الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتنحن المهربون

نحن المهربون

0Shares

بقلم:نجاح الزهراوي

 

عندما يخرج النائب الايراني جهانبخش محبي نيا عن طوره و يصرخ غاضبا تحت قبة البرلمان الايراني قائلا: "هناك مؤسسات متنمرة تمارس التهريب بذريعة القيام بالواجب، إنها أوصلت الاقتصاد الإيراني إلى ما هو عليه، استيقظوا! إلى متى تريدون الاستمرار في اللعبة البرلمانية؟ نحن كاذبون في مكافحتنا للتهريب، إن الخلل الذي أصاب سوق العملة الصعبة أظهر أننا نحن المهربون"، فإنه وبعيدا عن تسمية الامور و وضع النقاط على الاحرف، يبدو واضحا بأن الاوضاع في إيران في ظل النظام الحالي قد وصلت الى مرحلة بالغة الخطورة.

هذا الکلام الخطير الذي أدلى به النائب الايراني المذکور، فإن المقصود به هو جهاز الحرس الثوري الذي لايمکن لأحد محاسبته لکونه يشکل حجر الزاوية بالنسبة للنظام و مقرب و محسوب على المرشد الاعلى للنظام، وقد سبق وإن قال لمز روحاني الحرس الثوري في کلمة له في فبراير 2016، عندما قال: "ثمة جهازا فاسدا يمارس الفساد ويمنع تطور اقتصاد البلاد"، وقد سبق ذلك أن قال روحاني أيضا وهو يقصد الحرس الثوري تحديدا: "لو اجتمعت البندقية والمال والقوة والصحافة والمواقع والإعلام في مكان واحد سيؤدي ذلك إلى الفساد"، فإن الصورة تتوضح أکثر من إنه وکما يقول المثل؛ (حامي إيران حراميها)، علما بأن الحرس الثوري يمتلك 70 رصيفا بحريا لاتخضع للرقابة يقوم من خلالها بتهريب البضائع من دون حسيب أو رقيب.

نحن المهربون، هذا الاعتراف الخطير الذي ذکره النائب المذکور أعلاه، يدل في ضوء التفصيلات اللاحقة التي ذکرناها، بأن النظام قد وصل فعلا الى مرحلة حساسة و خطيرة جدا حيث تحاصره الازمات و المشاکل من کل جانب، وإن إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، التي لازالت مستمرة بوجه النظام و الداعية الى إسقاطه، إنما جاءت کرد فعل علة أوضاع لايمکن إصلاحها إلا بالتغيير الجذري الذي تنادي به منذ أعوام طويلة المقاومة الايرانية و تصر عليه، بل وإن التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية#FreeIran2018، الذي سيقام في الثلاثين من حزيران الجاري في باريس سيٶکد و بصورة إستثنائية على قضية إسقاط النظام و حتى يحشد لها بالطلب من المجتمع الدولي بدعم و تإييد النضال المشروع للشعب و المقاومة الايرانية من أجل إسقاط النظام، بعد أن صار واضحا بأنه ليس هناك من قوة بإمکانها تغييره لأنه و لسبب بسيط و واضح إن المشکلة و العلة الاساسية فيه ولايمکن علاج ذلك إلا بإسقاط النظام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة