الجمعة, مايو 17, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالباب الذي لايغلق

الباب الذي لايغلق

0Shares

دنيا الوطن
10/1/2018 
 

بقلم:اسراء الزاملي
هناک أمور و قضايا لو تم فتحها فإنها لن تغلق و تستمر حتی حسمها، ولاسيما القضايا المصيرية المتعلقة بالشعوب، کالثورة و الانتفاضة الجماهيرية فيما لو حدثت في أي بلد يقبع تحت نير نظام ديکتاتوري، إذ عندما تتاح الفرصة المناسبة أو بالاحری الشرارة التي تشعل النار في الهشيم، فإن لاعودة عن ذلک إلا بعد تحقيق الهدف المنشود.
القمع و الظلم و الجوع و الفقر و الاوضاع الوخيمة التي تعصف بالشعب الايراني و التي وصلت مؤخرا الی أسوء مايکون، فإن التظاهرة الشجاعة لسکان مشهد ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، کانت بمثابة الباب الذي فتح أمام عاصفة الغضب الکامنة للشعب الايراني و الذي بإنفجاره فإنه قد أخذ معه مزلاج الباب ولم يعد بالامکان إغلاقه مالم تکمل العاصفة عملها و تفعل فعلها.
اليوم، وبعد أن صار النظام علی علم کامل بمدی کراهية و رفض النظام له و رؤية العالم کله لذلک، فإن النظام يسعی بمختلف الطرق من أجل تبرير ذلک لکي يحفظ ماء وجهه ولاسيما أمام أذرعه في بلدان المنطقة، ومع إنه يشدد کثيرا علی أن الانتفاضة بسبب تدخلات خارجية”کما يزعم”، لکن صار العالم کله يعلم جيدا من إن معاناة الشعب الايراني و تطور وعيه و نضال المقاومة الايرانية و دوره التوعوي الفعال بين صفوف الشعب، هما الداينمو الذي ألهب الحماس و دفع بالشعب الايراني لينتفض بوجه النظام.
الباب الذي فتحته الانتفاضة الايرانية من شأنه أن يفتح ألف باب أمام النظام الايراني، ويوما بعد يوم يجد نفسه أمام المزيد من نتائج و تداعيات هذه الانتفاضة التي أحرجت النظام کثيرا علی مختلف الاصعدة و أظهرت ضعفه أمام العالم کله، وبعد أن کان يزعم من إنه ليس هناک من دور للمقاومة الايرانية و مجاهدي خلق في داخل إيران وإن المنظمة قد أصبحت شيئا من الماضي، فإن الاعترافات المتتالية وعلی مضض من جانب قادة و مسؤولين إيرانيين بشأن الدور المؤثر لمنظمة مجاهدي خلق في الانتفاضة، جاء هو الآخر کدليل علی إن الانتفاضة لم تأت من فراغ.
طوال أکثر من 38 عاما، سعی النظام الايراني من أجل دق اسفين بين الشعب الايراني و بين منظمة مجاهدي خلق و ضمان التباعد بينهما، لکن الاعوام الاخيرة بصورة عامة و الاشهر الاخيرة بصورة خاصة، أکدت علی الترابط القوي جدا بينهما و إستحالة فصلهما عن بعضهما، وقد جاءت الانتفاضة لتشدد علی ذلک و تثبت بأن العلاقة بين الشعب الايراني و مجاهدي خلق علاقة مصيرية هدفها الاکبر هو التأسيس لإيران حرة و ديمقراطية.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة