الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانوالبرد أيضا يقتل الإيرانيين

والبرد أيضا يقتل الإيرانيين

0Shares


بقلم : سعاد عزيز

 


لازال هناک البعض ممن ينظر الی نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية علی إنه نظام مثالي يمکن الاحتذاء به وإنه يتعرض لحملة ظالمة من قبل أعدائه تتجافی مع الحقيقة و الواقع، هذا البعض لايزال ينظر لإنتفاضة عام 2009 و لإنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، علی إنها مؤامرات خارجية محاکة من قبل أعداء النظام!
هدا البعض يعتقد أيضا بأن هناک الکثير من التهويل بشأن معاناة الشعب الايراني من الفقر و المجاعة و الاوضاع المعيشية الوخيمة، وهو يتصور ذلک نوعا من الحرب النفسية ضد النظام بغية التشويش عليه و إختلاق فاصل بينه و بين الشعب، لکن هذا البعض في نفس الوقت و في غمرة دفاعهم المستميت و الذي يميل الی إنفعالية مفرطة في أغلب الاحيان، يتجاهلون أن معظم المعلومات الصادمة بشأن الاوضاع الوخيمة التي يعاني منها الشعب الايراني مستسقاة و مأخوذة من مصادر رسمية إيرانية بارزة ولاسيما فيما يتعلق بالحرکات و النشاطات الاحتجاجية للشعب الايراني التي إعترف وزير داخلي الايراني اواخر العام الماضي بأن هناک قرابة 154 ألف حرکة إحتجاجية، کما إن برويز فتاح رئيس لجنة الخميني للإغاثة الحکومية أکد قبل أيام فقط من إندلاع إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، بأن 40 مليون يعيشون تحت خط الفقر، أي نصف سکان إيران البالغ عددهم 80، مليون، علما بأن هذه الارقام هي متواضعة قياسا للأرقام الحقيقية التي يتم التغطية عليها لأسباب مختلفة.
في هذا الخضم، تم نشر خبر ملفت للنظر نصه کما يلي: يوم السبت 3فبراير2018 رفضت مؤسسة معنية بمن ينامون في الکراتين  في مقابلة مع صحيفة «جهان صنعت» الحکومية ادعاء عمدة العاصمة طهران «نجفي» ومستشاره «صالحي اميري» اللذين قالا ليس لديهم حالة وفاة لمن ينامون في الکراتين  في الشتاء بالعاصمة طهران وأکدت أن:« 13 ممن ينامون في الکراتين توفوا في الأسبوع الماضي نتيجة البرد والصقيع»! وهناک وبحسب إعتراف مسؤولين إيرانيين أکثر من 15 ألف من الايرانيين ومن بينهم نساء ممن ينامون في الکراتين ليلا في العاصمة طهران لوحدها في الشتاء الايراني القارص، وعندما يأتي البرد أيضا علی قائمة من يتربصون بالمحرومين من الشعب الايراني، فإن القصة تأخذ بعدا خصوصا إذا ماعلمنا بأن برلمانيين إيرانيين قد أعلنوا مؤخرا إن عددا من الأطفال ماتوا في مدينة کرمانشاه نتيجة الصقيع الناجم عن عدم امتلاک ملاذ لهم.
السعي لتجميل وجه النظام في إيران و للتغطية و التمويه علی الاوضاع المأساوية المريرة في إيران، هو سعي لاأمل أو رجاء من وراءه، فالنظام الايراني أشبه بالسفينة المتهالکة التي فيها آلاف الثقوب و الثغرات و العيوب فکلما تمت التغطية علی جانب أو زاوية برزت أعدادا أخری وهکذا دواليک، وهکذا سفينة من المستحيل أن تظل مبحرة بسلام الی شواطئ و بر الامان!

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة