الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتمجاهدي خلق أمر واقع يفرض نفسه على النظام بقوة

مجاهدي خلق أمر واقع يفرض نفسه على النظام بقوة

0Shares

بقلم : هناء العطار

 

محنة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مع منظمة مجاهدي خلق، تختلف جذريا عن کافة المحن الاخرى التي واجهها أو يواجهها، فمنظمة مجاهدي خلق ليست مجرد منظمة معارضة يمکن إسکاتها أو جعلها جانبا بمنحها بعض الامتيازات و الحقوق کما تعمل  الاحزاب و الجماعات المعارضة دائما، بل إن قضيتها و صراعها مع النظام، هو صراع حياة أو موت ولاتوجد منطقة وسطى بين هذين الخيارين.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي سبق له وأن جرب کافة الطرق و الخيارات مع منظمة مجاهدي خلق من أجل کسب ولائها و ضمان سکوتها، لکن المنظمة التي رفضت إستبدال إستبداد بآخر و لم تقبل بالمساومة على حرية الشعب الايراني، قد صممت في نهاية المطاف من إنه ليس هناك من سبيل للتعامل و التعاطي مع هذا النظام إلا کما سبق وأن تعاملت مع النظام الملکي الديکتاتوري، ولهذا فإنها قد شمرت عن ساعديها و واصلت مسيرتها في طريق وعر تحف به الاشواك و الالغام من کل جانب، وقد إستطاعت أن تفرض نفسها کند و کبديل قائم و کأمر واقع لامناص منه بوجه النظام.

التداعيات الناجمة عن أزمة حجب تطبيق التيلغرام و الذي کان أشبه مايکون بمٶامرة متعددة الجوانب شارك کل أطراف النظام فيها، لازال الجدل دائرا بشأنها، وهاهي صحيفة الحرس الثوري"جوان" الصادرة يوم 6 أيار الجاري، تعبر عن القلق و التوجس حينما تٶکد وهي تخاطب روحاني من إن تطبيق التيلغرام صار مجالا لمنظمة مجاهدي خلق کي تتواصل فيها مع الشعب و تنسق معهم من أجل مواجهة الديکتاتورية القائمة في البلاد.  هذا الموقف يأتي بعد سلسلة مواقف لامجال لحصرها م على أثر الانتفاضة الاخيرة التي کانت منظمة مجاهدي خلق عقلها المدبر و الموجه الاساسي لها بإعتراف النظام نفسه.

طوال العقود الاربعة المنصرمة، وعلى الرغم من کل الممارسات القمعية و تضييق الخناق على الحريات و المراقبات المکثفة و المشددة للناس، فإن منظمة مجاهدي خلق کانت دائما في الساحة و تجد بصورة أو أخرى وسائل و سبل التواصل المستمر لها مع الشعب الايراني، بل وإن إستمرار تواصلها مع الشعب الايراني و بقاء دورها في الساحة الايرانية و في عمق الشعب الايراني، هو الامر الذي أرعب النظام و جعله يعيش ليل نهار کابوس اسمه مجاهدي خلق.

العبرة ليست في إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول الماضية التي أصابت النظام بحالة من الذعر و الفزع غير العادي، بل العبرة من الذي سيأتي في المستقبل القريب، إذ أن کل شئ صار ملائما و مناسبا للتغيير في إيران.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة