الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومهجمات صاروخية علی السعودية.. ما السبب؟

هجمات صاروخية علی السعودية.. ما السبب؟

0Shares
مساء يوم الإثنين (26آذار/ مارس 2018) أطلقت 7صواريخ بشکل متتال من اليمن علی السعودية. وتشير أصابع الاتهام إلی النظام الإيراني من جميع الجهات. وشدد هذا الحادث نبرة الأزمات والتوترات الإقليمية والدولية التي طغت علی النظام خاصة في الوقت الذي ظلت فيه قضية الاتفاق النووي علی الطاولة، إذ نقترب من الموعد النهائي المعين من قبل الولايات المتحدة. وبالتأکيد السؤال الرئيسي في الوقت الراهن هو: ما هو سبب إطلاق الصورايخ هذا؟
يفتقر الحوثيون إلی هذه القابلية. ولکن هناک طرفة في القضية وهي إذا ما صدقنا زعم النظام القاضي بأن الحوثيين قادرون علی تصنيع هکذا صواريخ واستخدامها، فهل تعني تلک التهديدات الصاروخية للنظام شيئا يذکر؟
ونظرا لمعرفتنا وتجربتنا للغة الخاصة للملالي، يمکن تفسير هذا الإجراء من جانبين، الأول هو أن هذا الإجراء يرسل علامة مواجهة مما يعني أن النظام قرر الوقوف في وجه الضغوط الدولية، والتفسير الثاني يشير إلی أن ذلک ليس إلا علامة تنازل حيث يعتبر إطلاق هذه الصواريخ علامة تمويه لکي يتنازل باللجوء إليها.
يبدو أن التفسير الأول واضح حيث ليس بحاجة إلی تقديم الأدلة والاستنتاج، ولکن سؤال يطرح نفسه وهو إلی أية حقائق وعلامات يستند التفسير الثاني حيث يعتبر الإجراء علامة تنازل؟
حقيقة في العالم السياسي، تحمل الأشياء والعناصر أحيانا معنی معاکسا لما يتبادر في الذهن من الشيء والعنصر في الوهلة الأولی. لنفترض إذا ما قرر النظام تنازلا بشکل حقيقي، خاصة نظام الملالي، لن يذعن أمام المجتمع الدولي وبلدان المنطقة بأنني قررت التنازل والکف عن تصنيع الصواريخ وإطلاقها والتدخلات في المنطقة وتفضلوا ها هي صواريخي نقدمها لکم! بل يحاول أن يتلاعب ويتآمر بها ساعيا إلی الحصول علی شيء عوضا عن ما يفقده.
أما الحقائق التي يقدمها أصحاب التفسير الثاني فهي تصريحات ظريف وکمال خرازي وما يليها من أقوال وتصريحات وتفسيرات لتأييدها.
وکرر ظريف في مذکرة بثتها قناة الجزيرة يخاطب بها الأقطار العربية الجارة مطالبا وبشکل صريح بالمفاوضة مع السعودية وهو ما يردده النظام منذ فترة طويلة حيث لم يول أحد أي اهتمام وفي الحقيقة تذرع النظام والتمس.
وکمال خرازي مستشار خامنئي هو الآخر الذي کرر مضمون هذا الکلام أي طلب حل المشکلات الإقليمة عبر المفاوضة مؤکدا علی أن الجمهورية الإسلامية مستعدة للتعامل مع البلدان الأخری إما بشکل ثنائي أو متعدد الأطراف من أجل معالجة المشکلات الإقليمية واستتباب الأمن والاستقرار.
والتأکيد علی هذا الکلام من قبل کلا الجناحين في النظام علی هذه القضية هو نهج اتبع النظام برمته وليس عصابة روحاني نفسها.
أما في حالة افتراضنا هذا التفسير فيطرح سؤال وهو لماذا يطلق الصواريخ ليدعو إلی المفاوضة؟! وهل ينطبق ذلک مع العقل والمنطق!
أجل، إنه سؤال حقيقي يتبادر إلی الذهن، ولکن لا ننسی أن هذا النظام هو نظام الملالي الدجال يتميز بلغته وثقافته الخاصتين. والتمس النظام وتذرع لحد الآن بالسعودية بما يسمی باللهجة المرنة لکي نتفاوض مع البعض. وکان الرد السعودي يقتصر علی أنه: إن کنت صادقا في کلامک فأوقف تدخلاتک وکفّ عن دعمک للمجموعات والعصابات الإرهابية في السعودية وبلدان المنطقة وأوقف إرسال الأسلحة والصواريخ للحوثيين! وبما أن النظام لم يحصل علی رد مرغوب فيه عقب مطالبه السابقة، يکرر الآن مطلبه بلغة الصاروخ والقوة ويريد أن يرعب السعودية من خلال إطلاق سبعة صواريخ متتالية ليسحبها إلی طاولة المفاوضات ويحل خلافاته مع السعودية بالغنی عن الولايات المتحدة، ومن ثم يجابه الموعد النهائي والولايات المتحدة من مکانة أقوی، غير أن ذلک أمل کاذب ومجرد خيال! ويعزف النظام علی وتر مقطوع، لأنه لا بد له أن يعالج القضايا الإقليمية في ظل حسم أمره في الاتفاق النووي وفيما يتعلق بالموعد النهائي للولايات المتحدة، ناهيک عن انتفاضة الشعب الإيراني التي جعلت النظام يعيش ظروفا ضعيفة بحتة في جميع القضايا الدولية.
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة