السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالفرق بين الانتفاضتين الايرانيتين

الفرق بين الانتفاضتين الايرانيتين

0Shares

 

بقلم :  سارا أحمد کريم


لم يتفاجأ کل متابع و مختص  في الشأن الايراني بإنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، خصوصا وإن معظمهم کانوا يؤکدون علی حالة غليان السخط و الغضب من جانب الشعب الايراني بحيث إن الکثيرين منهم شبهوه بالبرکان الذي يوشک علی الانفجار، وبطبيعة الحال، لم يأت کل ذلک التأکيد عبثا أو من دون أسباب و مقومات، بل کان له الکثير من التبريرات و الدوافع وأهمها إن النظام لم يبادر الی معالجة الاسباب و الدوافع التي أدت الی إندلاع إنتفاضة عام 2009، بل وحتی إنه سار بإتجاه معاکس لها تماما، وهو ماأدی الی إحتقان عالة السخط و التبرم و الغضب بحيث وصلت الی حد الانفجار.

إنتفاضة عام 2009، التي کانت بسبب التلاعب بنتائج الانتخابات و التدخل فيها من جانب النظام الايراني، فإن إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، کانت منذ البداية ضد النظام و أصله و أساسه، وهو ماأکد علی إن إستخفاف النظام بمطالب الشعب الايراني و عدم الاذعان لها الی أين يؤدي به، وإن مراهنة النظام علی القمع و السجن و التعذيب و الاعدام ظنا منه بأن ذلک سيرعب الشعب و يجبره علی إلتزام الصمت و الهدوء و الانصياع له، لکن إندلاع الانتفاضة أثبتت العکس و أکدت بأن النظام يراهن دائما علی الخيارات الخائبة.

الفرق بين الانتفاضتين و السياقين اللذين مضيا عليها، تصدت له زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، في لقاء لها مع صحيفة«المصري اليوم»، حيث قالت بهذا الخصوص:« من المفارقات الأساسية بين انتفاضة هذا العام وانتفاضة عام 2009 أن في ذلک العام بدأت الانتفاضة من النزاع حول نتائج الانتخابات بين الأجنحة المتنافسة في الحکم في إطار النظام، لکن هذه المرة منذ البداية کانت المعرکة تدور بين المحرومين والفقراء والطبقات الکادحة والمحرومة من جهة والنظام القمعي المؤجج لنيران الحروب والفاسد والنهاب من جهة أخری »، بمعنی إنها تشير الی إن الصراع قد إتخذ بعدا وجوديا فالحالة المعيشية  و الاجتماعية لأغلبية الشعب الايراني صارت مهددة ولذلک فقد کان لابد من التحرک ضد النظام و إفهامه بأنه لايتحمل کل هذا الظلم و يريد أن ينهيه من جذوره و أصله الذي يرتکز عليه، أي المرشد الاعلی للنظام.

عدم إذعان النظام لدوافع و مسببات الإنتفاضة الاولی قادت الی الانتفاضة الاخيرة، وإن عدم الاذعان لدوافع و مسببات الانتفاضة الاخيرة(وهو قطعا لايمکن أن يذعن لها). فسوف يفتح الباب علی مصراعيه لإنتفاضة عارمة أخری، إنتفاضة سوف لن تهدأ ولن يکون لها من قرار إلا بنهاية النظام!

 

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة