الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمشاركة النساء في المقاومة بوجه النظام الإيراني مهم للغاية

مشاركة النساء في المقاومة بوجه النظام الإيراني مهم للغاية

0Shares

صحيفة هيل التابعة للكونغرس الامريكي
بقلم: الدكتورة ماريا ريان

 

حرمت قيادة إيران حقوق الإنسان الأساسية للشعب الإيراني  وخاصة النساء. وظلت الحركة المؤيدة للديمقراطية في إيران نشطة على مدار 40 عامًا وذلك على الرغم من الأعمال الانتقامية المتكررة والشديدة التي يقوم بها النظام.

و لقد شهد المجتمع الدولي تلميحات حول إمكانات هذه الحركات في لحظات تاريخية مختلفة، مثل احتجاجات عام 2009 والانتفاضة الوطنية التي انتشرت في جميع مدن إيران الكبرى في أوائل عام 2018.
و ليس من الصدفة قيام المرأة الإيرانية بدور فريد في هذه الثورات. واستهدفت الحافة الحادة لقمع الملالي العديد منهن بقوانين قمعية ومعادية للنساء حيث ماتت إحدى عشاق كرة القدم فقط  في الأسبوع الماضي. وكانت الشرطة قد ألقت القبض عليها أثناء تسللها إلى الملعب الرياضي الرئيسي في طهران متنكرًا بملابس الرجل لانه لا يُسمح للنساء بدخول الملاعب خلال المبارات الرياضية الذكورية.

ووفقا للتقارير الواردة، تم اصدار حكم بالسجن في المحكمة بحق هذه المرأة البالغة من العمر 29 عامًا ما أدى إلى إشعال النار في نفسها وتوفيت اثر الجراحات الواردة عليها. 
ولقد أتيحت لي الفرصة في شهر يوليو للسفر إلى ألبانيا، إلى جانب 350 شخصية سياسية من 47 دولة تشمل مجموعة واسعة من الانتماءات السياسية، لكي أتحدث في المؤتمر السنوي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) . وزرنا أشرف3 ، الموطن الجديد لآلاف من أعضاء حركة المعارضة الإيرانية الرئيسية أي مجاهدي خلق . 

وكان المؤتمر الذي تحدثت عنه يدعى "النساء في المقاومة الإيرانية : الوقوف في وجه نظام معاد للنساء ، ودفع ثمن الحرية".
وقابلت العديد من النساء الشجاعات اللواتي نجين من القمع الوحشي للملالي. وقال الكثيرون منهن إنهن عانين في غرف التعذيب لسنوات طويلة. وشرحن لي قصصهن ومعاناتهن الشخصية وفقدان أحبائهن. وأوضحت هؤلاء النساء أنهن لم يتمكن من اختيار ملابسهن أو مهنهن أثناء العيش في إيران وأكدن أن فتاة لا يتجاوز عمرها تسع سنوات يمكن أن تتزوج ، ويمكن أن يكون للرجل زوجات متعددة. 
ولقد أجبرت هؤلاء على مغادرة إيران والذهاب إلى مخيمات داخل العراق حيث كانت آمنة، وأكدن أنهن تعرضن هناك بالقنابل وإطلاق النار. وأشار عدد منهن إلى فقدان الكثير من أصدقائهن في هذه الهجمات.

وقمت بتسجيل مقابلة مع أربع من النساء بالكاميرا. وقالت إحدى النساء إنها سجنت في سن السادسة ، لأن والديها سجنا بسبب دعمهما للمقاومة.
كما أخبرتني امرأة أخرى ترعرعت في كندا أنها كانت تشعر بالخجل من كونها إيرانية ، خشية أن يعتقد آخرون أنها تشبه الملالي. وفي الواقع ، قالت إنها ترفض الإسلام وهي مسيحية.
 وكان والداها نشطين في المقاومة الإيرانية وأرسلوها إلى كندا لتكون آمنة؛ وقالت إن والدها أُعدم في عام 1988. وأكدت إنها شعرت بالدعوة للتخلي عن طريقة حياتها المريحة والانضمام إلى المعركة ضد النظام الإيراني القمعي. 
وقامت امرأة أخرى من أصول إيرانية بنقل قصة فقدانها أفضل صديقة لها في هجوم وحشي على معسكر في العراق. هي أيضًا قد انضمت إلى المقاومة بوجه النظام ولقد نشأت في مدينة تامبا بولاية فلوريدا ، لذا فهي تعرف ماهية الديمقراطية والحرية وتريد هذه المبادئ نفسها للشعب الإيراني. ووفقاً للأمم المتحدة ومصادر أخرى أصبحت ظروف الحياة اليومية للعديد من الإيرانيين صعبة ومثيرة للإحباط لدرجة أن أعداداً متزايدة من الناس هناك يلجأوون إلى قضايا الإدمان. وفي الحقيقة  يقال إن الحرس  الثوري تسهل تجارة الهيروين – على الرغم من سياسات إيران القوية المعلنة علنًا ضد الاتجار بالمخدرات وتعاطيها-. وأفاد منتقدون آخرون للنظام قصصًا غير مؤكدة عن الإيرانيين البائسين الذين يبيعون الكلى أو العينين أو حتى الأطفال الذين لم يولدوا بعد وذلك من أجل البقاء.

رغم كل هذا ، ألهمتني النساء اللواتي قابلتهن بإحساسهن بالعزم والولاء والوطنية والإيمان بقضيتهن العليا. وكان إخلاصهن تجاه بعضهن البعض مذهلاً ، كما كان صداقتهن صداقة حميمة.
ويريد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ( NCRI ) وأعضاؤه الكثيرون حريات أساسية يتمتع بها الأمريكيون كل يوم. إنهم يستعدون ليصبحوا حكومة مؤقتة ، إذا كان على الشعب الإيراني الإطاحة بالنظام الحالي. وتوجد في المجلس أكثر من 20 لجنة تستعد لتشكيل حكومة جديدة في إيران ويتعهد المجلس خلال ستة أشهر من توليه السلطة ، بإجراء انتخابات حرة لأنه يريد من حكومة منتخبة شعبية أن تحكم إيران.
سواء أكنت تعتقد أن تغيير النظام في إيران قريب أم لا ، فأنا مقتنعة تمامًا أنه مع وجود مثل هؤلاء النساء في صفوف المقاومة ، سيأتي التغيير إلى إيران.

 

*الدكتورة ماريا ريان هي المدير التنفيذي لمستشفى كوتاج في وودزفيل ، بولاية نيو هامبشير ، وهي مدافعة عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان (ماريا ريان هي ايضا زوجة رودي جولياني)

 

يمكن قراءة المقال من المصدر من هنا

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة