الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةمقالاتفزع نظام الملالي من السقوط

فزع نظام الملالي من السقوط

0Shares

لقد اسفر انتشار الاحتجاجات الاجتماعية في المدن، عن تفاقم المخاوف حول مستقبل النظام باكمله.  الامر الذي يظهر جليا من خلال اليأس والانفعال في كل الكلمات التي يتفوه بها عناصر النظام او تُكتب في وسائل الإعلام الخاصة التابعة له.

 

التعبيرات التي تنم عن اليأس هي من هذا القبيل: "إنهم يريدون قلب النظام"، "لقد عرف كل العالم  وضعنا المتدهور" ، "كل يعطينا صفعة" ، "يهددنا الانهيار من الداخل"، "إنهم يريدون فرض الضغط الشديد لدفع الناس إلى العصيان " "ليس لدينا خيار سوى الاستسلام أو السقوط من الداخل " و …. يُسمع هذا الكلام على نطاق واسع من قادة النظام وبيادقه.

 

أحد الأمور التي تم التطرق إليها بشكل كبير هي أن العام 2018 هو عام صارم .ومن بين المعترفين بهذه الحقيقة، علي خرم، وهو دبلوماسي سابق  من عصابة روحاني أقّر بإن "العام الجاري عام صعب جداً" بالنسبة للنظام، وهو يهاجم "أولئك الذين" يصرون على أن كل شيء طبيعي " والذين " يروجون أنه لن تكون هناك مشكلة "، ويعتقد أنه ينبغي أن يكونوا مهتمين قلقين. (موقع فرارو 23 مايو/أيار 2018)

 

مصطفى معين، من عصابة  ما تسمى بالاصلاحيين، مع الاعتراف " بحقيقة  الأزمات المؤكدة  " التي تسود حكم الملالي، يوصي "قادة البلاد بتأجيل حل ملفات خلافاتهم"معترفا بإنهيار بياديق ورموز النظام، ويؤكد على أنه "ينبغي توقف  خروج النخب والمديرين والشباب والجمهور العام من قاطرة النظام " لأن "الناس غير راضين عن النظام، وأزمة تتلوها أزمة تسود النظام". (موقع تابناك 23 مايو/أيار 2018)

هناك أيضا بعض رموز وبيادق النظام ممن يشعرون بالقلق إزاء الاستراتيجية الأمريكية الجديدة. قلقهم هو أنه، خلف هذه السياسة، هناك سياسة الإطاحة بالنظام، لذلك هم يعتبرون الوضع صارم .

 

في هذا السياق ، يقوم أحد عناصر عصابة روحاني ، يدعي مهدي مطهرنيا، بتقييم الضغط الناجم من العقوبات الأمريكية حيث تستهدف الأخيرة انهيار النظام وتغييره. "إنهم يسعون لخلق حالة استياء عام حول الوضع الاقتصادي كما أن تفاقم الاستياء من الاضطرابات الداخلية من شأنه أن يوفر المناخ الملائم للضغط الداخلي والحصار الخارجي، وبدلاً من السعي لتغيير سلوك النظام يجري تغيير النظام من خلال العمل على تآكله ". (موقع القطره، 23 مايو/أيار 2018)

 

موقع العصر الإيراني، من خلال سؤال عن  "هل إيران تواجه انهيار مماثل للاتحاد السوفييتي؟"، يعتبر الضغط الأمريكي امتداداً"للتحويل" و"افقاد للهوية" نظام الملالي يعرف، مع الأخذ بالاعتبار "الظروف المعقدة من وجهة نظر الداخلية و من الخارج، يحاول " أن يجر النظام للانهيار السريع".

 

في سياق ضغوط الولايات المتحدة ، كتبت صحيفة ”نصف جهان” الحكومية " في 24 مايو/أيار 2018 : "إنهم يحاولون إضعاف النظام السياسي في إيران لإسقاطه رويدا رويدا أو لتوفير مناخ للتصادم على الأقل. بهذه الطريقة، يستخدمون أيضًا تجارب تاريخية. في الواقع، أولويتهم هي تحقيق تجربة إنهيار الإتحاد السوفييتي في إيران ".

 

یطالب الناس باطاحة النظام

بغض النظر عن الظروف الخارجية التي تشير إليها هذه العناصر، فإن الأمر الأكثر أهمية من زعزعة حكم الملالي المشين هو موضوع كراهية الشعب له وايقاعه في موقف هش داخليا.

 

إن كراهية الشعب للنظام والوضع المتزعزع أدى إلى انهيار القوى المتذبذبة، لدرجة أنه، حسب مصطفى معين، "خرجت النخبة والمديرون والشباب والعامة من قاطرة النظام ". لذا فإن المشكلة الرئيسية هي أن الناس "مطالبين بإنهيار هيكلية النظام" والإطاحة به.

 

خلال انتفاضة ديسمبر يناير الماضيين، تم إنشاء حركة جماهيرية، مكونة أساسا من الفقراء، مستقلة عن أي دعم خارجي تدعو لرفض نظام الملالي برمته. إن انتفاضة الشعب ومطالبتهم بالإطاحة هما المحرك الرئيسي لتطوير السياسة العالمية. وبعبارة أخرى، فإن نهاية سياسة الاسترضاء والنضج في فهم المجتمع الدولي لحقائق المجتمع الإيراني تأثرت بلا شك بانتفاضة كانون الأول (ديسمبر) 2017 واستمرار هذه الانتفاضة كاحتجاجات ضخمة لا تزال مستمرة في جميع أنحاء البلاد.

 

لقد أدت انتفاضة الشعب الایرانی إلى تجميد نظام الملالي، وفرضت على حساباته في الخارج، حقيقة، أن الناس يريدون الإطاحة به وسيدركون ذلك عاجلاً أم آجلاً. الشعب الذي عزم على تحديد مصيره ستتحقق إرادته بلا أدنى شك من خلال توسيع هذه الانتفاضات.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة