الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةمقالاتعذر أقبح من الذنب

عذر أقبح من الذنب

0Shares

بقلم:غيداء العالم

 

عندما يقع المرأ في مطب أو يصادف ورطة ومأزقا عويصا کان قد قام بترتيبه للإيقاع بأحدهم لکن شاءت الظروف أن يقع بنفسه في شر عمله، فإنه يبذل کل مابوسعه من أجل الخروج من ذلك المأزق والتخلص من تبعاته، ولکن المألوف والواضح والمتعارف عليه أن يتم طرح أدلة وشواهد تدل على برائته أو على الاقل عدم علاقته بالموضوع ولکن أن يتم إتهام الضحية بأنه هو من رتب ذلك المطب فإن ذلك مايدعو للسخرية والتهکم.

العملية الارهابية التي حاول نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلالها تفجير مکان إجتماع المٶتمر السنوي للمقاومة الايرانية الذي إنعقد مٶخرا في العاصمة الفرنسية باريس، والتي کشفت الوجه الحقيقي لهذا النظام وفضحته على رٶوس الاشهاد، جعلت قادة ومسٶولي هذا النظام يعيشون حالة من التخبط والتوتر وعدم الترکيز بحيث باتوا يوجهون نصالهم يمنة ويسرة من أجل تخليص النظام من ورطته العويصة، وإن ماقد سعى إليه محسن رضائي القائد السابق لقوات الحرس وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، يصب في هذا الاتجاه وبأوضح مايکون.

رضائي، وفي سبيل تخليص نظامه من الورطة التي وقع فيها، فإنه قام ببذل کل مابوسعه بهذا الصدد، فزعم بأن المعتقلين الرئيسيين اللذين تکفلا بتنفيذ تلك العملية الارهابية" اتصلا بالدبلوماسي معلنين استعدادهما للتعاون مع إيران" ويستطرد زاعما بأنه ولهذا السبب" التقى هذان الشخصان مع دبلوماسيينا في مكان تم فيه تبادل الحزمة. وتم تسجيل الصور من قبل منظمة المنافقين أو من خلال كاميرات المراقبة" مستخلصا" ثم عرض هذان العضوان من المنافقين أنفسهما للاعتقال واعترفا بمثل وجود هكذا خطة يقودها الدبلوماسي الإيراني"، لکن الذي فضح رضائي والنظام الايراني من بعده وألقمهما حجرا هو ماقد جاء عن مسٶول في الشرطة البلجيکية عندما قال:" في لوكسمبورغ كان هناك اجتماع أمني مشدد وسرعان ما عملوا معا (أجهزة أمنية من دول مختلفة) لاكتشاف القنبلة واعتقال أسدي». يبدو أن النظام كان يأمل في أن ينظر إلى التفجير على أنه قضية داخلية لمنظمة مجاهدي خلق، وهو اعتقاد كان من الممكن أن يكون ذا مصداقية، ولكن عندما اعتقلنا عميلهم خلال هذا العمل، أصبح الوضع مختلفا"، ومن الواضح إن ماقد ساقه رضائي من عذر کان أقبح من الذنب الذي إرتکبه نظامه ذلك إن إتهام الضحية بالسعي من أجل إرتکاب مجزرة بحق نفسها، أمر لايمکن أبدا أن يتقبله العقل والمنطق، ولکن يبدو إن النظام الايراني لايزال يتصور بأن عصره الذهبي"عهد أوباما"مستمر!

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة