الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربينيويورک تايمز: نظام الأسد مسؤول عن الهجوم الکيماوي في دوما

نيويورک تايمز: نظام الأسد مسؤول عن الهجوم الکيماوي في دوما

0Shares

قالت صحيفة نيويورک تايمز الأمريکية إنها تمکنت من جمع أدلة وشهادات تؤکد أن القوات التابعة للنظام السوري هي من تقف وراء الهجوم الکيماوي الذي استهدف بلدة دوما التابعة للغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وأوضحت الصحيفة في تحقيق موسع لها، أنه في الوقت الذي لا تزال فيه الجهة التي وقفت وراء الهجوم علی دوما غير معروفة إلی الآن؛ فإنه يمکن القول من خلال ما تم جمعه من أدلة، إن النظام السوري هو من شنَّ الهجوم.

وأشارت “نيويورک تايمز” إلی أنها أجرت “مراجعة لأکثر من 20 مقطع فيديو، وفحصاً لسجلات الطيران التي جمعها مراقبون، ومقابلات مع عشرات السکان من العاملين في المجال الطبي وعمال الإنقاذ، وکلها أکدت أن الحملة العسکرية کانت من فعل النظام لکسر إرادة المسلحين في دوما”.

وکشفت أن “القوات الموالية للنظام استخدمت مُرکباً کيماوياً أدی إلی خنق 43 شخصاً علی الأقل، وترک العديد من الأشخاص يعانون ضيق التنفس”.

وأوضحت الصحيفة: “لم يتمکن محققون دوليون من زيارة الموقع الذي استُهدف بالکيماوي في دوما، ولکن منظمة حظر الأسلحة الکيماوية قالت إن الأعراض التي تم رصدها تؤکد أنها کانت بسبب غاز أعصاب من نوع ما”.

وتابعت: “وبغض النظر عن الذخائر المستخدمة، فإن الهجوم کان ناجحاً للنظام؛ فبعد ساعات، وفي حين کان عمال الإنقاذ يصفُّون الجثث في الشارع، وافقت المعارضة السورية علی تسليم بلدة دوما ونقلهم بعائلاتهم إلی منطقة أخری تسيطر عليها المعارضة”.

وتنقل الصحيفة عن محمد الحنش، (25 عاماً)، من أهالي دوما، في اتصال هاتفي معه عبر الهاتف، قوله: “في حين کنا ولمدة يومين وليلة، نتجمع مع العائلة بالطابق السفلي في البناية السکنية، کانت القوات التابعة للنظام تمطر دوما بالقنابل. وبعد هبوط الليل، سمعنا صوت مروحيات تلتها أصوات صفير الأجسام المتساقطة من السماء، وسرعان ما انبعثت رائحة غريبة أسفل الدرج. بدأ الناس يصرخون في الشوارع: کيماوي، کيماوي!!”.

ودوما بلدة متواضعة تقع شمال غربي العاصمة دمشق، وتسيطر عليها المعارضة المسلحة منذ بداية الانتفاضة، وکانت آخر مدينة يسيطر عليها المعارضون في الغوطة الشرقية.

وتابعت “نيويورک تايمز”: “يوم الجمعة الماضي (6 أبريل 2018)، انهارت المفاوضات بين المعارضة المسلحة والحکومة، وبدأت الحکومة السورية (النظام) هجوماً جديداً علی المدينة، حيث قصفت بشکل متواصل، بحسب سکان المدينة، الذين قالوا إن السقوف انهارت وانهارت الجدران؛ الأمر الذي دفع الأهالي للاحتماء تحت الأرض، ويخرجون أوقات غياب الطائرات؛ من أجل إحضار الماء للطهي والاستحمام، بحسب محمود بويداني (19 عاماً)، الذي أمضی معظم الأشهر في قبو مکون من غرفتين مع 10 أشخاص آخرين”.

ونقلت الصحيفة عن محمد الحنش، قوله: “کأنه يوم القيامة؛ الموت من حولک في کل مکان! کان مشهداً مروعاً؛ کبار السن من الرجال والنساء والأطفال يصرخون ويعانون ضيق التنفس”.

الضربة التي وقعت بعد ظهر يوم السبت أدت إلی وفاة 15 شخصاً کحصيلة أولية، وفقاً لما قاله محمود آدم (من الدفاع المدني السوري). ولکن في مساء اليوم ذاته، سُمعت مروحيات النظام وهي تحلِّق فوق سماء المدينة لتُلقي بعد ذلک وجبة جديدة من البراميل التي کانت تحمل غازات سامة.

يقول الحنش للصحيفة: “بعد أن ألقت الطائرات البراميل بدأنا نشم رائحة حلوة، لتبدأ معها صرخات من کانوا في القبو القريب منا، ثم وصلت إلينا، قبل أن يصل رجال الدفاع المدني، عندما وصلت الرائحة للقبو، حاول البعض الصعود للخارج ليتنفسوا الهواء النقي”.

وتشير الصحيفة إلی أن عدداً من السکان المحليين قالوا، إنه وقبل الهجوم، سُمعت أصوات اثنتين من طائرات الهليکوبتر التابعة للنظام وهما تحلِّقان في سماء المدينة، وإن تلک الطائرات التي کانت من نوع (MI-8k) انطلقت من قاعدة تقع علی مقربة من مدينة دوما.

يقول أحد المسعفين إنهم لجؤوا إلی الماء لعلاج المصابين بالغازات، ولکن معظم الحالات الخطرة تُوفيت في المستشفی، متوقعاً وفاة أکثر من 35 شخصاً من جراء الغازات السامة، بحسب “نيويورک تايمز”.

وختمت الصحيفة تقول: “عندما خرج السکان من المخابئ، علموا أن المعارضين استسلموا، وأن الحکومة سوف تستعيد السيطرة علی دوما للمرة الأولی منذ خمس سنوات، وأنه سيتم نقل المعارضين وعشرات الآلاف من السکان إلی منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة”.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة