة لا تعمل. الناس بحاجة إلی دخل، لذا شراء وبيع دولارات لکسب بعض المال يعد فکرة جيدة”.

وأضاف “الليلة الماضية خفّضت الحکومة سعر (الصرف) فاصيب البعض بنوبات قلبية، لکن السعر لن يبقی کذلک”.

وأوضح أن تجار العملة سيجدون وسيلة للتحايل علی النظام والبيع بأسعار أعلی من سعر الصرف الرسمي، رغم تحذير نائب الرئيس اسحق جهانغيري من أن ذلک سيعتبر بمثابة “الاتجار بمواد ممنوعة”.

وشدد جهانغيري “مثل تهريب المخدرات، لا يحق لأحد بيعها او شراءها (…) اذا عرض سعر صرف آخر في السوق، سيتعامل القضاء والأمن مع الامر”.

وقال رجل أربعيني رفض ذکر اسمه “اريد ان ابيع بعض الدولارات لکن لا أحد يريد شراءها لان السوق غير آمن”.

وأضاف أن “مکاتب الصرافة قلقة حيال الوضع لأن الحکومة قالت إن البيع أعلی من سعر الصرف الرسمي يعد تهريبا، لذا لا احد يريد البيع”.

– ظاهرة غريبة –

وبعيدا عن سعر صرف الريال المرتبک، لاحظ الصحافيون الذين يغطون الحدث في شارع فردوسي الثلاثاء، ظاهرة غريبة غير واضحة.

وقال صحافي محلي “هناک العديد من رجال الشرطة، لکن أحدا منهم لم يسألنا عن أي شيء”.

وقال صحافيون في وسائل إعلام اخری وکذلک مراسلو وکالة فرانس برس إنها المرة الأولی التي يترکون فيها يعملون دون أن تسألهم الشرطة عن أوراقهم أو حتی أن يتوقفوا عن العمل ويرحلوا.

ويشعر الصحافيون في إيران بضغوط أقل منذ وصول الرئيس حسن روحاني الی الحکم في 2013، لکن الشرطة دائما ما کانت تضايق المراسلين او توقف تصويرهم في الشوارع مع المارة.

وقال صحافي وهو يراقب شرطيا يمر امامه شاهده يستخدم کاميرا فيديو من دون ان يعلق علی الامر “الأمر اشبه بالحلم”.

 

نقلا عن أ ف ب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة