الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومفشل قمة فيينا وتصاعد أزمة نظام الملالي وعدم فعالية سياسة التسويف حتى...

فشل قمة فيينا وتصاعد أزمة نظام الملالي وعدم فعالية سياسة التسويف حتى عام 2020

0Shares

انتهى اجتماع لجنة الاتفاق النووي في فيينا يوم الجمعة الموافق 30 يونيو 2019 بعد 4 ساعات. وأعرب نظام الملالي، وبالتحديد نائب وزير خارجية النظام، عراقتشي، عن استيائه من نتائج الاجتماع ، وبينما وصفها بأنها خطوة للأمام، لكنه قال إن هذه الخطوة تشمل اثنين أو ثلاثة فقط من الحالات التنفيذية ، ويجب البت فيها في طهران.

 

قرار اجتماع فيينا حول أداة اينستكس (أداة دعم التبادل التجاري)

على ما يبدو أنه تم الاتفاق في اجتماع فيينا على أن تبدأ أداة اينستكس عملها. لكن لم تتم الإشارة إلى كمية ونوعية هذا التبادل التجاري، ولم يذكر عراقتشي سوى أنه تم تسوية اثنين أو ثلاث حالات.   

ولكن حتى لو تم تطبيق أداة اينستكس بأفضل طريقة وأكثرها استصوابًا، فإن ذلك لا يحل أي مشكلة لنظام الملالي، لأن أداة اينستكس ليست سوى وسيط لتبادل السلع مقابل السلع (مثل الأغذية والأدوية)؛ وبالتالي، فإن المشكلة هي أن نظام الملالي غير قادر  بشكل أساسي على تصدير النفط والاستفادة من أداة اينستكس في بيع النفط. فالشركات الأوروبية لا تشتري النفط الإيراني. سافر رئيس مجموعة العمل الإيرانية بوزارة الخارجية الأمريكية ، برايان هوك ، عشية اجتماع فيينا ، إلى أوروبا وقال في لندن إن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تفرض حظرًا على  أي دوله تستورد النفط الإيراني ولن يُستثنى أحد.

وقال هوك "لا يوجد حاليًا أي استثناءات للنفط، وسنفرض حظرًا على شراء النفط الخام الإيراني بأي شكل غير قانوني".  

 

انسحاب نظام الملالي من الاتفاق النووي

هناك أقوال متضاربة حول استمرار نظام الملالي في الاتفاق النووي من عدمه. وقال ممثل الصين في هذا الاجتماع: "لقد نقل نظام الملالي رسالة واضحة مفادها أنهم مستمرون في الاتفاق النووي". ولم يقل النظام شيئاً في هذا الصدد حتى الآن. الحقيقة هي أن البقاء أو الانسحاب من هذا الاتفاق  ليس بالشيء الممكن تسويته في هذا الاجتماع. ويحاول نظام الملالي اللجوء إلى التهديد بالانسحاب من الاتفاق النووي لإجبار أوروبا على تفعيل الصفقة والتقايض، لكن أوروبا، حتى لو أرادت، فإنها لا تزال غير قادرة على أن تقدم مساعدات كثيرة لنظام الملالي مرة أخرى، بسبب العقوبات الأمريكية ما لم يمتثل نظام الملالي  لمطالب أوروبا وشروطها مثل (حظر الأسلحة النووية والصواريخ والتدخلات الإقليمية وانتهاكات حقوق الإنسان) وهي في الحقيقة الشروط نفسها الإثنى عشر التي تتمسك بها أمريكا. وهذا أيضا يعني الموت والدمار بالنسبة لنظام الملالي.

 

هل سيجني شيئًا نظام الملالي عن سياسة التسویف حتى انتخابات 2020 الأمريكية؟

يعتقد بعض المراقبين أنه على الرغم من أن وضع نظام الملالي حرج بوضوح، ورغم أن الرئيس الأمريكي قال مؤخراً إنه ليس على عجل من أمره  فيما يتعلق بنظام الملالي وأن هذا النظام لديه الوقت الكافي لاتخاذ قرار بشأن التفاوض.

لذلك ، يمكن أن نستنتج أنه في ظل الوضع الحالي للنظام ، يمكنه أن يواصل اتباع السياسة الملتوية والخسيسة بهدف شراء الوقت، فماذا بشأن الهدف الذي يسعى إليه، وهو المماطله حتى الانتخابات الأمريكية في 2020. لذلك يمكن القول إن هذه وسيلة لنظام الملالي للانسحاب.  وهذا هو الاحتمال الذي يفكر فيه البعض. ويجب القول في هذا الصدد :

إن سياسة التسويف وفي الوقت نفسه التورط في مغامرات إرهابية مثل إلصاق القنابل في جسم السفن التجارية وناقلات النفط أو تنفيذ هجمات بالنيابة على مستودعات النفط في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة سياسة عقيمة، وحتى إذا فشلت الإدارة الحاكمة الحالية في الانتخابات الأمريكية عام 2020 (ويرى الكثير من المراقبين إن هذا الاحتمال ضعيف)، فإن سياسة التسويف، إلى جانب الرفسات الإرهابية، لن تمكن نظام الملالي من حل الأزمات التي ابتلي بها.

إنهم لا يجدون في هذا الاحتمال آفاقًا لإيجاد حل للأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها نظام الملالي.  والمجتمع الدولي لن يكون مستعدًا  لقبول  قيام نظام الملالي بإثارة الحروب أكثر من ذلك وممارسة الإرهاب  والسعي لإمتلاك القنبلة النووية وتطوير برامج الصواريخ. وكان المجتمع الدولي يتغاضي عنها أملا في أن يحدث تغييرًا في سلوك نظام الملالي كما كان الحال أثناء فترة الاتفاق النووي. إن العزلة الإقليمية التي يعيشها نظام الملالي وكذلك تعارض سياسة النظام التدخلية مع دول المنطقة، التي ليست أساسًا تابعة لمتغيرات الإدارة الأمريكية الحاكمة، وفي هذا الصدد أيضًا، لا يمكن لنظام الملالي تسوية قضية عزلته الإقليمية بالتسويف حتى عام 2020.

ولهذا السبب، فإن التسويف ليس لا تؤدي فقط إلى تغيير في مصيره الحتمي، بل إن الأعمال الإرهابية التي يقوم بها النظام في المنطقة، كما هو واضح الآن، تنحرف بالتوازن السياسي على الساحة الإقليمية والدولية، ضد هذا النظام بشدة، وتؤدي إلى عزلته عالميًا أكثر من أي وقت مضى.

لكن الأهم من العامل الدولي هو العامل الاجتماعي والظروف المتفجرة في المجتمع الإيراني وانتفاضة جيش الجياع الذي يمثل التهديد الرئيسي لنظام الملالي. وبطبيعة الحال يلجأ النظام الإيراني إلى القمع وممارسة أساليب  التخويف والترهيب وتضييق الخناق، لكن عندما تشارك المقاومة المنظمة  على هيأة معاقل الإنتفاضة بنشاط في المجتمع، تدفع الجماهير الغاضبة والفدائية إلى المزيد من التشكيل والتنظيم والراديكالية الثورية. وعلى أي حال، فإن نظام الملالي لا مفر له من  المصير الحتمي، الذي هو نهاية كل الديكتاتوريات.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة