الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإنها الثورة التي تتحدی الزمن

إنها الثورة التي تتحدی الزمن

0Shares

 

بقلم:أمل علاوي


عندما تمکن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لأسباب و عوامل متباينة من قمع إنتفاضة عام 2009، فإن ذلک أصابه بغرور غير إعتيادي بحيث تصور بأن الشعب الايراني لن يعود أبدا للإنتفاض و الثورة بوجهه و إن الامور قد صفت له تماما، بل ولاهم من ذلک إن هذا النظام قد صدق بأنه قد نجح في قطع أواصر العلاقة التي تربط بين الشعب الايراني و بين منظمة مجاهدي خلق، لکن جاءت إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، لتؤکد بأن النظام کان يعيش أحلام العصافير أو أحلام اليقظة!
إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي کانت تحولا نوعيا في مسار و سياق مقاومة و رفض الشعب الايراني للنظام القائم و أثبتت من جديد بأنه لايمکن أبدا للديکتاتورية أن تدوم و إن إرادة الشعوب و قواها الثورية التحررية هي فوق کل إعتبار و إن النصر النهائي لها مهما طال الزمن، والملفت للنظر هنا إن السلطات الايرانية و بعد أن قامت بإعتقال ثمانية آلاف من المشارکين في الانتفاضة و قامت بقتل 16 منهم تحت التعذيب الوحشي، وزعمت بأنها قد سيطرت علی کل شئ وإن الانتفاضة قد إنتهت، فإنه من المثير للسخرية و التهکم أن يبادر وزير داخلية النظام للإعتراف و علی مضض بأن” سمة هذه الاحتجاجات کانت أبعادها الواسعة. في ليلة أو ليلتين، انتشرت إلی 100 مدينة، وکانت هناک مواجهات في 42 مدينة … امتدت الاحتجاجات إلی المدن والأقضية التي ربما لم يسمع کثيرون أسماء هذه المدن حتی ذلک الحين. لأن تراکم الاستياء قد تکثف وأصبح عاما، وهو يظهر حيثما وجد فرصة البروز… وحوالي 900 من عناصر قوی الأمن أصيبوا وجرحوا”. هذا الاعتراف يؤکد بأن زمام الامور قد صار بيد الشعب الايراني و قواه الثورية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق، ولذلک فإن الانتفاضة التي زعم النظم بأنه قد قضی عليها مستمرة و قابلة للإندلاع بقوة أکبر في مناسبة”جهار شنبه سوري” التي تصادف آخر يوم الثلاثاء من نهاية کل عام خصوصا بحد أن قامت منظمة مجاهدي خلق بتوجيه دعوة للشعب الايراني من أجل تجديد إندلاع الانتفاضة و إسقاط هذا النظام الذي لم يعد من معنی لبقائه و إستمراره.
إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي زعم و يزعم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من إنه قد قضی عليها، لکن إستمرار التحرکات و النشاطات الاحتجاجية في سائر أرجاء إيران بإعتراف النظام نفسه، تدل علی إن هذه الانتفاضة هي غير إنتفاضة عام 2009، من مختلف الاوجه، إذ إن النظام قد کان يطلق تصريحات و مواقف بالغة التشدد بالنسبة لهذه الانتفاضة لکنه يحرص کثيرا علی إطلاق التصريحات و المواقف الانتقائية و الحرباوية بل وحتی المتوددة لإنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، وهو يحاول عبثا ومن دون جدوی السيطرة عليها من خلال فک عری العلاقة القوية بين الشعب و بين المنظمة، ولکن هيهات، إذ لايمکن أبدا للشعب أي شعب أن يستبدل الربيع بشتاء قارص!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة