الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتضربة ساحقة أخرى لإرهاب النظام الإيراني

ضربة ساحقة أخرى لإرهاب النظام الإيراني

0Shares

في يوم الأربعاء الموافق 23 أكتوبر 2019، أعلن رئيس الشرطة الألبانية في بيان عن اكتشاف شبكة إرهابية تابعة للملالي في ألبانيا وكشف تفاصيل مفصلة عن مخططات النظام الإرهابية التي تستهدف مجاهدي خلق. وفقاً لرئيس الشرطة الألبانية، تم اكتشاف شبكة إرهابية مؤخراً من قبل الأجهزة الأمنية الألبانية.

 

بالإضافة إلى الأنشطة التجسسية والأعمال المشبوهة كانت هذه  الشبكة تخطط لهجوم إرهابي على اجتماع لأعضاء مجاهدي خلق MEK المحتفلين بعيد النوروز في 2018، بمشاركة مريم رجوي ، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية، وعدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك رودي جولياني، والعديد من أعضاء مجاهدي خلق MEK.

وفقا لبيان صادر عن رئيس الشرطة الألبانية، تم إحباط مؤامرة تفجير خطط لها وحاول التنفيذ  شبكة إرهابية تديرها قوة القدس من داخل إيران.

حظي اكتشاف هذه المؤامرة الإرهابية من قبل الشرطة الألبانية بإهتمام كبير  وتغطية واسعة في وسائل الإعلام. لكن النظام الذي صعقه اكتشاف هذه المؤامرة ولم يستفق بعد من هول الصعقة، لم يصدر منه أي تعليق حتى الآن.

 

المرحلة الجديدة في إرهاب النظام ضد مجاهدي خلق

دخلت أعمال النظام الإرهابية ضد مجاهدي خلق MEK بعد انتفاضة يناير 2018، مرحلة جديدة، على الرغم من أن تاريخ هذه الأعمال الإجرامية يعود إلى العقود الماضية وخاصة ثمانينيات القرن المنصرم. بدأ النظام هذه الرحلة بنشر الأكاذيب وتلفيق التهم ضد أعضاء مجاهدي خلق بشكل غير مسبوق، وعادة ما تكون هكذا حملة دعائية مقدمة لشن أعمال إرهابية.

في 9 يناير 2018، أعلن خامنئي أن الإنتفاضة كانت مدبرة من قبل مجاهدي خلق وتم التخطيط لها قبل عدة شهور، وقال مهدداً "لن تمر هذا الأعمال  بدون عقاب " وأضاف "  الذين شاركوا بهذه المظاهرات العبثية بشكل عشوائي، سواء كانوا طلاباً أو غيرهم، يجب التحدث إليهم وتوعيتهم، لكن حساب [مجاهدي خلق] سيكون عسيراً."

 

وقبل أسبوع من ذلك، صرح الحرسي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن في النظام الإيراني، قائلاً: "سوف يتلقون [مجاهدي خلق] ضربة مناسبة من حيث لا يعرفون".

 كان من الواضح أن النظام، الذي تعرض لضربة استراتيجية ومميتة خلال انتفاضة يناير، كان يسعى للانتقام.

أول محاولة إرهابية من سلسلة المحاولات التي تم الكشف عنها، كانت مؤامرة تفجير احتفال لأعضاء مجاهدي خلق MEK في ألبانيا بعيد النوروز في 2018 والتي كان مصيرها الفشل والفضيحة للنظام.

كانت محاولة النظام اللاحقة في يوليو / تموز 2018، هي مؤامرة تفجير مؤتمر المقاومة الإيرانية السنوي في باريس، المؤامرة التي على إثرها تم القاء القبض على أسد الله أسدي (دبلوماسي إرهابي في النظام وسكرتير ثالث في سفارة إيران في النمسا) من قبل الشرطة الألمانية. كشف هذه المؤامرة واعتقال أسدي عندما كان عائداً من تسليم المتفجرات للمنفذين، تسبب في فضيحة كبيرة للطغمة الحاكمة في طهران.

 

عملية شيطنة مفضوحة ومكشوفة

بعد هذه الضربات الساحقة، كثف النظام من حملاته الدعائية والحرب النفسية ضد مجاهدي خلق، وأطلق حملة جديدة من عملية شيطنة مجاهدي خلق وأعضاء المقاومة الإيرانية من خلال تأجير بعض الكتاب والصحفيين المُرتزقة الذين ينشرون في وسائل الإعلام غير المحترمة مثل المجلة الألمانية شبيغل والقناة البريطانية التلفزيونية الرابعة وقناة الجزيرة الإنجليزية.

لكن هذه الاباطيل التي كان القصد منها تشويه سمعة مجاهدي خلق في ألبانيا، اسفرت عن نتائج عكسية تماماً حيث قامت الحكومة الألبانية بطرد سفير النظام ونائبه، وكلاهما من عناصر قوة القدس، لتورطهم في خطط ومؤامرات إرهابية كما اعتقلت عدداً من عملاء النظام الآخرين. خطوة غير مسبوقة اتبعتها بعض الدول الأخرى، مثل فرنسا وهولندا، إذ قامت هذه الدول بطرد بعض دبلوماسيي النظام الذي تم كشف أنشطة إرهابية يقومون بها.

 

تداعيات الكشف عن المؤامرة الأخيرة

إن الخطوة الأخيرة التي اتخذتها ألبانيا وبيان رئيس شرطة البلاد، تعتبر ضربة قاضية لأوكار النظام الإرهابية في الخارج، لكنها أيضاً رسالة سياسية واضحة صريحة وقوية   للنظام.

من الواضح أن المعلومات التي أصدرتها الشرطة الألبانية يوم الأربعاء 30 اكتوبر حول مؤامرة النظام والشبكة الإرهابية لم يتم الحصول عليها حديثاً، وأن الكشف عنها بعد عام ونصف من الأحداث يشير إلى استمرار  سياسة ألبانيا الحازمة ضد النظام. هذه الخطوة، بالإضافة إلى إظهار التوازن السياسي الجديد بين النظام ومجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، لها معنى استراتيجي للنظام بسبب وجود مجاهدي خلق ووجود مقر أشرف3 في ألبانيا.

 

رئيس الشرطة الألبانية يكشف عن خلية إرهابية للملالي ناشطة ضد مجاهدي خلق

ضرورة تسمية مخابرات الملالي وقوات الحرس بالإرهاب ومحاكمة وطرد عملائهما من الدول الأوروبية

 

ومن المعالم الأخرى لهذا التوازن الجديد انطلاق أعمال المؤتمر السنوي لمنظمة "مجاهدي خلق" هذا العام في ألبانيا وخلال سلسلة من التجمعات السنوية للمقاومة التي استمرت خمسة أيام وحضرها 350 زعيماً ومشرعاً وشخصية سياسية من سبعة وأربعين دولة، بما في ذلك شخصيات حكومية وسياسية ألبانية. حدث مهم آخر في هذا الصدد هو حضور الرئيس الألباني السيد ألير ميتا إلى مقر المنظمة في مخيم " أشرف الثالث" واللقاء بالسيدة مريم رجوي في 13 سبتمبر 2019.

 

لمحة عامة عن ميزان القوى الدولي

الملاحظة المثيرة للاهتمام هي أن الكشف عن المؤامرة الإرهابية من قبل رئيس الشرطة الألبانية كظاهرة سياسية في مجال السياسة الدولية يجب ألا يتم تفسيرها بعيداً عن التطورات السياسية الأخرى وبالتحديد ميزان القوى الدولي حول النظام من جهة ومجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية من جهة أخرى.

وفي هذا الصدد، فإن اجتماعات اللجنة الأولى واللجنة الثالثة للجمعية العامة لهذا العام، على عكس السنوات الماضية، قد أبديتا اهتماماً غير مسبوق  بملف النظام في مجال حقوق الإنسان مما أدى إلى الادانة والإستنكار من قبل مختلف البلدان لسياسات النظام وممارساته الشريرة التي تنتهك حقوق الإنسان.

في هذا السياق، صرح المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمان، في تقريره يوم الثلاثاء بأن النظام مستمر بإنتهاك حقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات الإعدام، لا سيما إعدام الأطفال والقمع في مختلف المجالات، مثل قمع الأقليات الدينية والإثنية.

توضح كل هذه التطورات، الحقيقة الكبرى المتمثلة في أن المشهد السياسي الإيراني، بجميع أبعاده المحلية والدولية، قد تغير بشكل كبير تجاه نظام الملالي ولصالح تطلعات الشعب الإيراني.

لقد تحقق ذلك بالطبع من خلال جهود الشعب الإيراني وأبنائه الذين رفعوا راية المقاومة في كل مكان من مقر أشرف الثالث إلى سجون النظام ومراكز التعذيب وإلى معاقل الإنتفاضة في جميع أنحاء البلاد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة