السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتإيران..«التألق المطلوب»! الاسم المستعار لفشل مسرحیة الانتخابات

إيران..«التألق المطلوب»! الاسم المستعار لفشل مسرحیة الانتخابات

0Shares

عجز نظام الملالي من إخفاء فشله الذریع في العرض الانتخابي والتستّر علی هذه الحقیقة الساطعة رغم الجهود المستمیتة التي یبذلها في هذا الشأن. فقد اعترف الولي الفقیه بنفسه بهذه الحقیقة المریرة حتی قبل أن تعترف بها عصابة الإصلاحيین المزعومة.
في جلسة "الدرس الخارج عن الفقه" صباح یوم الأحد الموافق 23 فبرایر الجاري وبالإشارة إلی «التألّق المطلوب للشعب الإیراني في اجتیازه اختبار الانتخابات الکبیر وإفشاله لمخططات الأعداء وحملاتهم الإعلامیة الشاملة»، ادّعى خامنئي تحقیق النصر محاولاً رفع معنویات مرتزقته المنهارة بتصریحات متناقضة. 
وبالقول إنّه قد «تمّ فعل الکثیر للحیلولة دون مشارکة الشعب في الانتخابات»، أعرب ولي فقيه النظام المتخلف المستأصل عن مدی امتعاضه وغیضه من أنشطة المقاومة الإیرانیة ومجاهدي خلق لفضحهم مسرحیة انتخابات الملالي الهزلیة مضیفاً:
"فعلوا کل ما بوسعهم عبر الفضاء الإلكتروني والأجهزة الإعلامیة المختلفة، ليس الآن وفي الأيام القليلة الماضية بل منذ عدة أشهر قبل الانتخابات وهم یردّدون أنّ هذه ليست انتخابات، هذا لیس خیاراً حقیقیاً، هکذا فعل مجلس صیانة الدستور وما إلی ذلك.

وتزایدت الحملات مع اقتراب موعد الانتخابات، ولم یتوانوا خلال الیومین الأخیرین (قبل الانتخابات) عن استغلال أدنی فرصة ولم یهدروا حتی بضع ساعات، وتحجّجوا بمرض کورونا من أجل ثني الناس عن المشارکة في الانتخابات».
وذکر خامنئي قائمة من الأسباب والعوامل بما في ذلك فیروس كورونا تهیّأً لأي سؤال قد یُطرح حول سبب انخفاض عدد الناخبین مقارنةً بالانتخابات السابقة علی الرغم من تزویر الأصوات والتلاعب بالأرقام والإحصائیات في غرف التجمیع والفر، ليکون جاهزاً للتبریر وطمأنة مرتزقته بالقول إنّ المسرحیة الانتخابیة کانت "جیدة" علی أیة حال ویفرض علیهم هذا الانتصار الوهمي.
علی هذا المنوال وبالاعتراف ضمنیاً بالفشل، حاولت العصابة الأصولیة المهيمنة إلقاء اللوم علی العصابة الإصلاحییة المتنافسة للتستر علی الهزیمة الساحقة غیر المسبوقة وحفظ ماء وجهها. 

قرار البنزین، الطائرة الأوکرانیة، الفیروس الصیني ومجلس صیانة الدستور

في مقال افتتاحي لصحيفة "جوان" التابعة للحرس يوم الأحد 23 فبرایر، أقرّ الحرسي عبد الله کنجي رئيس تحرير الصحیفة صراحةً بأنّ «نسبة المشاركة في الانتخابات قد انخفضت مقارنةً بالفترات الماضیة»، معللاً الأمر بعدة أسباب منها «ظهور كورونا» موجّهاً سبب انخفاض «المشاركة» إلی روحاني وعصابته المسحوقة.
وفي إشارة إلى وعود روحاني الکاذبة وبالقول إنّ «آذان الناس قد امتلأت بالوعود الفارغة»، ذکر هذا المسؤول الحکومي ذهنیة المجتمع بالنسبة لعدم فاعلیة وکفاءة الحکومة باعتبارها أحد أسباب عدم استقبال الشعب من المسرحیة الانتخابیة وکتب:
«إنّ عدم الكفاءة الحالية، سواء كانت حقيقية أو برزت نتیجة وسائل الإعلام المعادية أو حتى وسائل الإعلام الداخلية، فإنها كانت مؤثرة علی ذهنیة المجتمع».
وأشار هذا الحرسي إلى «القرارات المتعلقة بالبنزين» التي اتّخذها روحاني وأدّت إلى انتفاضة نوفمبر، واستغلال «وسائل الإعلام المعادیة» لعدد قتلى الانتفاضة، فضلاً عن حادث الطائرة الأوكرانية كعوامل مساهمة في عدم إقبال الشعب علی صنادیق الاقتراع. لكنه في الوقت نفسه ألقی اللوم علی عصابة "الإصلاحیین" وکتب مهاجماً روحاني:
«لم تكن هجمات روحاني على مجلس صيانة الدستور والاستهزاء بالانتخابات بأدبیات تشتمل علی کلمات كـ "التعیینات" و"الشکلیات" وتحوّل "الجمهورية" إلی جریمة في المستقبل، بلا تأثير. لقد توقف نمو التصويت في استطلاعات الرأي لمدة أسبوع بعد تصريحات روحاني، وضاعفت وسائل الإعلام هذا الأمر مئات المرات».
كما ألقي کنجي باللائمة على عدم كفاءة المجلس الحالي الذي تُشكل غالبيته عصابة الإصلاحيین المزعومة کعامل رئیسي في إحباط الناس وإصابتهم بخیبة أمل وبالتالي عدم استقبالهم من العرض الانتخابي.
وفي محاولة مواساة لسیّده ومولاه، سعی هذا المسؤول الحکومي جاهداً لإثبات أنّ فشل الانتخابات لا یمتّ بصلة لخامنئي ونظامه المعادي للشعب.
أکبر "لا" وطنية
إنّ 41 عاماً من النهب والقمع وإنفاق ممتلكات الناس علی تصدير الإرهاب إلى دول المنطقة، قد أدّی إلی کراهیة الشعب الإيراني العمیقة إزاء نظام ولاية الفقيه.
وأظهرت انتفاضتا يناير 2018 ونوفمبر 2019 هذه الكراهية بوضوح عبر شعار "الموت لمبدأ ولایة الفقیه" الذي أطلقه المتظاهرون.
لعبت حماسة الشباب ومعاقل الانتفاضة خلال الانتفاضة التي شهدها شهرا نوفمبر وینایر من عام 2019 جنباً إلى جنب مع الأنشطة العظیمة للمقاومة الإیرانیة علی المستوی الدولي، دوراً رئيسياً في تشكيل "لا" الوطنية العظيمة التي تمّ إطلاقها في وجه الولي الفقيه ومرتزقته.

وللمفارقة فإنّ لجوء خامنئي وعصابته إلی مجموعة من الحجج والذرائع لتبریر هزیمتهم الکبیرة جاء للتستّر علی هذه الحقیقة الهامة. 
وقد اعترف وزير داخلية النظام بحقیقة فشل المسرحیة الانتخابیة بواسطة الأرقام والنتائج المزوّرة التي أعلن عنها، بالإضافة إلی اعتراف وسائل الإعلام الحكومية وقبلها اعتراف ولي الفقیه بعظمة لسانه بهذه الحقیقة.
الاعتراف بتزویر الأرقام تحت غطاء "حفظ المصالح"!
في 23 فبرابر الجاري وفي خضم صراع العصابات العلني، اعترفت صحیفة "جهان صنعت" التابعة لعصابة الإصلاحیین بـ «تزویر الأصوات».

وبالإشارة إلى أنّ «الحكومة تمتنع من تقديم أي إحصائیات تظهر بشكل مباشر أو غير مباشر العدد الإجمالي للناخبين» خلصت الصحیفة الحکومیة إلى أنّ النظام یضاعف الأصوات الفعلیة المشارکة في الانتخابات من أجل «حفظ المصالح»! وأقرّت قائلةً:
«حتى فيما یتعلّق بقائمة الناخبین في طهران، لا يتمّ الإعلان عن عدد الأصوات عند الإعلان عن أسماء الأشخاص. هل اتخذت الحكومة هذا الإجراء لترك مجال الإعلان عن عدم صحة الأصوات مفتوحاً؟ الوضع الذي يتبادر إلى الذهن في هکذا حالة هو أنّ العدد الإجمالي للأصوات التي تمّ الحصول عليها من المواطنين الإيرانيين ليس كبيراً وأنّ منظومة النظام تمیل إلی زيادة هذا العدد لحفظ بعض المصالح».

في الواقع مجموعة هذه الحقائق التي یتمّ التصریح بها علی لسان المنتسبین إلی النظام ومختلف وسائل الإعلام الحكومية، تُظهر بوضوح الهزيمة الجسيمة التي لحقت بالنظام فضلاً عن مقاطعة الشعب للعرض الانتخابي المثیر للإشمئزاز.
خامنئي الذي اغتنم فرصة الذکری السنویة لثورة 11 فبرایر 1979 وتزامنها مع مسرحیة الانتخابات لاستمالة الناس إلی صنادیق الاقتراع بغیة تعویض الضربات المتتالیة التي تلقّاها من انتفاضة نوفمبر واکتفائه بـ "التألق المطلوب"، قد تلقّی ضربة قاضیة جدیدة ستعبّد الطریق أمام الضربات الأخری دون أدنی شك من خلال مقاطعة الشعب للانتخابات وقول أکبر "لا" وطنیة.  
 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة