الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتالانتخابات المهندسة في معمعة العاصفة

الانتخابات المهندسة في معمعة العاصفة

0Shares

تشير البيانات الانتخابية إلى أنه لا يوجد طريق سهل أمام خامنئي للمضي قدمًا في هندسة الانتخابات، حيث أن تفاقم الاشمئزاز والكراهية الاجتماعية لإبراهيم رئيسي، قاتل الآلاف من أبناء إيران الطاهرين، هو أول عائق يواجه الولي الفقيه في تحقيق الفوز لرئيسي من خلال صناديق اقتراع انتخابات صورية. 

والجدير بالذكر أن الوضع قد تدهور داخل نظام الملالي وحتى بين الزمر المطيعة لخامنئي. وبموجب المناورات كان من المقرر أن ينسحب 4 مرشحين آخرين من زمرة الأصوليين لصالح رئيسي، غير أنه يبدو أنهم غير مستعدين للانسحاب. 

 وكتبت صحيفة "كيهان خامنئي" في هذا الصدد ما يلي:

"إن مشاركة المرشحين الـ 5 عن جبهة الثورة في الانتخابات وإحجام 4 مرشحين منهم عن الانسحاب لمصلحة المرشح الـ 5 خطأ كبير سيخدم الآخرين على حساب جبهة الثورة، ويمكننا اعتبار هذا الخطأ خطيئة لا تغتفر، نظرًا لحجم ما سيسفر عنه من تداعيات ضارة ومثيرة للاشمئزاز، وهذا بالضبط هو السبب في أن عواقبه ليست مستبعدة من وجهة نظر المرشحين عن مجموعة الثورة، وهناك أدلة على اتخاذ قرار بالإبقاء على أحدهم (صحيفة "كيهان"، 13 يونيو 2021).

بيد أن الشغل الشاغل لخامنئي يتجاوز عدم أنسحاب مرشحي التغطية إلى حد بعيد للأسباب التالية:

 1- تعتبر هذه المقاطعة للانتخابات تضامنًا وطنيًا لعدم قبول التماس الاستبداد الديني وإصرارًا عامًا على الإطاحة به.

 2- حتى لو نجح خامنئي في تعيين رئيسي رئيسًا للجمهورية، فإن مقاطعة الانتخابات ستكون هزيمة كبرى لهندسة خامنئي للانتخابات، وسوف تزيد من إضعاف مكانته ومكانة سفاح مجزرة عام 1988 بشكل غير مسبوق. وفي هذه الحالة، لن يتمكن رئيسي من أن يكون عكازًا للولي الفقيه في مرحلة الإطاحة المضطربة.

 3- سوف يؤدي فشل هندسة خامنئي إلى المزيد من الصدع والانقسامات داخل زمر نظام الملالي، وستكون نتيجة ذلك هي تمهيد الطريق لاندلاع الانتفاضة.

 4- إن مقاطعة الانتخابات سوف تكبح جماح سلطة الملالي في إحاكة المؤامرات الدولية والإقليمية، وسوف تقلص من قدرتها على المساومة. وسوف يذهب الأمر إلى أبعد من ذلك، حيث ستُعرف هذه السلطة الفاشية بأنها السلطة التي رفضها شعبها ولن تكون مصدر ثقة لإبرام صفقات معها.

 5- سوف يتراجع إرهاب الملالي بشكل غير مسبوق نتيجة لمقاطعة الانتخابات. وفي هذا الصدد، وصف إمام صلاة الجمعة المؤقت لقزوين، المعمم محمد خضري مقاطعة الانتخابات، من منطلق إحساسه بهذا الخطر، بأنها خطأ استراتيجي. (وكالة"تسنيم" للأنباء، 28 مايو 2021). 

وحتى هذه المرحلة من تطور الأحداث حريٌ بنا القول إن دقات الساعة والوتيرة السريعة للتطورات وطي صفحات الأيام يأتيان على حساب خامنئي وهندسته، ويتعين عليه أن يقدِّر ذلك كل ساعة. ويُعتبر هذا الوضع فرصة جيدة مبشرة بالخير للإيرانيين للإيمان بتضامنهم وقدرتهم. ولا شك في أن إنجازاتهم سوف تتحقق من خلال تصعيد الانتفاضة الشاملة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة