الأربعاء, مايو 8, 2024
الرئيسيةمقالاتمصنع إثارة الفتن

مصنع إثارة الفتن

0Shares

بقلم نزار جاف

 

إذا أردت أن تضيع شعبا أشغله بغياب الأنبوبة، وغياب البنزين، ثم غيب عقله واخلط السياسة بالاقتصاد بالدين بالرياضة”، مقولة ذات مغزى عميق للكاتب والصحافي المصري الراحل جلال عامر، تجسد واقع الاوضاع في إيران، كما إنها تعكس وتجسد بصورة أو بأخرى واقع الاوضاع والاحداث الجارية في بلدان العراق و لبنان و اليمن وحتى سوريا التي تخضع لنفوذ وهيمنة هذا النظام، ذلك إن فلسفة النظام الذي أقامه الخميني على حين غرة في إيران، تقوم على أساس سحب كل أسباب الرفاهية والتنعم والاحساس بالامن والطمأنينة من الشعب وجعله منهمكا ومنشغلا بالركض وراء احتياجاته المعيشية، وفي الوقت نفسه خاضعا لهيبة النصوص الدينية المجيرة، والموظفة من أجل خدمة أهداف وغايات لاعلاقة لها بالدين.

في بدايات تأسيس نظام الملالي، حيث تعالت الكثير من الشعارات البراقة الطنانة لهذا النظام، التي كان أهمها وأكثرها لفتا للنظر تلك التي يزعم فيه بأنه نصير للمستضعفين وللشعوب المستضعفة، لكن الذي جرى هو ان الشعب الايراني قد وصل في ظل هذا النظام الى أوضاع لم يشهدها حتى في ظل النظام الملكي السابق، إذ صارت أغلبية الشعب تعيش تحت خط الفقر وفق إعترافات رسمية.

الانكى من ذلك إن العديد من المراقبين المعنيين بالشأن الايراني يرون ان الطبقة الوسطى في طريقها للتلاشي، لكن الذي تجدر هنا ملاحظته، وأخذه بنظر الاعتبار هو إن أكثر الذين أثروا وصاروا أصحاب المليارات والملايين هم من رجال الدين الحاكمين.

لذلك ليس غريبا أو عجيبا أن يكون رجال الدين انفسهم من أشد المعارضين لمواجهة الفساد المستشري في البلاد، وهم بذلك مصداق لقول نابليون بونابرت المأثور:” الدين هو ما يمنع الفقراء من اغتيال الأغنياء”.

مشكلة النظام وشغله الشاغل كانت ولا تزال منظمة “ مجاهدي خلق ”، وزعيمتها مريم رجوي التي لاتتوقف، ولو ليوم واحد عن فضح هذا النظام وتعريته أمام العالم، والتأكيد على إنه نظام متاجر بالدين ويستغله من أجل تحقيق أهدافه ومراميه الخاصة، خصوصا من حيث إستخدامه للدين كما كان في عهد سطوة الكنيسة في أوروبا في القرون الوسطى، إذ اعتبر هذا النظام ولا يزال كل معارض له بمثابة محارب ضد الله، ولذلك يجب قتله، مع ملاحظة إن هذا النظام ومنذ اليوم الاول لتأسيسه قد نفذ مبدأه المشبوه هذا، الذي لاعلاقة له بالاسلام أبدا، فالاسلام دين الحرية والكرامة الانسانية.

بيد أن منظمة “مجاهدي خلق” وزعيمتها مريم رجوي، ظلت تؤكد على الطابع الوحشي اللا إنساني لهذا النظام وبراءة الاسلام منه، ولذلك ولحسن الحظ فإن العالم الاسلامي، بما فيه الشيعي نفسه، صار يرفض هذا النظام ويقف بوجهه.

 

السياسة– كاتب وصحافي عراقي

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة