الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتليس سر بل حقيقة

ليس سر بل حقيقة

0Shares

بقلم: ليلى محمود رضا

 

في کثيرا من الاحيان، وعندما يواجه أحدهم مشکلة أو أزمة عويصة لايجد لها حلا، ولکي لاتٶثر هذه المشکلة أو الازمة على سمعته ومکانته وإعتباره بين الناس، فإنه يسعى من أجل التغطية والتستر عليها والتحدث عن أمور وقضايا أخرى لإبعادها عن الانظار، فهو لايتحدث عن هذه المشکلة وانما عن أمور أخرى بحيث تخلق حالة من الضبابية بشأن تلك المشکلة، وهذا هو تماما مايفعله نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مع منظمة مجاهدي خلق التي تعتبر أکبر مشکلة بوجهه ولم يستطع مواجهتها أو القضاء عليها على الرغم من کل الجهود الواسعة التي بذلها طوال العقود الاربعة الماضية.

حديث الخوف من السقوط وإحتمالاته والامور المتعلقة به، حديث يتکرر بصورة ملفتة للنظر في داخل مختلف أوساط النظام السياسية والاعلامية، والملفت في هذا الحديث إنه يرکز وبشکل واضح على قضية السقوط والحذر منه وتناوله من کل الجوانب المختلفة، ولکن الامر الاکثر إلفاتا للنظر، هو إن الحديث يدور بطريقة يتم خلالها الحذر کثيرا من الترکيز على منظمة مجاهدي خلق والکلام بشأنها، بل وإن الامر يتم وکأنه هناك ثمة سر أو لغز ما في تدهور علاقة الشعب بالنظام وعدم ثقته به.

عندما تتحدث صحيفة"جهان صنعت"المحسوبة على النظام على الاوضاع المتدهورة في البلاد وإحتمالات تجدد الانتفاضة مثلا، فإنها تحاذر من الإشارة الى نقطتين جوهريتين، أولهما لاتتحدث عن إن النظام هو سبب تدهور الاوضاع وأساس المشاکل والسلبيات کلها، وثانيهما؛ لاتتکلم عن الطرف أو الجهة التي تقف ندا للنظام وتحذر الشعب منه ومن مساوئه وسلبياته، ومن هنا، فإن هذه الصحيفة عندما تکتب بأن استمرار الوضع الراهن:" يؤدي إلى أن يشعر المواطنون بالإحباط تجاه الحكومة بحيث أنه من الممكن أن تتكرر أحداث يناير/كانون الثاني بشكل أخطر بالمقارنة مع تلك الفترة"، لکن من الذي صنع الوضع الراهن وکل الاوضاع السلبية، أليس هو النظام الايراني بنفسه؟ ومن الذي مهد وقاد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، ألم تکن منظمة مجاهدي خلق والتي أقنعت الشعب بأن هذا النظام قد وصل الى طريق مسدود ولايهمه شئ سوى المحافظة على نفسه أولا وعلى مصالحه الخاصة الضيقة ثانيا.

منظمة مجاهدي خلق والنضال الذي تخوضه ودورها الذي تنهض به في داخل إيران، ليس مجرد سر أو لغز يمکن التغطية عليه أو تجاهله، بل إنه حقيقة دامغة وأمر واقع لامجال لإنکاره أبدا ولاسيما وإن الامور في إيران تسير بإتجاه الحسم!

 

دنيا الوطن

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة