الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتمجاهدو خلق والمؤتمر التاريخي

مجاهدو خلق والمؤتمر التاريخي

0Shares

تستعد مدينة باريس وضواحيها في الثلاثين من يونيو 2018 لأضخم «كرنفال سياسي» سنوي يقيمه بانتظام المجلس الوطني للمقاومة الايرانية منذ عام 2004 بزعامة مجاهدي خلق، حيث في كل عام تلتقي الجالية الايرانية من كافة أقطار العالم بما فيهم ممثلون من الداخل الايراني، لمناقشة الوضع الداخلي للوطن «المسجون منذ 40 عاماً في قفص الملالي البشع الاسود»، تناقش الجالية الايرانية في مدن المنفى، معاناة الشعب المطحون في خبزه اليومي وحريته ومعيشته ومستقبله المجهول وحاضره المضطرب المتأزم، كما يناقش ويتابع المؤتمر السنوي الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي المتردي بقراءة سياسية عميقة لكل التطورات المتلاحقة في الداخل والاقليم والعالم، وعلاقة النظام السياسي بالوضع العالمي الشائك والمنطقة. 

يأتي هذا المؤتمر تحديداً في ظروف استثنائية وتاريخية ومنعطف مصيري حاسم وتصميم قوي من الشعب الايراني، بكافة أعراقه وشرائحه وفئاته الاجتماعية وكادحيه وشخصياته الوطنية ورموزه الاكاديمية والثقافية والفنية، كل هؤلاء سيكونون حاضرين في المشهد التاريخي للمؤتمر عن قرب أو بعد، لاهمية المشاركة العملية والمعنوية لهذا الحدث السياسي المميز. 

وتكمن خصوصية هذا المؤتمر التاريخي كونه يعقد في ظروف مستويات ثلاثة مهمة، دولية واقليمية وداخلية. 

فعلي المستوى المحلي يأتي المؤتمر في مناخ وتداعيات الانتفاضة «الديسمبرية» من عام 2017، حيث تفجرت الغالبية العظمى من المدن والمحافظات في كافة مناطق الجمهورية الاسلامية، بحيث تميزت باتساعها وتنوعها الاجتماعي والطبقي والشعبي، وانخرطت فيها كتلة شعبية واسعة من الاجيال المختلفة في أعمارها، وشاركت فيها جموع واسعة من النساء والشبيبة في مسيرات الاحتجاج الليلية والنهارية، وتعرضت للقتل والتعذيب والسجون دون خوف او تراجع لمواجهة الآليات القمعية للنظام وزبانيته، حيث كسر الشعب حواجز الخوف لتشكل هذه الانتفاضة من حيث نوعيتها ومضمونها واقعاً شعبياً وسياسياً جديداً، تجلى بوضوح في كل شعاراته المرفوعة والتي تنادي بضرورة واهمية التغيير ورحيل الدكتاتور ونظام ولاية الفقيه دون رجعة. 

تأتي الانتفاضة والنظام الايراني، يعاني شروخاً عميقة في بنية السلطة السياسية وصراعاتها، فيما تتردي الاوضاع الاقتصادية والفساد المالي والاخلاقي باقبح وجوهه وقمة تمزقاته، حيث انعكس ذلك الوضع المتردي على حياة ومعيشة قطاعات واسعة من الشعب بدرجات متفاوتة، فيما الموضوع المركزي للجموع المنتفضة المحتجة تؤكد معا على وحدتها في مسألة مصيرية هو التغيير من أجل ايران حرة من ربقة النظام الاستبدادي الظلامي. 

بينما تشهد على مستوى المنطقة خسارة نظام الملالي في دول الجوار في المجالين السياسي والعسكري، فقد صدمته نتائج انتخابات العراق وتراجع ملف الحوثيين في اليمن بتقهقره وهزائمه الميدانية، بينما الضربات الموجعة في سوريا لمواقع النظام الايراني وحلفائه تحاصره. 

كلها تبرهن على المزيد من عزلة النظام من خلال قطع أذرعه الممتدة منذ سنوات في بلدان المنطقة. وتتخلخل ورقته الاقليمية سواء في الدوحة او انقرة، فما عادت تلك الانظمة قادرة على إيقاف تردي أوضاعها الداخلية رغم التصريحات العنترية لحكومة الدوحة واردوغان. كما يشهد الوضع الدولي عزلة ايران الشديدة، خاصة بعد ان ألغى ترامب الاتفاقية النووية، وصارت قوائم الحظر ونهج الحصار والمقاطعة والانسحابات من الشراكة وفسخ الاتفاقيات مع دول عديدة مؤشرات ملموسة هذه الفترة، وترى بلدان العالم إن الافق السياسي للنظام يدخل في نفق واسع مظلم. 

وتتصاعد الاجراءات الامريكية وسياساتها، على كافة الصعد ضد نظام طهران، لتؤكد حكومة ترامب انها مع قرار التغيير الفعلي للنظام، وأن النظام اصبح يهدد الدول ويخلق اوضاعا سيئة من العلاقات الدولية في المنطقة، والقائمة على نهج القوة والعسكرة والتهديد وتصدير الارهاب. 

دون شك سيكون مؤتمر 30 يونيو لعام 2018 هو عام مفعم بالامل والتفاؤل التاريخي، حيث يرى العالم التنفس البطيء لرئة النظام الحاكم، وتراجع نبضات قلبه السياسي الواهن، محاولاً نظام الملالي النفخ في روحه وهو في غرفة الانعاش. مؤتمر هذا العام هو مؤتمر الحلم والتغيير والعودة للوطن، حيث هتافات باريس البعيدة وهتافات المدن الايرانية جميعها، تردد معاً غناء الحرية من اجل وطن ديمقراطي تعددي. 

لقد بات الشعب ينتظر البديل الثوري لقيادة هذا الحلم والتغيير المنتظر.

المصدر: الايام البحرينية

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة