الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومخامنئي؛ خليط من الرعب والخوف والتمويه والاعتراف

خامنئي؛ خليط من الرعب والخوف والتمويه والاعتراف

0Shares

خطاب خامنئي يوم الأربعاء، 9 يناير، لدى استقباله مجموعة من عناصر النظام من مدينة قم، كان كلمات متلخبطة. خليط من الارتجاز يشوبه الخوف من مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية والمستقبل المظلم للنظام، ومحاولة لتصوير النظام قويًا وقوة عظمى، مع الإعتراف بأزمات النظام في كل المجالات من حوزة قم وإلى عدم قدرة النظام على تأمين الحاجات المعيشية الصعبة للمواطنين وعجز النظام في توفير سبل العيش لهم.

تحدث خامنئي كثيرًا عن قوة النظام وأن النظام هو نظام رصين ولن يسقط، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى مخاوفه بشأن حالة النظام.

 
ما هي الكلمة الرئيسية لخامنئي؟ التعبير عن الرعب أو الإعلان عن القوة؟

وللوصول إلى الحقيقة، يجب ترجمة تصريحات قادة هذا النظام، وخاصة خامنئي، وأحياناً يجب قلب التصريحات بالكامل حتى ندرك الفحوى. فعلى سبيل المثال، عندما يؤكد خامنئي، في الخطاب نفسه، ويكرر: «لقد مرت 40 سنة منذ أن تحركت هذه القوة الناشئة، فهي تنمو يومًا بعد يوم، وتترعرع، وتتضخم أكثر فأكثر يومًا بعد يوم». أو يقول: «كنا موفقين في هذه السنوات الأربعين حتى اليوم».

لكن أين تفتضح هذه الاستعراضات المزيفة بالقوة؟ وبغض النظر عن الحقائق التي لا يشير إليها خامنئي، فإن نسبة التضخم هي 60٪ والأسعار ارتفعت بنسبة 300 ، 400٪ في العام الجاري، و فشل النظام في السياسة الإقليمية والدولية، بما في ذلك طرد الدبلوماسيين الإرهابيين للنظام إلى حيث يدخل الاتحاد الأوروبي في قائمة العقوبات جزءاً من وزارة مخابرات النظام لأول مرة في تاريخه باعتباره منظمة إرهابية!

أهم هاجس خامنئي

في خطابه يوم 9 يناير، أثبت خامنئي أنه قد أبرز إحدى الخصائص العامة للديكتاتوريين. ما هي هذه الميزة التي يمتلكها خامنئي على أكمل وجه؟

الروائي الإيطالي إينياتسيو سيلونه يقول في كتابه «مدرسة الديكتاتوريين» : «الدكتاتور يكذب بالتأكيد ويخادع ويلقى باللوم على الآخرين للخطأ ويتصيد في الماء العكر، ولكن لا ينبغي أن يعتقد بأكاذيبه». 
في خطاب ألقاه في 9 يناير، أظهر خامنئي أنه كان على دراية جيدة بهذا التهديد ولم يؤمن بـ «الأكاذيب التي يقول نفسه».

لأنه وبعد كل الأقوال المتبجحة التي تصف من خلالها نظامه القائم على الجهل والجريمة بأنه « قوة ناشئة ومعرفية ومتحضرة» لم ينس أن عليه أن يتخلى عن كل هذه الأقاويل ويتعاطى مع قلقه الرئيسي الذي هو الإطاحة به.

في الواقع، بدأ خامنئي يتحدث مع أهم مخاوف النظام، والتي تتعلق بالمستقبل. خامنئي هو الذي عبّر شخصياً في الأساس عن قلق النظام من العام 2019 وجعله لتصبح الكلمة الرئيسية لجميع وسائل الإعلام والنظام. هذا يبين بوضوح أن خامنئي نفسه لم يؤمن أبداً بأقاويله الكاذبة حول الاقتدار.

ملخص خطاب خامنئي يوم الأربعاء 9 يناير ، في كلمة واحدة هو الخوف من المستقبل ومن مصير النظام:

 

سبب قلق خامنئي في حوزة قم الدينية

الإعراب عن القلق بشأن وضع الحوزة الدينية هو أيضا عامل في التعبير عن القلق بشأن المستقبل والإطاحة بالنظام. لأن الحوزة الدينية هي واحدة من أسس الاستبداد الديني المسمى ولاية الفقيه، حيث هناك الآن معارضة جدية ومتنامية تجاه خامنئي وفكرة ولاية الفقيه السخيفة، وهذا أمر أكده مرار خدّام خامنئي في الحوزة الدينية من أمثال الملا محمد يزدي، رئيس جمعية المدرسين في الحوزة والملا أحمد خاتمي.

وأحدث حالة تتعلق بالملا كعبي من مدرسي الحوزة ومن خدّام خامنئي في مجلس الخبراء والذي قال في تعليق له يوم الأربعاء على خطاب خامنئي بشأن الحوزة الدينية: «إن أعدائنا و (مجاهدي خلق) يسعون إلى إضعاف الروح الثورية في قم، وفي هذا الصدد يتبعون الخطوات التالية:

النقطة الأولى هي تقويض المرجعية الثورية.

ثانيا ، فصل الأمة عن رجال الدين وإحداث الفجوة بين الاثنين.

والثالث، الوقيعة بين رجال الدين».

بطبيعة الحال، ينبغي ألا يغيب عن الأذهان أنه كلما تحدث الملالي عن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وتأثيرهم، فإنهم يشيرون مباشرة إلى الإطاحة بالنظام وقضية الإطاحة، ويتضح من خلال ذلك أن هذا التوجّه في الحوزة هو توجّه جاد أيضًا.

النقطة الأساسية هي أن القاعدة الفكرية الرئيسية للاستبداد الديني قد اهتزت الآن بشكل خطير تحت أقدام النظام وتصدّعت باعتراف كبار رجال الدين الموالين لخميني. وهذه علامة على نهاية النظام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة