الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوم خوف النظام تجاه السياسة الأميركية الجديدة

خوف النظام تجاه السياسة الأميركية الجديدة

0Shares

تصدرت تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بمبيو يوم 21أيار/ مايو ورسم السياسة الأميركية الجديدة وإستراتيجية الولايات المتحدة بشأن إيران، أنباء العام وإيران، مثيرة موجة من الفزع والخوف في نظام الملالي. وتعتبر تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأميركي بيانا يرسم الإستراتيجية موضحا السياسات بشأن إيران بكل وضوح.
ويوضح بيان تعيين السياسية، الإستراتيجية الأميركية بشأن الشرق الأوسط والنظام على وجه الخصوص مما يركز على قضايا الشرق الأوسط التي تلقي بظلالها على العالم بأسره والفاشية الدينية والإرهابية الحاكمة في إيران.
وهناك نقطة ثانية هامة تطرح حقيقة القضية الإيرانية التي تنحصر في الخلاف العميق والحرب المتواصلة والعنيدة بين الشعب الإيراني والنظام كالتالي:
لقد كلف النظام الإيراني الجيلين من شعبه والعالم ثمنا باهظا.
كانت مخالب القمع الهمجي على رقابة الملايين من المواطنين الإيرانيين مما يشكل قمعا غير مسبوق حتى اليوم.
وأوضحت الاحتجاجات خلال الأشهر البضعة الأخيرة أن الشعب الإيراني خائب تجاه حالات الفشل والهزيمة التي مني بها الحكم في بلاده. ويكاد أن ينهار الاقتصاد الإيراني جراء القرارات السيئة المتخدة من قبل المسؤولين الإيرانيين. كما لا تدفع أجور ورواتب العمال، فتجري الاعتصامات يوما بعد آخر وتهبط قيمة الريال بل وبلغ تفشي البطالة بين الشباب أرقاما رهيبة يعادل 25بالمائة.
كما انتقدت السياسة التي كان الغرب ينتهجها:
وهنا في الغرب يعتبر الرئيس روحاني ووزير الخارجية ظريف غالبا ما بعيدين عن الأعمال الشريرة والإرهابية للنظام حيث يتم التعامل معهما بشكل آخر. ويقول الغرب لو كانا يتمكنان فقط من السيطرة على آية‌الله خامنئي وقاسم سليماني لكانت بقية الأمور تجري في مجاريها.
وأخيرا أن رأس الأفعى في الشرق الأوسط ليس إلا نظام الملالي:
إن قوات الحرس أدخلت الآلاف من المقاتلين إلى سوريا ليحتفظ بنظام الأسد المجرم لتجعل من سوريا مذبحة مساحتها 71ألف ميل مربع.
وفي العراق، تدعم إيران جماعات الميليشات والإرهابية لتعرض استقلال هذا البلد للخطر من خلال النفوذ في القوات الأمنية العراقية وإضعافها وزعزعتها. وحدث كذلك خلال الاتفاق النووي. وفي اليمن أثار الدعم الإيراني حربا تسبب في جوع الشعب اليمني.
وفي أفغانستان أيضا، يتجسد الدعم الإيراني لحركة طالبان في تسليحها وتمويلها مما يؤدى إلى المزيد من العنف ويعرقل السلام والاستقرار للمواطنين الأفغان. واليوم تقود قوة القدس الإيرانية العمليات الإرهابية السرية في عقر دار الأوروبيين. والإعلان عن السياسة الأميركية الجديدة من قبل بمبيو والتي تم تنظيمها في 12فقرة، ينتهي إلى طبيعة وماهية هذا النظام وإذا ما أراد تطبيق ذلك فيتم رفضه نفسه. 
ويمكن ملاحظة هذه القضية في ردود يبديها هذا النظام. وتغنينا ملاحظة نموذجين من مواقف النظام من الزمرتين:
النموذج الأول من وكالة أنباء قوة القدس الإرهابية (22أيار/ مايو 2018) التابعة لزمرة خامنئي:
«خذوا الحرب الاقتصادية من جانب العدو بعين الاعتبار. ومن أهم الأحداث التي نسمع صوتها بوضوح هو بدء الحرب الاقتصادية لعدد من بلدان العالم بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد إيران. وفرض العقوبات الأميركية الثقيلة وربما عقبها عقوبات الاتحاد الأوروبي وعدد من البلدان الحليفة في كل أنحاء العالم جعلت أهمية هذا الحادث أكثر لضعفين.
ولا يمكن التلاعب بالظروف العالمية الراهنة بل يجب مواجهتها بجدية لأنه تفوح من ظروف نواجهها رائحة الحرب الاقتصادية العظيمة ضدنا مما يجعلنا نهيئ أنفسنا لأية موازنة أو حالة وفي غرفة قيادة الحرب نفكر في الإجراءات اللازمة لمواجهة العدو وتمرير قضايا البلاد بأقل ثمن ولا نكتفي بعبارات نظير: ”ما لكم أن تأتوا لتتخذوا القرار بشأن إيران؟“».
والنموذج الثاني من موقع ساعت 24 الحكومي (22أيار/ مايو 2018) من زمرة روحاني:
«أيها المواطنون في الصف الأول للحرب الاقتصادية ضد أميركا، لابد من سماع صوت خرج من فم بمبيو مما يستهدف إرادة الحرب الاقتصادية ضد إيران من جانب الولايات المتحدة الأميركية دون تريث وعدم التظاهر بعدم السماع أو الملاحظة. والآن في الأيام القادمة ماذا يجب فعله؟ وما ينبغي أن يلوح في ذاكرة جميع الإيرانيين من حادث أهم هو أخذ الحرب المعنلة من قبل الإدارة الأميركية بعين الاعتبار. ويظن البعض أن دونالد ترامب يخدع ويحتال ولا يتمتع بعزم وقابلية للحرب. ولعله ولو كان هذا الحكم بشأن الحرب العسكرية لكان الأمر قابلا للاهتمام به ولكن وفي المجال الاقتصادي وفي الوقت الذي ليس من المقرر أن يرسل جندي أو يطلق رصاص والأمر يجري في فرع من دائرة الخزانة الأميركية لا يمكن اعتبار صراع أمرا بعيدا عن التوقع».
وتبين هذه الردود أنه ورغم مزاعم ظاهرية ككلام مثير للسخرية لـ‌علي لاريجاني في جلسة عقدها مجلس شورى النظام حيث قال أن تصريحات بمبيو لا تستحق الإجابة والرد عليها! ولكن كلتا العصابتين اهتمتا بهذه التصريحات وأخذتاها بعين الاعتبار. ولكن هناك سؤال يطرح نفسه وهو كيف سوف تكون النتيجة الفعلية لهذا الاهتمام الذي يعد حقيقيا على أرض الواقع؟ ويجب التأكيد أن النظام لا حلا ماديا أمامه. إما عليه تجرع السم أو إما إذا أراد أن يقف في وجه ذلك، في وجه هذه الحرب الاقتصادية الثقيلة التي بدأت منذ الآن، فسوف يدمر ويقوض.
ولكن إذا أراد أن يأخذ هذه البنود الـ12 بعين الاعتبار ليجد حلولا، فعليه الكف عن كل ما كان قد تذرع به حتى الآن للحفاظ ببقائه أي: 
عن القمع والرقابة،
عن إثارة الحروب وتصدير الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي،
عن أداة تمرير هذه السياسة أي قوات الحرس ووزارة المخابرات،
و… وفي نهاية المطاف عن ولاية الفقيه.
وهذا هو مفترق الموت أو الانتحار خوفا من الموت حيث النظام مضطر إلى اختيار أحدهما.
 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة