الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالغيمة الداکنة

الغيمة الداکنة

0Shares


بقلم:علي ساجت الفتلاوي

 


هناک الکثير من الاسباب والعوامل التي تهدد السلام والامن والاستقرار في المنطقة، وتختلف التأثيرات من سبب لآخر، لکن من المؤکد أن الجميع يتفقون علی أن التطرف الديني يشکل حاليا السبب والعامل الرئيسي الاکبر والاخطر في تقويضه للسلام والامن والاستقرار في المنطقة والتهديد المستمر لها.
صحيح بأنه کان ولازال هناک الکثير من الجهود المخلصة والحثيثة من أجل القضاء علی التطرف الديني في المنطقة، لکن الذي يجب الاقرار والاعتراف به في نفس الوقت أن هذه الجهود لم تحقق إلا نتائج محددة ولم تتمکن من القضاء علی ظاهرة التطرف الديني من الاساس وتجفيفه من الجذور، ولذلک فإنه من الممکن أن نسمي هذه الجهود بجهود سطحية او جانبية غير عملية وبحاجة ماسة الی تطويرها وجعلها أکثر وأقوی تأثيرا ودورا.
التطرف الديني وکذلک رديفه الاساسي الارهاب، لم يعد سرا علی دول المنطقة والعالم أجمع من أن مصدره الاساسي ومنبعه الرئيسي هو النظام الديني القائم في طهران، والذي جعل من التطرف والديني والارهاب عاملين رئيسيين يستخدمهما من أجل تهديد السلام والامن والاستقرار في المنطقة وبالتالي تهيأة الارض الارضية الملائمة من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المشبوهة، وقد کانت ولاتزال المقاومة الايرانية عموما ومنظمة مجاهدي خلق، العمود الفقري للمقاومة الايرانية، الجهة الوحيدة التي حذرت وتحذر منه علی الدوام وبشکل مستمر منذ أکثر من ثلاثة عقود.
منظمة مجاهدي خلق التي کانت اول من وقف بوجه التطرف الديني ورفضه وواجهه وقاومه بشتی الطرق والاساليب ودفع ثمنا باهضا من جراء ذلک ولايزال يدفع ثمن ذلک الی يومنا هذا، حذر علی الدوام وبصورة مستمرة في بياناته وأدبياته ومواقفه من خطورة التطرف الديني وکونه يشکل عاملا يزعزع السلام والامن والاستقرار في المنطقة، لکن من دون جدوی، حتی تطور الامر وصار التطرف الديني ظاهرة تعصف بالمنطقة وتشکل غيمة سوداء تلقي بظلالها الداکنة عليها.
المقاومة الايرانية التي تشدد في مؤتمراتها المختلفة التي تعقدها علی ظاهرة التطرف الديني ومدی الخطورة التي تشکلها علی السلام والاستقرار والامن في المنطقة، تدعو منذ سنين الی إقامة جبهة ضد التطرف الديني کآلية عملية لمواجهة التطرف الديني وتحجيمه، وقد ترجمت ذلک عمليا علی أرض الواقع عندما نجحت فعلا في الاعلان عن جبهة اسلامية ـ عربية قبل أعوام عديدة لمواجهة التطرف الديني، لکنها مع ذلک لم تتوقف وإستمرت في مواجهتها لأنها تعلم بأن هذا الوباء الخطير يحتاج الی مواجهة مستمرة ويقظة وحذر دائميين.
من المؤکد أن النظر والتمعن في الاوضاع المتدهورة والخطيرة في سوريا والعراق بشکل خاص والمنطقة بشکل عام، فإن الحصيلة النهائية التي سنخرج بها هي أن لا أمن واستقرار وسلام حقيقة يمکن أن يستتب في المنطقة مع بقاء ظاهرة التطرف الديني التي يغذيها وينشرها النظام الايراني وبطبيعة الحال فإن الضمان الامثل لقطع دابر التطرف الديني والقضاء عليه هو الوقوف الی جانب الشعب الايراني والمقاومة الايرانية والنضال المشروع من أجل الحرية والديمقراطية.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة