مرة أخرى أطلق روحاني في خطاب متناقض يوم السبت 23 يناير في اجتماع بمقر كورونا وعدًا على غرار وعوده العرقوبية السابقة قائلا: "التطعيم سيبدأ في البلاد في فبراير!" من ناحية أخرى قال: "أمامنا ستة أشهر أخرى على الأقل حتى وصول اللقاح".!
أصبحت هذه الازدواجية هي الخطاب المستمر لقادة النظام عندما يتحدثون عن اللقاحات.
يأتي هذا النوع من خداع الناس، خاصة بعد أن حظر خامنئي استيراد لقاحات فايزر، موديرنا، إلخ سارية المفعول، في وقت، "لوحظت سلالات متحولة من الفيروس في إيران" (حسب صحيفة همدلي الرسمية الصادرة في 23 يناير) بالإضافة إلى خطر الموجة الرابعة من كورونا.
لكن واقع كارثة كورونا أثار مخاوف بشأن التداعيات الخطيرة لهذه السياسة داخل الحكومة. نفس الخطر الذي أسماه روحاني "خلق الظروف النفسية في المجتمع" في إشارة إلى استياء وغضب المواطنين.
من جهة أخرى، وبناءً على أوامر صادرة من خامنئي، يحاول المعنيون في أبواق وإعلام النظام التصوير من اللقاحات الصالحة التي أقرتها منظمة الصحة العالمية بأنها مضرة.
لكن هذه الكلمات، في ظل الوضع الذي يعيشه المجتمع، وفي خضم دخول المرحلة الرابعة من مذبحة كورونا، يطالب المواطنون بشدة التطعيم العام، مما أثار أصوات احتجاج داخل النظام حيث كتبت صحيفة "اقتصاد سرمد" الرسمية – في 23 يناير "من (يتكلم بسوء عن اللقاح الأجنبي) لا يتحدث إلا نزولا عند رغبة السلطات العليا؛ "ويل لنا مع هؤلاء السياسيين الذين اختاروا طريقة الإطراء القبيحة للحفاظ على مناصبهم".
ما سبب التصريحات المتناقضة لروحاني؟
لكن من ناحية أخرى، يعرف قادة النظام أن نفس السياسات اللاإنسانية، خاصة بعد أن رفع خامنئي الستار وحظر صراحة إدخال لقاح صالح، أثار الغضب والكراهية العامة، وهناك احتمال حدوث شرارات وانفجارات أخطر بكثير من نوفمبر 2019.
ولهذا، يضطر قادة النظام إلى إطلاق تصريحات متناقضة بخصوص اللقاح ويتخذون سياسة ضربة على الحافر وضربة على المسمار. تارة يتحدثون بحرارة عن اللقاح صيني يقول وتارة أخرى يقولون إن اللقاح الصيني لم تتم الموافقة عليه بعد من قبل السلطات الدولية، بل أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تريد "دراسة" لقاحين صينيين لاستخدامهما في حالات الطوارئ خلال الأسبوع المقبل! (موقع خبر فوري للنظام 23 يناير).
لكن سياسة ضربة على الحافر وضربة على المسمار والازدواجية وترك المجتمع في حالة من الحيرة، لا تجدي نفعا إطلاقا، بل الحقيقة هي أن "كيل صبر الناس له حدود". "إذا استمرت السياسات (الحالية)، فسنرى ردود فعل من المواطنين، والتي قد تكون مكلفة للغاية بالنسبة للنظام!" (حسبما وردت في صحيفة آرمان الحكومية – 23 يناير).