الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالحالة المتفجّرة للمجتمع الإيراني واجتياز النظام نقطة لا رجعة فيها

الحالة المتفجّرة للمجتمع الإيراني واجتياز النظام نقطة لا رجعة فيها

0Shares

انتشرت حركات الاحتجاجات والانتفاضات في مختلف المدن الإيرانية، وتتزايد الاحتجاجات كل يوم. بطبيعة الحال، أن الأخبار المنشورة تصوّر جانباً صغيراً عمّا يحدث اليوم في المجتمع الإيراني وتستطيع التسرب في وسائل الإعلام. في خطابها الأخير في مؤتمر باريس، أوضحت السيدة مريم رجوي الوضع الحالي ومؤشرات تطوّر المرض في جسد النظام إلى نقطة لا رجعة فيها.

نظرة عابرة إلى مسار الانتفاضة
بعد 21 مارس، تصاعدت الاحتجاجات في خوزستان. بعد ذلك، خاضت المدن في كردستان الإيرانية إضراباً واسعاً ضد إغلاق الحدود وتوقف مصدر دخل العتالين المحرومين والكادحين. ثم اتخذ مزارعو أصفهان الخطوة التالية. في مرحلة أخرى وصلنا إلى انتفاضة أهالي كازرون التي هزّت أركان النظام بشعارات مثل: «ويل لكم عندما نتسلّح» و…

إضراب سائقي الشاحنات كان حلقة أخرى من استعراض القوة لشريحة محرومة أخرى أمام النظام. 
في وقت لاحق، جاء دور عمّال الصلب في الأهواز ليرغموا النظام على إطلاق سراح زملائهم المعتقلين، وهي خطوة نوعية في صراع الشعب مع النظام.
بعد ذلك، بدأت انتفاضة طهران حيث بدأها تجار السوق وامتدت إلى مناطق جوادية و«خاك سفيد» و«امام زاده حسن» أطلق خلالها شعار الموت لخامنئي.

تلتها انتفاضة أهالي خرمشهر وعبادان والأهواز و… حيث صاحبتها مواجهات واسعة مع قوات النظام. 

مؤشرات وصول الدكتاتورية إلى نهاية الخط

وصفت السيدة مريم رجوي ذلك جيداً في خطابها في مؤتمر فيلبنت، موضحةً لماذا لا يستطيع النظام التخلي عن سياساته وممارساته.
واستعرضت السيدة رجوي، الوضع الحالي الذي يعيشه النظام ومؤشرات تطور المرض الذي أصاب النظام حتى وصل إلى نقطة لا رجعة فيها وقالت:

أولا، في ظلّ شمس المقاومة، تبخّرت شعوذة وجود «حلّ» داخل الفاشية الدينية وتم إبطال سحرها.

الشعب والشباب المنتفضون المتمرّدون، أعلنوا نهاية لعبة الجناحين داخل النظام. اولئك الشباب، الذين يسلكون مسار النضال وطريق المقاومة والهجوم على النظام بأقصى قوة ودون خوف وتردّد، مهما كلّف الثمن.

ثاني مؤشّر لمرحلة السقوط، هو أن الشعب الإيراني ومنذ 6 أشهر قد حققوا فعلاً وعلى أرض الواقع، إقامة الانتفاضات والحركات الاحتجاجية، بالرغم من وجود القمع في أوجه. ودفعوا ثمنها على شكل جثث تم قتل أصحابها بزعم الانتحار(!) في سجون الملالي، ورغم حملات القمع والإعدامات اليومية المرعبة.

عمّال قصب السكر في هفت تبه، استأنفوا انتفاضتهم. ثم عمّال المجموعة الوطنية للصلب في الأهواز، وتلتهم انتفاضة مزارعي أصفهان. وأما المصلّين في أصفهان، فقد أداروا ظهورهم على إمام الجمعة المعيّن من قبل خامنئي هاتفين: أدبرنا للعدو ووجّهنا نحو الوطن.

وعندما كانت محافظة أصفهان في حالة التهاب، انتفض مواطنونا العرب في خوزستان، وخاصة في مدينة الأهواز. بعد ذلك، انتفضت كردستان وأثار إضراب المواطنين المستمر في مدينة «بانه» الإعجاب. ثم في خارطة طريق الإسقاط، ظهر مثال وعلامة فارقة جديدة: كازرون، مدينة الانتفاضة والنار والدم، مع نساء باسلات إلى جانب إخوانهن، أسوة بأشرف يرشقون بوابل من الحجارة، هجوم قوات العدو المدجّجة بالسلاح.

ومن هنا عجلة الانتفاضة أخذت وتيرة سريعة: إضراب السائقين وأصحاب الشاحنات الكادحين في 285 مدينة في 31 محافظة إيرانية واستمر لمدة 12 يوما وهزّ أركان النظام.

المعلّمون والمتقاعدون والمواطنون المنهوبة أموالهم، وعمّال مئات من الوحدات الانتاجية انتفضوا كل يوم. ومنذ الاسبوع الماضي التهب بازار طهران واشتعلت الانتفاضة في طهران والمدن الأخرى. وانتفضت إيران من جديد، بكل أبنائها وبكل طوائفها وأعراقها.

المؤشّر الثالث لسقوط النظام الكهنوتي الحاكم في إيران، هو أن التوترات والتناقضات الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما الغلاء والبطالة والفقر وعدم المساواة، قد بلغت حداً لا رجعة فيه. الكل بدأ يتلمّس الموقف الانفجاري. في حين لا حلّ لدى الملالي ولا يريدون ولا يستطيعون معالجة مشكلة.

رابع مؤشّر لمرحلة السقوط هو أن الملالي قد فقدوا على المستوى الدولي أهم سند لهم في سياسة المهادنة في أمريكا. لقد سقط الدرع الدولي الحافظ للنظام، وفقد النظام عملياً الاتفاق النووي، وآثار العقوبات الهالكة تتساقط عليه، وبالنتيجة تنخفض قدرته على إشعال الحروب والمغامرات في المنطقة.

وأما المؤشّر الخامس وهو أهمّ مؤشر لمرحلة سقوط النظام فهو أن ما يخاف منه الملالي، قد حصل على أرض الواقع، وهو الترابط بين المحرومين والمضطهدين وبين المقاومة المنظمة. وهذا ما أكّده مراراً وتكراراً كل قادة النظام وبيادقه الكبيرة والصغيرة للنظام. وهذا اعتراف منهم بمرحلة نهاية النظام.

وعلى ضوء هذه المؤشرات يمكن الاستيعاب لماذا أصبح خامنئي عاجزاً عن أي مناورة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة