الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومانتفاضة أهالي مدينة برازجان.. استمرار انتفاضة الشعب الإيراني

انتفاضة أهالي مدينة برازجان.. استمرار انتفاضة الشعب الإيراني

0Shares

بعد انتفاضة أهالي مدينة خرمشهر، نشهد الآن انتفاضة مواطني برازجان الذين خرجوا إلى الشوارع بنفس الشعارات التي هتف بها سكان خرمشهر.

وفي يوم 7تموز/ يوليو نظم الأهالي والشباب البواسل لمدينة برازجان (في محافظة بوشهر) جنوبي إيران تظاهرات احتجاجًا على قطع المياه الصالحة للشرب لمدة 4أيام وعدم اهتمام المديرين الفاسدين والقمعيين في النظام بالظروف المعيشية الكارثية لمواطني هذه المدينة. والآن وبعد تظاهرات برازجان وذلك بعد أيام فقط منذ انتفاضة مدينة خرمشهر وعبادان يمكن استنتاج بضع حقائق فيما يتعلق بمواصلة انتفاضة المواطنين الإيرانيين بشكل صحيح:

استمرار انتفاضة الشعب الإيراني في شتى أنواع النضال

قبل 6أشهر أي في ديسمبر/كانون الأول2017 انتفضت أكثر من 140مدينة إيرانية وانطلقت انتفاضة عظيمة. وأعرب المنتفضون طيلة 10أيام عن مطلبهم لإسقاط حكم الملالي برمته من خلال شعارات هتفوا بها والهجوم على المراكز الحكومية حيث قطع الشك باليقين أن الشعب الإيراني خاض ساحة النضال الأخيرة للإطاحة بنظام ولاية الفقيه.

وردّ نظام الملالي على هذه الانتفاضة بالقمع في أقصى درجته ولكنه لم يقدر على إخماد لهب الانتفاضة وإنما وخلافًا لذلك حافظت الانتفاضة على استمرارها من خلال اتخاذ أشكال مختلفة للنضال حيث اتسع نطاقها وجعل الشرائح المختلفة تظهر إلى الساحة لمواجهة نظام الملالي.

وبعد مرور فترة وجيزة من أيام ارتفعت فيها نبرة الانتفاضة ديسمبر، انتفض عمال مصنع هفت تبه للقصب السري وعقبهم احتجاج عمال فولاد الأهواز. ومن ثم أتى دور المزارعين في مدينة أصفهان الذين صرخوا في احتجاجاتهم الواسعة التي استمرت لبضعة أسابيع: «أدبرنا للعدو ووجهنا نحو الوطن». وانتفضت بعدهم محافظة خوزستان احتجاجًا على الازدراء المذل والمخزي لنظام الملالي بحق المواطنين العرب. ومن ثم شهدت كردستان إضرابات طويلة خاضها المواطنون وأصحاب المحلات في مدينة بانه. وفي منعطف جديد انتفض شباب مدينة كازرون مهاجمين عملاء القمع والتنكيل بالحجارة حيث أصبحت ملامح مدينة كازرون كمدينة منكوبة بالحرب. وفي 22أيار/ مايو خاض سائقو الشاحنات وأصحاب الشاحنات في 285مدينة في 31محافظة وبمدة 12يوما الإضراب وهزوا أركان النظام. وارتفعت لهب الانتفاضة مرة أخرى في طهران وبدأت صرخات المنتفضين تسمع من تجار السوق (البازار) محولة طهران إلى أكبر المدن العاصية في العالم. ومن ثم جاء دور خرمشهر وعبادان والأهواز وبعدها برازجان.

وخلال الأشهر الستة الأخيرة لم يمر يوم إلا شهد صرخة عصيان وانتفاضة من قبل مواطني مختلف الشرائح.

استمرار الشعارات الرئيسية للمنتفضين

وفي مدينة برازجان وبعد فترة وجيزة منذ بداية التظاهرات اتخذت الشعارات طابعًا سياسيًا لها حيث باتت نفس الشعارات التي كنا نشاهدها ونسمعها في جميع الحركات الاحتجاجية منذ ديسمبر مدوية وخيمت نفسها على المدينة. «الموت للدكتاتور» وبقية الشعارات التي كانت تعكس الاستياء العام تجاه فساد حكم الملالي وسياساته التدخلية والتوسعية في المنطقة والتي يتابعها على حساب المواطنين الإيرانيين بثمن فقرهم وحرمانهم وإصابتهم بالنكبة والمصيبة. وإطلاق هذه الشعارات هو مؤشرة أخرى تدل على مواصلة انتفاضة ديسمبر وتقدمها.

المطالبة بالإسقاط، علامة أخرى تدل على استمرار الانتفاضة

ويشير نظام الملالي فيما يتعلق بأي واحدة من هذه الحركات عاملًا ماديًا محددًا زاعمًا أنه ومن خلال رفع هذا العامل أو ذلك السبب، عالج المسألة أو سوف يعالجها. وعلى سبيل المثال في مدينة خرمشهر يطرح مسألة مشكلة أنابيب إيصال المياه وفي برازجان يعلّل سبب مشكلة قلة المياه في السيل موحيًا أنه ومن خلال معالجة هذه المشكلات سوف تخمد لهب الاحتجاجات والانتفاضات.

ويأتي ذلك بينما يعتبر الإعلان عن المطالب السياسية الثابتة في جميع الحركات الواسعة منذ كانون الثاني/ يناير حتى الآن علامة واضحة أخرى تدل على استمرار انتفاضة الشعب الإيراني.

وفي حقيقة الأمر، لقد وصل النظام وجراء التوترات والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية إلى نقطة لا يمكن العودة منها وأثبت أنه غير قادر على معالجة مشكلة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الطاغية على المواطنين.

وفي الوقت نفسه حاول خامنئي وعقبه كل النظام وجهازه الإعلامي منذ ديسمبر حتى الآن اختلاق نظريات للإعلان عن الفصل بين الحقوق والمطالب الاقتصادية للمواطنين وحقوقهم ومطالبهم السياسية. وليس ذلك إلا دجلًا بحتًا حيث يحاول بذلك النظام التستر على القضية المطروحة الرئيسية للانتفاضة والتي تتمثل في إسقاط نظام الملالي واستعادة حق الشعب الإيراني في السلطة.

ويحاول نظام الملالي تغيير مكانة المعلول أي النتيجة بمكانة العلة أي المسبب من خلال الإذعان بشكل صوري بأحقية المطالب الاقتصادية للمواطنين ورفض مطالبهم السياسية. غير أن سبب جميع الأسباب ومصدر جميع المشكلات الاقتصادية والاجتماعية يكمنان في سلب حق الشعب الإيراني في السلطة تحت يافطة الدين ومن قبل نظام ولاية الفقيه.

وعندما تتكدس المشكلات الاقتصادية من جهة والحكومة لا تقدر على معالجتها أبدا من جهة أخرى، فتتحول الأزمات الاقتصادية والاجتماعية إلى أزمة سياسية ويمهد الطريق للانتفاضة والثورة. وهذه الظروف هي التي تمر بها انتفاضة الشعب الإيراني حيث يطالب فيها المنتفضون الآن بحقهم الرئيسي أي حق جماهير المواطنين في السلطة.

الوضع الثوري ومعاقل الانتفاضة

ومن دجل نظام الملالي هو اعتبار الفصل والفك بين مجاهدي خلق والمواطنين وشعاراتهم ومطالبهم! وعلى سبيل المثال يزعم أن المطالب الاقتصادية للمواطنين حقة ولكن مجاهدي خلق يتدخلون ومن خلال أعمالهم الاستفزازية لا يسمحون للنظام بإجابة المطالب الاقتصادية التي رفعها المواطنون!

وهذا الزعم من قبل النظام هو رد مذعور تجاه تحقيق أحد الظروف الرئيسية لتكلل الانتفاضة بالنجاح وهو الترابط بين المواطنين الضائقين ذرعًا والمنتفضين مع المقاومة المنظمة.

وفي الحقيقة أن سر انتصار الانتفاضة وما من شأنه أن يوجه سلسلة الانتفاضات للشعب الإيراني نحو إسقاط نظام الملالي هو الترابط بين المنظمة القائدة للانتفاضة والمواطنين المنتفضين. ويقتصر خوف الملالي على أن معاقل الانتفاضة المنظمة تحل في الصفوف الأمامية أي رأس حربة الانتفاضة والإسقاط في المدن المنتفضة وتحسم الأمر وتسطّر السقوط الحتمي لنظام الملالي.

وما يمكن استنتاجه من انتفاضة برازجان هو نفس الحقيقة التي أشارت إليها رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة في المؤتمر العام للمقاومة الإيرانية في 30حزيران/ يونيو في فيبلنت بباريس حيث قالت: «لقد انتفض جيل مشتاق تواق للحرية. وفتح المنتفضون ومعاقل الانتفاضة دربًا جديدًا».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة