الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربينظام ولاية الفقيه بدون رتوش

نظام ولاية الفقيه بدون رتوش

0Shares


 
بقلم:منی سالم الجبوري

 

منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية علی أساس نظرية\”ولاية الفقيه\” المثيرة للجدل و الاختلاف، فقد دأب القادة و المسؤولون الإيرانيون علی التأکيد من إن جمهوريتهم تقدم الدعم و المساندة غير المشروطة للبلدان التي تواجه\”الاستکبار العالمي و الصهيونية\”، وإنها تعتبر ذلک بمثابة الواجب الشرعي لها، وهذا الکلام ردده أيضا عدد کبير من الاقلام و وسائل الاعلام العربية و الاسلامية المنبهرة و المأخوذة ببريقه، ومع إن هذا النظام لم يقدم أي شئ من تلقاء نفسه لأي جهة أو طرف إلا وقد کان له أکثر من مأرب و غاية من ورائه، لکن ظل المنبهرون و المنساقون وراء هذا النظام وبشکل خاص الاحزاب و الجماعات التابعة لها في بلدان المنطقة، يؤکدون علی\”براءة\”و\”نظافة\”الدعم المقدم من جانب هذا النظام وإنه عمل لايبتغي سوی رضا الله و نصرة الاسلام و المسلمين.
الاحداث و التطورات التي أعقبت الاحتلال الامريکي للعراق و کذلک تلک التي أعقبت ثورة الشعب السوري ضد نظام الدکتاتور بشار الاسد، حيث أدی ذلک الی إستشراء النفوذ الايراني و بصورة إستثنائية و غير مسبوقة في هذين البلدين و بعدهما في اليمن، الی جانب لبنان الذي يعتبر أول ضحية للنفوذ الايراني المباشر في المنطقة، هذا النفوذ و إستمراره و تطويره وماقد نجم و تداعی عنه وخصوصا من حيث جعل هذه البلدان بمثابة قواعد للإنطلاق ضد بلدان أخری بل و ضد العالم، کشف النقاب بشکل واضح عن النوايا المريبة و غير السليمة للنفوذ الايراني ليس فقط ضد البلدان التي تتواجد فيها وانما ضد بلدان العالمين العربي و الاسلامي برمتها.
مع إن الدور الذي إضطلع به النظام الايراني الی جانب الممارسات و النشاطات التي قام بها في العراق و سوريا و اليمن و لبنان، قد أماطت اللثام عن المعدن الردئ للدعم المشبوه المقدم من طهران للأحزاب و الميليشيات و الجماعات المسلحة التابعة لها في المنطقة، لکن ظل القادة و المسؤولون الايرانيون يرددون تصريحات\”نشاز\” مخدشة و مزعجة للأسماع بشأن\”نظافة و مبدأية\”ذلک الدعم، غير إن ماقد جاء في التصريحات الاخيرة ليحيی رحيم صفوي، مستشار المرشد الاعلی الايراني بشأن المطالبة بعقد صفقات سياسية و إقتصادية مع النظام السوري بهدف إسترجاع النفقات و التکاليف التي تکبدتها إيران في سوريا منذ عام 2011، قد بدد الشک باليقين و أظهر هذا النظام علی حقيقته من دون أي رتوش أو مساحيق دأب علی الدوام إستخدامها للتمويه علی الانظار و الاسماع و حتی العقول.
المثير في هذه المطالب التي قدمها صفوي بصراحة ليس عليها أي لبس، هي إنها تکشف ولأول مرة عن إعتراف رسمي من جانب مسؤول رفيع المستوی من دائرة المرشد الاعلی بشأن الخسائر الفادحة التي تکبدها النظام الايراني في سوريا و التي أثقلت کاهله و أثرت بصورة بالغة السلبية علی مختلف أوضاعه، الملفت للنظر، إن کل تلک الخسائر الفادحة التي تکبدتها طهران کانت لسببين رئيسيين، أولهما المحافظة علی نظام الاسد بإعتباره حليفا أساسيا لها في المنطقة و ثانيهما لتخوف اطهران من إن سقوط نظام الاسد من شأنه أن يمهد لسقوط النظام في إيران، ولکن هل ستتمکن طهران أن تجني ماقد جنته موسکو کثمن لتدخلاتها في سوريا

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة