الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتقلق لانهاية له إلا بنهاية النظام

قلق لانهاية له إلا بنهاية النظام

0Shares

بقلم:علي ساجت الفتلاوي

 

 

بعد مرور 4 عقود على قيام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث کانت قضية إنتهاکات حقوق الانسان الجارية من جانب هذا النظام واحدة من أبرز وأهم المشاکل بينه وبين المجتمع الدولي وبشکل خاص مع المنظمات المعنية بحقوق الانسان، فإنه وبعد 4 عقود ليس لم يجري أي تغيير إيجابي من جانب النظام بهذا الخصوص بل وقد إزداد الوضع سوءا وتمادى النظام الى الحد الذي صارت إيران قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح الاولى في العالم من حيث تنفيذ أحکام الاعدامات.

طهران التي تحاول اللعب والمناورة مع المجتمع الدولي من خلال مزاعم الاصلاح والاعتدال والإيحاء بأن هناك مساع جدية من أجل تحسين أوضاع حقوق الانسان، لکن تجربة دورتين رئاسيتين للرئيس الاسبق محمد خاتمي وکذلك تجرى الرئيس الحالي روحاني الذي يمارس مهام عمله منذ أغسطس/آب 2013، ولکن لم يتحقق أي وعد أو عهد قطعه الرئيسان بهذا الخصوص، والملاحظ هنا، إن زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، کانت قد أکدت على إستحالة حدوث أي إصلاح أو إعتدال في ظل هذا النظام بل وإنها شددت على إن النظام يرى في أي عملية تحسين لأوضاع حقوق الانسان والکف عن الانتهاکات بمثابة توجيه ضربة للنظام.

عندما يعرب الأمين العام للأمم المتحدة «آنطونيو غوتيرز»، يوم الثلاثاء 18 سبتمبر/أيلول 2018، في تقريرله إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة عن قلقه إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في إيران ويدين موجة عمليات الإعدام والتعذيب وسوء معاملة السجناء والقيود المفروضة على عقد تجمعات سلمية في إيران. فإن الاجدى به أن يعلم جيدا بأن هذا الحال ليس سيبقى على ماهو عليه طالما بقي النظام نفسه حاکما في إيران بل وسيزداد سوءا وإن تجارب الاعوام المنصرمة قد أکدت ذلك بوضوح.

مشکلة المجتمع الدولي في تعامله مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في قضية إنتهاکات حقوق الانسان والتي يتمادى فيها النظام أکثر رغم توجيه عشرات الادانات الدولية له، هي إنه لايعلم بأن النظام لايکترث ولايهتم للقرارات الدولية"النظرية"، أي تلك التي لايکون فيها جانب جزائي عملي، ولذلك فإنه إستخف ويستخف دائما بالقرارات الدولية الصادرة ضده والتي تدينه، وإن المجتمع الدولي لو إستمع مرة واحدة لما تقترحه زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، من إنه ومن إتباع سياسة الحزم والصرامة مع هذا النظام فإنه لن يأبه لأي شئ، وعندما تطالب السيدة رجوي بربط العلاقات الاقتصادية والسياسية لدول العالم مع النظام الايراني بتحسين أوضاع حقوق الانسان ووقف عمليات الاعدام والتعذيب في السجون ومعاداة المرأة، فإن ذلك سيشکل أفضل اسلوب يمکن أن يعطي نتيجة مرضية، وبعکسه فإن قلق المجتمع الدولي على إنتهاکات حقوق الانسان في إيران سيبقى قلقا لانهاية له إلا بنهاية النظام!

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة