الإثنين, مايو 13, 2024
الرئيسيةمقالاتالعدو الأخطر

العدو الأخطر

0Shares

بقلم:فاتح المحمدي

 

کما إن لکل شئ وأمر ما، درجات أو رتب أو أنواع معينة، فإن العدو أيضا يخضع لهذه القاعدة، فهناك مثلا أعداء وهميون يصنعه الانسان بل وحتى الدول، وهناك أعداء حقيقيون، وهم على مراتب ودرجات فهناك من يکون الاخطر وهناك من يمکن مواجهة أو تلافي خطره وهناك من يمکن إسترضائه، لکن يبقى العدو الاخطر الذي لايمکن مساومته أو إسترضائه إلا بما يريد، ومايريده تعني الاستسلام والنهاية الکاملة.

"التهديدات الخارجية ليست خطيرة للغاية ولكن نقاط الضعف والتهديدات المحلية أكثر خطورة"، هذا التصريح الملفت للنظر وغير العادي، أدلى به القائد العام لقوات الحرس الثوري الايراني، جعفري، وهو في معرض إجراء تقييم ومقارنة بين التهديدات التي يواجهها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جانب الاعداء المختلفين، لکن السٶال الذي لابد من طرحه هو: لماذا يٶکد جعفري على أن والتهديدات المحلية أكثر خطورة؟ مالسبب الذي يدعو هذا النظام الى أن يستهين بالتهديدات الامريکية وبالغزو الخارجي ويمنح الاولوية للتهديدات المحلية؟

في تصريحات سابقة لقادة ومسٶولون إيرانيون بنفس السياق، أکدوا خلالها بأن العدو الخارجي يمکن مساومته وإسترضائه بصورة أو أخرى، وبتعبيرهم"شئ أقل أو أکثر نمنحه لهم"، لکن من الصعب سحب نفس الحالة على العدو الداخلي، إذ لايمکن أبدا معالجة الحالة والاوضاع السلبية السائدة، ولذلك يبقى الخطر والتهديد محدقا. لکن مع ذلك لابد من السٶال مرة أخرى: من هو العدو الداخلي تحديدا؟ العدو الداخلي هم المنتضون بوجه النظام من المحتجين من أبناء الشعب على الاوضاع المزرية التي يعانون منها طوال 4 عقود من حکم إستبدادي منح ويمنح الاولوية لقضايا وأمور أبعد ماتکون عن طموحات وإحتياجات الشعب ومايتطلع إليه.

أن يکون الشعب خصما وعدوا لنظام والنظام يخاف منه أکثر من کل أعدائه الاخرين فإن الذي يمکن إستشفافه وإستخلاصه من هذه المعادلة، هو إن النظام مقصر بحق الشعب وإن الاخير جاد بإسقاطه وتغييره، لکن السٶال الاهم الذي يطرح نفسه هو: لماذا لم يتخوف النظام من کل الحرکات الاحتجاجية طوال العقود الاربعة المنصرمة وإزداد رعبه الى أبعد بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017؟ لماذا لم يکن مثل هذا الخوف أثناء وبعد إنتفاضة 2009 مثلا؟ ماهو السر الکبير الذي جعل النظام يعلن عن مخاوفه بشکل صريح من الشعب الايراني؟ السب الرئيسي والاساسي الذي لابد من الانتباه إليه والتوقف عنده، هو إن إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، تقودها منظمة مجاهدي خلق، وقد شکلت معاقل للإنتفاضة يساعد على ديمومتها وإستمراريتها وجعلها ذو بعد سياسي واضح جدا ولاسيما من حيث العداء للنظام ورفضه والنضال الجدي من أجل إسقاطه.

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة