الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالإيرانيون يکذّبون ادعاءات حرس الملالي ويواصلون الانتفاضة

الإيرانيون يکذّبون ادعاءات حرس الملالي ويواصلون الانتفاضة

0Shares

الوکالات – عواصم


تواصلت احتجاجات الشعب الإيراني، بتنوع طوائفه وعرقياته، ضد حکومة الملالي، لليوم الحادي عشر علی التوالي، وکذبت مظاهرات انطلقت ليل الأحد – الإثنين ادعاءات حرس الولي الفقيه علي خامنئي. وکان الحرس قد زعم أنه قضی علی المظاهرات المناهضة للنظام.وسبق أن خرج حرس الملالي عدة مرات ليتباهی بأنه انتصر علی الانتفاضة، وفي کل مرة تنطلق المظاهرات إلی الشوارع لتؤکد علی استمرار الانتفاضة وتکذب مزاعم حرس النظام بإخماد الثورة.
وتوقعت وکالة الاستخبارات المرکزية الأمريکية (سي آي إي) استمرار التظاهرات الاحتجاجية في إيران، ونفت ضلوعها في إثارة الاحتجاجات. ورأی البيت الأبيض في الانتفاضة مؤشرا علی فشل النظام الإيراني، في حين أعلنت ألمانيا دعوة الاتحاد الأوروبي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلی بروکسل لبحث تلک التظاهرات. ويبدو أن النظام يحاول اللجوء إلی أصدقائه الأوروبيين مثل ألمانيا لتخفيف الانتقادات الغربية في محاولة لکسب الوقت وامتصاص غضب الإيرانيين في الداخل والجاليات الإيرانية في الخارج.

 


وأکدت نائبة إيرانية اليوم الإثنين وفاة أحد المحتجزين في السجن.
ونقلت وکالة العمال الإيرانية للأنباء عن طيبة سياواشي قولها «هذا شاب عمره 22 عاما ألقت الشرطة القبض عليه. وتم إخطاري بأنه انتحر في السجن». وهددت أجنحة موالية للمرشد بأن قادة الاحتجاجات سيواجهون الإعدام. وتشتهر سجون ملالي إيران بالتعذيب وسوء السمعة. وسبق أن قتل عشرات المعتقلين في السجون عام 2009 في أعقاب الثورة الخضراء التي يقبع قادتها، أمثال مهدي کروبي، ومير حسين موسوي، في الحجز المنزلي منذ سنين طويلة.
وکان کثير من المحتجين رفعوا صوتهم المعارض لسياسة إيران الخارجية ودعم الميليشيا الأجنبية في سوريا والعراق واليمن ولبنان بعشرات مليارات الدولارات في وقت يعاني أغلب الإيرانيين من الفقر والبطالة.


الانتفاضة مستمرة
وقال القيادي بالمعارضة الإيرانية حسين داعي الإسلام: إن الانتفاضة مستمرة، وکشف أن «قوات الحرس المجرمة منعت عائلات شهداء مدينة قهدريجان من تشييع جنائزهم، إلا أن الآلاف من مواطني المدينة أحيوا ذکراهم من خلال حضور مراسم لاستذکار الشهداء».وتظاهرت ليل الأحد الإثنين عائلات مئات المعتقلين خلال الاحتجاجات الأخيرة، وهم يهتفون «الله أکبر» بشکل جماعي، بحسب مقطع بثه ناشطون عبر «تويتر». کما نظم طلاب الجامعات في طهران وقفة احتجاجية ليلاً، أمام سجن «إيفين» للمطالبة بالإفراج عن زملائهم الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة. وتقول منظمات حقوقية: إن عدد الطلاب بلغ 102 طالب معتقل، بينما اعترفت السلطات بوجود 90 طالباً فقط. ويضاف هؤلاء إلی نحو ألفي معتقل في أنحاء البلاد. وخلال الساعات الأخيرة أظهرت عشرات من مقاطع الفيديو علی مواقع التواصل الاجتماعي مواطنين يعبرون بطرق مختلفة عن غضبهم، فمنهم من أحرق بطاقات الهوية الخاصة به، ولجأ البعض إلی إحراق فواتير صادرة من مرافق مملوکة للدولة.
وفي أحد المقاطع، التي تمت مشارکتها علی تطبيق تليجرام، شوهدت سيدات يحرقن بطاقات انضمامهن لميليشيا «الباسيج» التابعة للحرس الثوري، وهي القوة التي أوکل إليها النظام بشکل أساسي قمع الاحتجاجات.
ونشر أحدهم فيديو آخر مرفقا بتعليق: «هذا النظام الفاسد محکوم عليه بالزوال». ويبعث الإيرانيون من خلال نشر هذه المقاطع رسالة مفادها أنهم مستمرون في انتفاضة بدأت في الشارع، ولم تنته بسبب القمع الأمني، متخذة أشکالا عدة للتأکيد علی استمرار الغضب الشعبي.

 


خوف وقمع
وفي محاولة لتخويف المنتفضين وإرهابهم، ذکر مسؤول قضائي إيراني بارز أنه يجب أن يتم الحکم علی قادة موجة الاحتجاجات بأقسی العقوبات الممکنة.
ونقلت وکالة الالنباء الايرانية (إرنا) عن مساعد رئيس السلطة القضائية في النظام الايراني، حميد شهرياري، القول: «من المؤکد أنه من الممکن أن يتوقع هؤلاء الذين نظموا وقادوا الاضطرابات ضد المؤسسة (السياسية)، العقوبة القصوی» والعقوبات القصوی لدی النظام هي الإعدام للذين يعارضون المرشد.
من جانبه، أفاد القيادي بالمعارضة الإيرانية حسين داعي الإسلام بأن «وکلاء النظام الجلادين لم يسمحوا لعائلات شهداء مدينة «قهدريجان» بعقد مراسم لتشييع أبنائهم الشهداء، إلا أن الآلاف من المواطنين أحيوا ذکراهم من خلال حضور مراسم لاستذکار شهداء المدينة.
وأضاف القيادي بالمعارضة: إن قوات الحرس هاجمت بقوة احتجاجات المواطنين في مدينة خمين (محافظة مرکزي). وتظاهر سکان شوشتر (محافظة خوزستان) عند الظهر عندما هاجمتهم القوات القمعية بالغاز المسيل للدموع، وتصدی الشباب لهم بإحراق حاويات القمامة وارتقی الأمر إلی عملية کر وفر. وقد تم اعتقال عدد کبير من المواطنين خلال المظاهرة. کما عبر شباب المدينة عن کراهيتهم لنظام الملالي البغيض من خلال کتابة شعار «الموت لخامنئي» علی جدران المدينة.
وأردف حسين: أيضا تجمع المواطنون في عبادان علی الرغم من الوجود الضخم لقوی الأمن الداخلي. وأغلق المواطنون في مدينة زاهدان شارع شيراباد، الذي يبلغ عرضه 20 مترا، وتصدوا لهجوم شنته عناصر مکافحة الشغب.
وعقب ذلک، اقتحمت قوات الحرس منازل مواطنين واعتقلوا عددا منهم. مضيفاً: «السلطات النهابة والفاسدة في النظام وأزلامه، الذين غصبوا أراضي المواطنين في المنطقة العام الماضي مکروهون بشدة».



فشل النظام
وعلی صعيد ذي صلة، ذکر البيت الأبيض، أمس الإثنين، أن الرئيس الأمريکي، دونالد ترامب، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماکرون، أجريا محادثة هاتفية اطلع خلالها ترامب ماکرون علی أحدث مستجدات الوضع في شبه الجزيرة الکورية، وأن الرئيسين بحثا المظاهرات في إيران.
وقال البيت الأبيض في بيان: إن «الرئيسين اتفقا کذلک علی أن المظاهرات الواسعة النطاق في إيران إنما هي علامة علی فشل النظام الإيراني في الوفاء باحتياجات شعبه، بقيامه بدلاً من ذلک بتحويل ثروة البلاد إلی تمويل الإرهاب، ودعم الجماعات المسلحة في الخارج».
وتعيش إيران منذ 27 ديسمبر حالة احتجاجات واسعة في العديد من المناطق وهتفت المظاهرات بالموت للديکتاتوروبعدم صرف الأموال علی الميليشيا في لبنان وغزة وغيرهما.

توقع بالاستمرار
من ناحيته، نفی مدير وکالة الاستخبارات المرکزية الأمريکية (CIA) مايک بومبيو أي ضلوع لوکالته في حرکة الاحتجاج، التي شهدتها إيران، وذلک رداً علی اتهامات مسؤولين إيرانيين.
وعلق بومبيو علی الاتهامات بتأکيد أن الشعب الإيراني هو مَنْ أطلق الاحتجاجات، مستبعداً انتهاء التظاهرات رغم عمليات القمع التي تطال المحتجين.
وقال بومبيو لقناة «فوکس نيوز» معلقاً علی الاتهامات: «هذا ليس صحيحاً، إن الشعب الإيراني هو مَنْ أشعلها (الاحتجاجات) وبدأها وواصلها للمطالبة بظروف عيش أفضل وبالقطيعة مع النظام الديني، الذي يعيشون في ظله منذ 1979».
وزاد: «أعتقد أننا سنستمر في رؤية الشعب الإيراني يثور، التظاهرات لم تنته».
أوروبيا، أعلن وزير الخارجية الألماني مساء الأحد أن الاتحاد الأوروبي قرر دعوة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إلی بروکسل قريبا لبحث الاحتجاجات الأخيرة في بلاده. ويسعی ظريف لدی الدول الأوروبية لتحجم عن أي محاولة لدعم الإيرانيين، ولألمانيا بالذات علاقات وثيقة مع نظام المرشد، وتسعی کما يبدو إلی استمرار النظام بغض النظر عن أهليته لحکم الناس.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة